أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في بيروت الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات بمسيرات حاشدة ووقفاتٍ جماهيرية، جابت شوارع المخيّمات الفلسطينية في بيروت، عصر اليوم الخميس ١١-١١-٢٠٢١. 

 

حضر المناسبة ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت ومخيّماتها، والأطر الفتحاوية كافةً والمكاتب الحركية والأندية الرياضية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني وقادة الوحدات العسكرية والأمنية، وممثلو المؤسسات الحركية والأهلية الفلسطينية، والفرق الكشفية (مجموعة الكرامة الكشفية ومجموعة بيسان الارشادية وكشافة نادي مجدو والجليل)، وفوج الشبيبة للإطفاء، ولجنة متابعة المهجرين الفلسطينيين، وحشد من وجهاء وفاعليات وأهالي مخيمات بيروت.

 

 البداية كانت من مخيّم برج البراجنة، حيث أحيت قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت- الشعبة الجنوبية الذكرى الأليمة بمسيرة جماهيرية حاشدة، انطلقت من أمام جامع الفرقان وجابت شوارع المخيم، وصولاً إلى مثوى شهداء المخيم. 

 

بدأت المناسبة بقراءة سورة الفاتحة المباركة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وفي مقدمهم الرئيس الرمز ياسر عرفات، وشهداء الأمتين العربية والإسلامية، ثمَّ كانت كلمة لأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون- العميد مصطفى حمدان، بدأها بالتحية إلى روح القائد الرمز ياسر عرفات، معتبرًا أن كوفية أبو عمار هي كوفية القومية العربية وكوفية الأمة من المحيط إلى الخليج، فهو صانع المعجزات للشعب الفلسطيني. 

 

ورأى حمدان أنَّ أبا عمار هو البوصلة الأولى والمعلّم الأول للمقاومين وشرفاء الأمة، مطالبًا الأمة العربية بالعودة إلى فلسطين على اعتبارها القضية الإنسانية الأولى والقضية المركزية للشعوب العربية، واستذكر مآثر المعلم الأول أبو عمار، معاهِداً روحه أن يبقى على عهد الثورة الفلسطينية حتى النصر. 

 

وتلت ذلك كلمة لأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش، بدأها بالتحية إلى من رافق الفلسطينيين منذ انطلاقة ثورتهم وإلى روح الشهيد القائد أبا عمار، معتبرًا أن ١٧ عامًا مرّت على استشهاد القائد ياسر عرفات، لكن ذكراه لا تزال حية في وجدان الشعب الفلسطيني. 

 

ورأى أبو عفش أنَّ الرئيس الرمز ياسر عرفات لم يكن فقط قائدًا للثورة الفلسطينية، بل هو الرجل الاستراتيجي الذي بنى المؤسسات التي تعنى بجميع شؤون الشعب الفلسطيني، واصفًا أبا عمار بكاتب التاريخ الفلسطيني والمعلّم الأول الذي عاش حياته المتواضعة لأجل شعبه وقضيتهم. 

 

وأكد أبو عفش أن المقاومة الشعبية التي أطلقها الرئيس الشهيد ياسر عرفات كانت وستبقى، حتى تحرير كل الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم مجددًا العهد بالوقوف خلف إرث الشهيد ياسر عرفات والقيادة الحالية المتمثلة بحامل الأمانة ورئيس الشرعية الفلسطينية الرئيس محمود عبّاس داعيًا جميع الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة ونبذ الخلافات لتبقى فلسطين وقضيتها. 

 

وفي نهاية كلمته وجّه أبو عفش التحية إلى الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك لإحقاق الحق والوقوف إلى جانب قضيتهم العادلة والمحقّة. 

 

ثُمَّ أحيت قيادة الحركة في منطقة بيروت- الشعبة الرئيسة، ذكرى استشهاد القائد الرمز بوقفة تضامنية في ساحة الشعب في مخيم شاتيلا، حيث بدأت الوقفة بقراءة سورة الفاتحة لروح القائد الرمز ياسر عرفات وشهداء الثورة الفلسطينية، وبعدها كانت كلمة لمقرّر الحملة الوطنية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة د.ناصر حيدر، بدأها بالتحية إلى روح شهيد الأمة العربية والإسلامية القائد ياسر عرفات. 

 

ورأى حيدر أنَّ الرصاصات الأولى التي أطلقها أبو عمار ورفاقه في العام ١٩٦٥، لا تزال تضيء سماء فلسطين وجنوب لبنان، ولا تزال في قلب ووجدان كل إنسان حرّ في العالم، معتبراً أنه لا يمكن أنْ تمر ذكرى الشهيد ياسر عرفات دون أنْ يتذكّر المرء محطات مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني، وفي مقدمها المعارك التي خاضها الرئيس عرفات ورفاقه وأثبتوا فيها للعالم أنهم أحرار، ومدافعون عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل. 

 

واستذكر حيدر ما تعرّض له الرئيس ياسر عرفات من حصار وهو يدافع عن القضية الفلسطينية، مستنكِرًا كيف تخلى الزعماء العرب في ذلك الوقت عن هذه القامة الوطنية، وداعيًا إلى الوقوف إلى جانب العراق وسوريا حتى لا يتكرّر ما حصل مع الرئيس القائد ياسر عرفات. 

 

ثم كانت كلمة لأمين سر حركة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في مخيّم شاتيلا كاظم حسن، اعتبر فيها أن ١٧ عامًا مرّت على استشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات ولا تزال ذكراه وسيرته حاضرة على لسان الأطفال والشباب والكهول، متسائلاً، كيف لا وهو صانع القضية الفلسطينية والمدافِع عنها وعن قرارها المستقل. 

 

ورأى حسن أنَّ الآلاف انضموا إلى حركة الرئيس الرمز ياسر عرفات، لأنهم رأوا فيه المناضل الذي أرادوا قتله في كل بقعة من بقاع الأرض، لأنه صانع المقاومة الفلسطينية والمدافِع عن قضيته وقضية شعبه. 

 

وقال حسن إنَّ العديد من القوى المحلية والإقليمية والدولية حاولت مصادرة القرار الفلسطيني وحرف القضية الفلسطينية عن مسارها، لكن الدفاع المستميت لأبي عمار عن القضية الفلسطينية حال دون ذلك، مؤكّدًا أن الرئيس الرمز رحل لكنه سلّم الأمانة قبل رحيله إلى القيادة الشرعية التي نهلت من الرئيس ياسر عرفات، ولم تَحِد عن ثوابته.

 

وكانت النهاية من مخيّم مار الياس، حيث أحيت الحركة في منطقة بيروت- الشعبة الغربية، ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام شعبة بيروت الغربية في مخيّم مار الياس، وجابت شوارع المخيم وصولاً إلى المدخل الجنوبي للمخيم، بدأت المسيرة بقراءة سورة الفاتحة المباركة على روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات وشهداء الثورة الفلسطينية، تلاها النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت لأرواح شهداء الأمتين العربية والإسلامية، ثم كانت كلمة لرئيس منتدى الفكر الشعبي د.فواز فرحات بدأها بالتحية إلى روح الشهيد الذي شغل الدنيا وملأها، مشبّهًا الرئيس ياسر عرفات بالقائد التاريخي وصانع القضية الفلسطينية. 

ورأى فرحات أن ذكرى الرئيس الشهيد ياسر عرفات، كانت ولا تزال حاضرة في وجدان شرفاء الأمة، فهو صانع وجدان الأمة والمدافع عن القضية الفلسطينية، ومطلِق الرصاصة الأولى. 

 

ووجّه فرحات انتقاداته إلى العدو الصهيوني الذي ينكّل بالشعب الفلسطيني، داعيًا إلى التعبئة العامة في صفوف شباب الأمتين العربية والإسلامية للحفاظ على القضية الفلسطينية، ومطالبًا المجتمع الدولي إلى إحقاق الحق، وكشف زيف الإحتلال وعنصريته بحق الشعب الفلسطيني. 

 

ثم كانت كلمة لممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي الذي اعتبر فيها أنَّ إحياء ذكرى الرئيس الشهيد ياسر عرفات هي ذكرى عاشق من عشاق فلسطين، الذين أطلقوا الرصاصات الأولى وأشعلوا فتيل الثورة الفلسطينية، ووضعوا القضية الفلسطينية في وجدان الأمة العربية وشرفائها، مشدّدًا على أن الثورة الفلسطينية كانت وستبقى حاضرة. 

 

وكانت كلمة لأمين سر شعبة بيروت الغربية بلال الرشيدي وجّه فيها التحية إلى روح الشهيد القائد ياسر عرفات، مؤكّدًا وقوف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وراء إرث الشهيد القائد ياسر عرفات. 

 

ووجه الرشيدي، في كلمته التحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وفي سجون الاحتلال، وخص بالتحية حامل الأمانة والمؤتمَن على القضية الفلسطينية الرئيس محمود عباس. 

 

وفي نهاية المسيرة تمت إضاءة شموع في المناسبة وجرى عرض لفيلم وثائقي عن حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات.