شارك أمين عام الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، في المؤتمر الخامس والعشرين للاتحاد العام التونسي للشغل، بالمتزامن مع الذكرى السادسة والسبعين لتأسيسه.

وألقى سعد، كلمة فلسطين، استهلها بنقل تحيات الطبقة العاملة الفلسطينية لشقيقتها التونسية، وقال: "إنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن أشارككم هذه المناسبة القومية البهيجة، بعد أن أصبح الاتحاد العام التونسي للشغل، أيقونة ومنارة العمل النقابي العربي، ودرة تاجه المشعة بالخبرة والحكمة، والتمكن من قيادة دفة العمل الأهلي بكفاءة وقوة واقتدار، وما كان لذلك أن يتحقق لولا صلابة المؤسسة التي شيدها الأباء المؤسسون للاتحاد، وفي مقدمتهم زارع البذرة الأولى محمد علي الحامي وبلقاسم القناوي والشهيد الزعيم فرحات حشّاد والطاهر الحداد، إلى أن أمسى شجرة وارفة يستظل بظلها الشعب التونسي الأبي، وبات قنطرة عالية من قناطر العمل المثمر والجاد.

وأضاف: "جئتكم من فلسطين، التي احتضنت قبل أيام اجتماعاً تاريخياً لمجلس منظمة التحرير المركزي، الذي أبرق لمؤتمركم أصدق أمنيات النجاح والتوفيق، لأثر ذلك الحاسم في خدمة الطبقة التونسية العاملة، وصولاً لتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة للشعب التونسي".

وأثنى المركزي وفقاً لسعد، على الدور القومي الأصيل للشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب التونسي الذي تصدى مع الشعب الفلسطيني لصفقة القرن، حتى تم دفنها في مزابل التاريخ.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لن ينسى وقفات الاتحاد العام التونسي للشغل، إلى جانب كفاحه في المحافل العربية والدولية، ومنها وقفته الشهيرة معنا خلال اجتماعات الاتحاد الدولي لنقابات عمال العالم في البرازيل 2013م، وخلال المؤتمر العام الثالث لاتحاد نقابات عمال العالم، الذي يمثل 187 مليون عامل وعاملة، الذي عقد في برلين في شهر أيار 2014م، إلى أن أقر في بيانه الختامي كل ما طلبناه منه تقريباً، وفي مقدمة ذلك دعوته لتحقيق وتجسيد السلام العادل والشامل والدائم بين دولتي فلسطين وإسرائيل، ومطالبته بتطبيق كامل قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قراري مجلس الأمن ٢٤٢ و٣٣٨، وتطبيق نصوص القانون الدولي المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وفلسطين، ورفضه العنيد لصفقة القرن المشؤومة، ورفضه المشرف لمبادرات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبته بالوقف الشامل والفوري لبناء المستوطنات الإسرائيلية فوق أراضي دولة فلسطين، ومطالبته بانسحاب المستوطنين من الأراضي الفلسطينية، وإزالة جدار الفصل الاستيطاني، ومطالبته إسرائيل بالانسحاب الكامل والشامل من كافه الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد يوم ٤ حزيران ١٩٦٧م، لتمكين شعبنا من إقامة دولته الحرة المستقلة والقدس الشرقية عاصمتها، ومنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير.

واختتم سعد كلمته، بتقديم هدية رمزية للمؤتمر مقدمة من العاصمة المحتلة، وتمنى النجاح لأعمال المؤتمر، ليتمكن الاتحاد العام التونسي للشغل، من مواصلة دوره الوطني، والمضي قدماً بتحمّل مسؤولياته التاريخية في تفكيك المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الداخل التونسي، ومواصلة دوره القومي في الدفاع عن قضايا الأمة العربية؛ التي تعاظمت حولها التحديات الداخلية والخارجية، وأحاطت بها من كل جانب.