تُطلُّ علينا اليوم ١٥-١١ ذكرى استشهاد مناضل مرَّ بتاريخ قضيتنا الفلسطينية وترك بصمته في ساحات النضال والكفاح من أجل استرداد الوطن والعودة إليه، إنه المُعلّم معين سعيد شبايطة.
إنَّ ذكرى استشهاد بطلنا معين تتزامن مع إعلان استقلال فلسطين وقيام دولة فلسطين عام ١٩٨٨ في رابط يؤكد أنَّ دماء الشهداء وتضحياتهم هي التي عبَّدت لنا وأنارت طريق الدولة والاستقلال.
لقد بدأ شهيدنا النضال في سن مبكر وهو طالبًا في المدرسة حيث أنشأ الاتحادات الطلابية ونظَّم التظاهرات والاعتصامات المدافعة عن قضيتنا الوطنية، لينهي دراسته ويصبح بعد ذلك مدرسًا في مدارس وكالة "الأونروا" في صيدا.
التحق الأستاذ معين شبايطة بحركة "فتح" منذ البدايات وكافح من خلال خلاياها ومع رجالاتها وجمع المناضلين حولها وكان أيضًا مديرًا لمدرسة الشهداء التي تقع بجانب مقر قيادة عمليات قوات القسطل وعمل فيها حتى تاريخ استشهاده، فكان معلمًا زرع بذور الثورة والعمل النضالي في نفوس الطلاب.
في جنوب لبنان كان قائدًا متميزًا بوعيه وتجربته النضالية إلى جانب مهامه التنظيمية ويُشهد له مشاركة عسكرية في محور النبي الطاهر في منطقة الشقيف، كفر تبنين، والعديد من المواقع؛ ومن البدايات أسهم كذلك في بناء الرياضة في مخيّم عين الحلوة ومخيّمات الجنوب في ستينيات القرن الماضي وكان حارس مرمى في فريق الوحدة واعتبر هو وإخوانه من مؤسسي الفريق.
تسلّم معين شبايطة "أبو إياد" عدة مهام تنظيمية وتدرَّج في التنظيم في منطقة صيدا وكذلك الزهراني، وشهدت له كل ساحات النضال وتعرض للأسر بمعتقل أنصار ليخرج من الأسر بعملية تبادل أسرى ويعود ويواصل عمله النضالي.
في مثل هذا اليوم ١٥-١١ من العام ١٩٩٣ امتدت يد الغدر والخيانة لتغتال القائد "أبو إياد" بإطلاق النار عليه في صيدا حيث أُصيب بعدة طلقات في الرأس ونقل أثرها إلى المستشفى وما لبث أن فارق الحياة لتنجح يد الغدر هذه المرة في اغتياله بعد أن تعرّض لعدة محاولات اغتيال سابقة.
كان الشهيد معين يدرك أنه على لائحة الاستهداف من أعداء الثورة لكنه أصر بثورية على متابعة مهامه فكان رجلًا يوم أن عزّ الرجال، وقائدًا وطنيًا باقتدار ومتواضعًا لا ينحني إلا لله تعالى ومقاومًا شرسًا وعنيدًا بعنفوانه، اغتيل جسدًا لكنه بقي إرثًا نضاليًا فتحاويًا بامتياز والقائد الذي يفتخر به الجميع.
أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا
اللواء ماهر شبايطة
١٥-١١-٢٠٢١
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها