تضامنًا مع انتفاضة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، ودعمًا لانتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، واستنكارًا لما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من هجمة صهيونية عليها، نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية اعتصامًا جماهيريًا حاشدًا، اليوم الخميس الموافق ٣-٣-٢٠٢٢ في مخيّم البداوي.
وتقدّم الحضور أمين سرّ فصائل (م.ت.ف) وحركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال بسام الأشقر، وأمين سرّ فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال أبو فراس ميعاري، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وأعضاء قيادة المنطقة وأمين سرّ وأعضاء شُعبة البداوي، وقيادات وضباط الكتائب العسكرية لقوات الأمن الوطني الفلسطيني، كما شارك في الفعالية ممثلو اللجان الشعبية والمكاتب النسوية، وفعاليات ومرجعيات وطنية ودينية واجتماعية، وحشد غفير من جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشمال وقرى الجوار.
افتُتح الاعتصام بكلمة ترحيبية قدمها أبو رامي خطار، وحيا فيها صمود الأسرى البواسل في زنازين الاحتلال الصهيوني.
كلمة فصائل المقاومة الفلسطينية، بدأها أبو فراس ميعاري بالسلام على الحاضرين وصولاً إلى الأرض المباركة وأهلنا في فلسطين المتمسكين والمدافعين عن حقوقهم في حي الشيخ جراح، وإلى المقاومين في نابلس والضفة وغزة وفي أراضي الـ٤٨ المتمسكين بحقهم في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما حيّا الأسرى البواسل في معتقلات الاحتلال، مؤكدًا الوفاء لهم والنضال والكفاح من أجل نيل حريتهم. ووجه التحية إلى القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس.
ورحّب ميعاري بانعقاد المجلس المركزي الفلسطيني وبمخرجاته ومنها إنهاء الاعتراف بالكيان الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني والتأكيد بأن القدس عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنَّ باب المنظمة مفتوح من أجل إنهاء الانقسام وعودة القوى الفلسطينية تحت لواء (م.ت.ف) الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وطالب مجلس الأمن الدولي بعدم الانحياز وأن لا يكيل بمكيالين، وأن ينظر إلى الشعب الفلسطيني كما ينظر إلى شعب أوكرانيا، وأن يقف إلى جانب شعبنا الذي يذبح يوميًا على أيادي جيش الاحتلال.
وأكّد ميعاري ضرورة العمل المشترك مع كل القوى الفلسطينية من أجل أمن واستقرار المخيمات، وتابع: "ستبقى يدنا ممدودة دائمًا إلى الجميع من أجل وحدة مخيماتنا واستقرار أمنها".
كما أعرب ميعاري عن استهجانه لما صرّح به المدير العام للأونروا في لبنان، الذي هدد بإقفال مكاتب الأونروا في المخيمات، بدلاً من أداء واجبه في تقديم العون إلى أبناء شعبنا في ظل هذه الأوضاع الصعبة مع تزايد نسبة البطالة.
كلمة الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية قدمها المسؤول السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني في الشمال د.فلاديمير يوسف، إذ أكّد تضامنه مع انتفاضة الأسرى وانتفاضة شعبنا في الضفة والقدس في وجه الاحتلال الصهيوني
الفاشي والعنصري، الذي يمارس أبشع أشكال القمع والقتل والانحطاط الإنساني والعنف والتطهير العرقي وحروب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن استنكاره لقيام بعض الأنظمة الرجعية العربية بالتطبيع مع العدو الصهيوني في إطار
تعزيز التهويد في مدينة القدس المحتلة وتغيير طابعها العربي والإسلامي.
واعتبر أن ما يجري في فلسطين والقدس من تطهير عرقي وعمليات ترحيل للسكان الأصليين والتستيلاء على مزيد من الأراضي جزء من المخططات الصهيونية لوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الأقصى.
وطالب فلاديمير الدولة اللبنانية بإعطاء الإخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم الإنسانية الأساسية التي تكفلها المواثيق والاتفاقات والأعراف الدولية، وفي طليعتها حقوق العمل والتعليم والاستشفاء والتملك، وذلك بهدف تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، ألقاها مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال عاطف خليل، توجه فيها بالتحية لفلسطين القضية العادلة، وللأسرى المنتفضين لنزع حريتهم من السجان الغاصب للأرض، ولأهلنا المرابطين في القدس وفي حي الشيخ جراح والضفة الغربية ولأهلنا في أراضي الـ٤٨ وقطاع غزة.
وتابع: "نلتقي اليوم تلبيةً لنداء لجنة الطوارئ للتضامن والدفاع عن الأسرى المنتفضين منذ عدة أيام من أجل نزع حريتهم"، مؤكدًا وقوف شعبنا في الشتات وكل أحرار العالم إلى جانب نضال الأسرى، منوهًا إلى أنَّ لا حرية لفلسطين بدون حريتهم.
ودعا خليل إلى أوسع تحركات شعبية وجماهيرية، كما دعا للتوجه إلى الأمم المتحدة وإلى كل المنظمات الدولية للوقوف على معاناة الأسرى والشعب الفلسطيني.
وأضاف: "بالأمس تباكيتم على ما يحصل في أوروبا، وتجاهلتم ما يجري من قتل وتهجير لأهلنا الفلسطينين أصحاب الأرض الحقيقيين من قبل قوات الاحتلال الصهيوني".
وأكد استمرار التحركات الشعبية نصرةً للمرابطين في القدس وفي حيّ الشيخ جراح المدافعين عن كرامة الأمة العربية، لدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تطبيقا للقرار الدولي ١٩٤، كما أكّد أن (م.ت.ف) وكل مؤسساتها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي البيت الجامع لجميع مكونات وشرائح شعبنا.
وأردف: "علينا أن نتوحد ضمن هذا البيت الفلسطيني، وأن نجلس على طاولة واحدة، وأن نتعالى على التباين السياسي وننهي الانقسام، وأن نتفق على برنامج وطني موحد ومشترك لتحرير أرضنا، مشيرًا إلى أن (م.ت.ف) على مستوى كل المخيمات بفصائلها وتشكيلاتها محافظة على العمل المشترك مع كافة شركائها في النضال، وتمد يدها للحفاظ على أمن واستقرار المخيمات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها