أوصى المؤتمر الثاني عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، في ختام أعماله، اليوم الخميس، بدعوة الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية لتبنّي آليات واستراتيجيّات من شأنها دعم التعليم في فلسطين عامة، والقدس خاصّة، لضمان الحق في التعليم الجيّد والمنصف والشامل للجميع، والحدّ من الفاقد التعليمي بفعل الاحتلال.
واستضافت دولة فلسطين أعمال المؤتمر، بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، برعاية الرئيس محمود عباس.
وتضمنت توصيات المؤتمر الموجّهة إلى الدول العربية، وضـع سياسـات وبرامج تعزّز الاستجابة للتّــعليم في أوضاع الطــوارئ والأزمات، ويكون ذلك بدعم قدرة نظم التعليم في الدول العربيــة على استشراف الأزمات وحسن الاستعداد لمواجهتها وحسن إدارتها وتعقّب آثارها السلبيّة. ووضع خطط عمــل وطنية تساعد على التّسريع نحو التحوّل إلى التعليم الشامل والجيّد للجميع، والعمل على وضع إطار تقييمي على مستوى كل دولة عربية يحدّد حجم الفاقد التعليمي بسبب "كوفيــد 19"، ويمكّن من تنفيذ برامج للتعليم الاستدراكي السريع.
كما أوصى بدعم المعلّمين وأعضاء الأسرة التربوية كافة وتقديم المساعدة النفسية والاجتماعية لهم، لتمكينهم من التحول نحو التدريس الشامل والفعّال لمساعدة الطلاب على الوصول إلى التعليم والتعلّم، والعمل على تحقيق مبدأ الإنصاف والمساواة وتكافؤ الفرص وتيسير الوصول والاستفادة من التعليم الاستدراكي بتطوير طرق التكفّــل بالمتعلّمين من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية وتحسين ظروف الاستقبال والتأطير والدعم، والاستجابة بفعالية للاحتياجات المتزايدة للمتعلّمين باستخدام الطرق والوسائل الحديثة، وتطوير استراتيجيات وطرق التعليم السريع ضمن برامج التعليم الاستدراكي وإدماجها لمعالجة فقدان التعلّم، ودعم مبادرات الألكسو في مجال المسابقات والفعاليات المختلفة الموجّهة إلى الأطفال والطلبة والمعلّمين من أجل تعزيز مهاراتهم ومعارفهم في مجال العلوم والبحث العلمي والرياضيات والمنطلق واستيعاب التقـانات الحديثة، وتعميم "استراتيجية تنمية المسرح المدرسي وتطويره" بوصفها إطاراً مشتركاً لتطوير المسرح المدرسي في الدول العربية، ودعوة الدول العربية إلى التعاون مع الهيئة العربية للمسرح في تنفيذ مضامينها بحسب احتياجات كل دولة.
وأوصى بدعـوة جميع الأطراف من مؤسّسات حكومية وقطاع خاص ومجتمع مدني إلـى المساهمة في تعزيز التعليم الاستدراكي بنوعيه النظامي وغير النظامي ضمانا لحقّ الجميع في التعليم الجيّد والمنصف والشامل مدى الحياة، وتعزيز التعاون العربي المشترك في مجال تطوير منظومة الثانوية العامة والاهتمام بالطفولة السوية والصحة الشمولية للطفل.
أما التوصية لمنظمة الألكسو فتضمنت توجيه دعوة من أجل التعـريف بالتجارب والممــارسات والنماذج العربية الجيّدة في التعليم الاستدراكي على غرار تجربة مدرسة الفرصة الثانية، والاستفادة منها في بناء البرامج والمشروعات المستقبلية، ووضع إطار عمل لتمويل دمج التعليم عن بعد في المناهج التعليمية تعزيزا للتعاون العربي المشترك، وتنظيم ندوة عربية "حول واقع التعليم الاستدراكي النظامي وغير النظامي، واستشراف سبل تجويده واستدامته في الدول العربية"، ووضع استراتيجية عربية للتعليم الاستدراكي تراعي السياقات الاجتماعية والاقتصادية للدول العربية وتساعد في وضع سياسات وبرامج تضمن الوصول إلى التّعليم والتعلّم للجميع.
وكانت فعاليات المؤتمر، قد انطلقت عبر تقنية "زووم"، في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون برام الله، وافتتح الفعاليات رئيس الوزراء محمد اشتية، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية وممثلين عن المؤسسات التربوية والدولية والأهلية من فلسطين ومختلف الدول العربية.
وفي الجلسة الافتتاحية، سلم رئيس الدورة الحادية عشرة للمؤتمر، وزير التربية البحريني ماجد بن علي النعيمي، رئاسة المؤتمر الثاني عشر، إلى دولة فلسطين، ممثلة بوزير التربية والتعليم مروان عورتاني.
وقال اشتية في كلمته: "إن التعليم في فلسطين بالنسبة لنا استراتيجية بقاء، وأداة وعي وهوية وصمود على الأرض، وبطاقة تأمين نحو مستقبل أفضل، وهو ميدان مواجهة مع الاحتلال وحربه على الرواية الفلسطينية والمنهاج الوطني، التي قد تكون مقدمة لحرب على المنهاج العربية".
وأضاف: "في فلسطين رفعنا شعار أن ننتقل من التعليم للتعلّم، وبهذا نجمع بين الإدارة والإرادة. هناك من يدّعي أن العقل العربي عاجز عن إنتاج المعرفة، وعلينا إثبات أن هذه النظرية خاطئة، ونكون قادرين على إنتاج المعرفة"، مشددًا على أهمية التعاون العربي المشترك؛ باعتباره ركيزة مهمة لبناء جيل متسلح بالقيم والمعرفة، وقادر على استحضار الماضي وتوظيفه للارتقاء نحو المستقبل في ظل تحولات تكنولوجية معرفية متسارعة.
وتابع أن "الحكومة وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس، تبحث عن منظومة متطورة وفعالة للتعليم والتعلّم والتدريب المهني والتقنني؛ تكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل ومعالجة الاختلالات في سوق التعليم والاستجابة للواقع الذين نعيشه".
بدوره، أكد عورتاني، أنه سيتم متابعة قرارات المؤتمر وتوصياته باهتمام بالغ، وبذل كل جهد مستطاع بالتعاون مع الجهات المختصة لإنفاذها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها