بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني وإحياءً للذكرى السنوية الرابعة والخمسين لمعركة الكرامة البطولية، وتأكيدًا للتَّشبُّث بالأرض والهوية الوطنية، وانتصارًا للقدس ودعمًا لصمود الأسرى، نظمت حركة "فتح" مهرجانًا جماهيريًا في الشمال اليوم الأحد الموافق ٢٧-٣-٢٠٢٢ في صالة الغزل في مخيم نهر البارد. 

وقد تقدّم الحضور كلٌّ من أمين سرّ فصائل (م.ت.ف) وحركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال بسام الأشقر، ورئيس بلدية المحمرة عبد المنعم عثمان، وأمين سرّ حزب طليعة لبنان العربي الإشتراكي في الشمال رضوان ياسين، والمخاتير أحمد سلمى وسعد سعد، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، كما شارك ممثلو اللجان الشعبية وفعاليات ومرجعيات وطنية ودينية، وحشد من جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشمال وقرى الجوار. 

 

استُهِلَّ المهرجانُ بكلمة ترحيب قدمها الأخ محمود حسين داعيا الحضور لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، والإستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. 

 

كلمة حزب طليعة لبنان العربي الإشتراكي ألقاها الأخ رضوان ياسين، وأشار إلى أن إحياء ذكرى يوم الأرض يعكس بصدق شدّة تعلق الفلسطيني بأرضه، وأن حبَّ الفلسطيني لأرضه استدعت إصراره على البقاء والثبات والصمود. 

وتابع: "يُذكرنا يوم الأرض بمفاتيح العودة لشعب انتُهكت حقوقه ومقدساته، وإن الشعب الفلسطيني لن يصمت وسيتحدى بيومياته الأطماع الصهيونية". 

وأشار إلى جرائم الإحتلال الصهيوني، مؤكدا تشبث الفلسطيني بأرضه وسط واقع عربي مأزوم ومخاطر وأطماع تتهدده، فلم تعد الحواضن العربية محصنة في ظلّ الحروب الداخلية وسياسات الهرولة نحو التطبيع. 

وتوجه بتحية إكبار وإجلال للقادة صدام حسين والرمز ياسر عرفات، ولرجال فلسطين وأبطال الملاحم وسواعد التحدي. 

 

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الأخ أبو جورج عبد الرحيم، عرّج فيها على جرائم حكومة الإحتلال وسياساتها الإرهابية التي تواصلها ضد شعبنا، وتحديها للمجتمع الدولي ولقراراته الشرعية، مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني وهو يواصل الكفاح ويدافع عن أرضه ومقدساته، متمسكا بحقوقه وأهدافه الوطنية. 

وأشاد بالعمل الجماهيري والنضال الشعبي في مواجهة جدار الفصل العنصري في محافظات الضفة الغربية ومواجهة الحزام الأمني الإسرائيلي في محافظات قطاع غزة. 

ودعا إلى توحيد الجهود ورصّ الصفوف والشروع الفوري لطي صفحة الإنقسام لاستعادة الوحدة الوطنية وتسخير كلّ طاقات وإمكانات شعبنا في المعركة الحقيقية لدحر الإحتلال الإسرائيلي، كما دعا إلى المضي قدما نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

ودعا وكالة الأنروا بالإسراع بعملية إعادة إعمار ما تبقى من المخيم القديم، كما طالبها بدفع التعويضات لسكان المخيم الجديد وتقديم مساعدات إغاثية عاجلة. 

وختم: "نعاهد شهداء يوم الأرض وكلّ شهداء الثورة الفلسطينية بمواصلة النضال حتى الحرية والعودة والاستقلال". 

 

ثم كانت وصلة شعرية للشاعر الفلسطيني الأصيل شحادة الخطيب. 

 

كلمة حركة "فتح" ألقاها الأخ مصطفى أبو حرب، وأشار إلى أن شهر آذار شهر التضحية والفداء، رسم فيه أبطال حركة "فتح" خارطة الوطن بدمائهم، فكانت سافوي أولى العمليات التي انقض فيها أبطال الحركة على الغزاة الغاصبين من أجل إطلاق سراح أسرانا البواسل من سجون الإحتلال الصهيوني.

وحيّا المعلم الفلسطيني والمرأة والأم الفلسطينية التي تستحق لقب السيدة الأولى، لأنها أم الشهيد وأخت الشهيد وزوجة الأسير.

وعرج على عملية كمال عدوان البطولية، حيث انتفض أبطال مجموعة دير ياسين وعبروا البحر وتلحفوا بسماء فلسطين ليصلوا أرضها ويثأروا لدماء القادة العظام الذين سقطوا في فردان، فأقامت الشهيدة "دلال المغربي" دولة فلسطين لساعات، بعد أن أذاقوا الصهاينة مرارة المواجهة. 

وتابع: "انتصف شهر آذار ليقول للعالم بأن لكم كرامتكم ولنا كرامتنا، فأسقط الفلسطيني كرامة الجيش الذي لا يُقهر ومرغ وجه جنرالاته بوحل قرية الكرامة، ومنهم "موشيه ديان" الذي قال بأن الثورة الفلسطينية كما البيضة في يدي أكسرها ساعة أشاء.. وجاء الردّ من أبطال العاصفة فانقض محمد الفسفوري على رتل الدبابات، وانقض أبطال العاصفة بالآر بي جي قنصا لدبابات الإحتلال حتى طلب العدو وقفا لإطلاق النار". 

وبالإشارة إلى ذكرى يوم الأرض، قال: "وكأنّ آذار لم يرضَ الرحيل عن فلسطين، إلا وقد تلون برقوقه الأحمر بدماء الشهداء، يوم أراد الكيان الصهيوني تهويد الجليل بعد سنوات من الإحتلال ظنًّا بأنهم قد دجنوا الفلسطينيين ومحوا الذاكرة من عقولهم، فكانت الإنتفاضة في وجه المحتل في كفر كنا ودير حنا وقرى سخنين وفي النقب.. هبوا أبطال فلسطين دفاعا عن أرضهم وكتبوا التاريخ بأضلاع الصدور ودماء الشهداء". 

وأضاف: "كنا ولا زلنا الطلقة الأولى والبندقية الأولى، ومن يسعى لتحقيق آمال شعبنا.. كنا وما زلنا حماة المخيمات نحمل الهم الوطني والإجتماعي والأمني.. شبابنا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لحماية المخيم". 

 وأردف: "نمد أيادينا للكل الفلسطيني تجسيدا للوحدة الوطنية والعمل المشترك في كل المخيمات كي نحميها، ولكن لن نرضى بأية أجندة أن تمر عبر مخيماتنا، ولن نرضى بوجوه مقنعة، ولن نقبل أن يتغلغل إلينا من يتسترون بظلمة الليل.. ولن نرضى بأن يضرب يدنا أحد، ولا أن يسكت بندقيتنا أحد، فبندقيتنا وجدت كي تحمي حياض المخيم". 

وأردف: "مخيم نهر البارد مخيم الثورة والعطاء والشهداء ومنارة العلم، يريدون تغيير ملامحه كيف ولماذا؟! .. لا بد أن نتحاور ونتناقش ونضع حدّا لمن يستهدف المخيم.. يجب أن يعود المخيم إلى سابق عهده، فممنوع على أي كان أن يتحدث باسم نهر البارد سوى المرجعية التي تمثله.. ممنوع التشكيك والتخوين والتحريض، لأن الوضع لا يحتمل، وكذلك في مخيم البداوي". 

 وأكّد ضرورة تشابك الأيادي لحفظ الأمن والإستقرار في المخيمات. 

وفيما يخص المطالب الخدماتية المحقة، أشار أبو حرب إلى ضرورة وضع برنامج عمل شامل يقودنا إلى تحقيق هذه المطالب. 

 وتابع: "نعيش أصعب مرحلة في تاريخ الثورة الفلسطينية في ظل حالة التخلي الدولي والتطبيع العربي، لذلك يجب أن نسعى إلى احتضان بعضنا بعضًا، وأن نكون كما البنيان المرصوص.. وإذا كان هناك رهان على مؤسسات دولية فقد سقطت هذه المنظومة، فلم يُنفَّذ قرار دولي اتخذ بحق دولة الإحتلال الصهيوني لممارستها الجرائم بحق أبناء شعبنا".

وأشار إلى أنَّ حركة "فتح" ماضية لعقد مؤتمرها الثامن لوضع خطة استراتيجية تتلاءم مع طموحات طيف فلسطين المقاتل لمواجهة التحديات المستقبلية، وتحرير فلسطين، فهذه وصية الشهيد الرمز ياسر عرفات، ويتمسك بها رمزنا الرئيس "محمود عبّاس".

 وختم بالتحية للشهداء، وللأسرى البواسل الذين يخوضون معركة الحرية وهم يرفعون شمس حريتنا من زنازينهم، وللمرابطين والمرابطات في القدس دفاعًا عن المقدسات.