أكد وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في حي بطن الهوى في سلوان، ومساعيه لترحيل عائلات مقدسية من الحي، وضعت التصريحات الأميركية الأخيرة التي عبر عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقب لقائه الرئيس محمود عباس في موضع اختبار حقيقي.
وأضاف المالكي في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين " كان مهما ما سمعناه من وزير الخارجية الأميركي عندما قال إن إدارته تعارض بشدة طرد المواطنين الفلسطينيين من منازلهم في الشيخ جراح وبقية الاحياء في القدس الشرقية، بالإضافة إلى تأكيده على انها ضد الاستيطان، وضد تغيير الوضع القانوني القائم في الاماكن المقدسة وتحديدا في المسجد الأقصى، وأيضا ضد أية اجراءات احادية الجانب".
وقال المالكي "لم تتأخر الحكومة الإسرائيلية في محاولة احراج الموقف الاميركي عبر الجلسة التي عقدتها المحكمة الإسرائيلية للبت في ترحيل عائلات من سلوان، لكن من الواضح أنها لم تستطع الخروج كثيرا عن هذا الموقف لإدراك تل ابيب أن المسرح ليس مفتوحا أمامها، لتقرر ما تشاء في وضع ومستقبل القدس المحتلة، لأن الموقف الاميركي الذي أخذ يتضح أكثر حول هذه الإجراءات الإسرائيلية أصبح صوته مسموعا في كل الأروقة الإسرائيلية".
وأضاف "نريد ان نرى موقفا أميركيا أكثر وضوحا وشدة في طرحه أمام المسؤولين الإسرائيليين، يتم رفده بمواقف ايضا من المجتمع الدولي تحديدا من الاتحاد الأوروبي ومن مجلس الامن، حتى تفهم اسرائيل ان الامور قد تغيرت، وأن اسرائيل ليست فوق القانون".
وقال المالكي: "عندما استمع بلينكن الى مداخلات الرئيس، توضح له أن الجولة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي مردها مدينة القدس، وبالتالي لا يمكن اغفال ما حدث وما زال يحدث فيها، وبالرغم من أهمية الحديث عن هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، لا بد أن تشمل كذلك الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية".
وبالنسبة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، أكد المالكي أن الوزير الأميركي أكد ضرورة أن تكون هذه المرة الأخيرة التي سوف تتم فيها إعادة الإعمار.
وفي هذا الإطار بين، "قلنا له هذا أمر مهم، ولكن كيف نستطيع أن نتجنب جولة أخرى من التدمير والقتل بحق أبناء شعبنا، لا بد من أن نفتح افقا سياسيا يسمح لنا بالولوج الى رؤية سياسية تحاول أن تعيد المسار السياسي الى ما كان عليه، ولأجل ذلك لا بد من انخراط جدي وفاعل من الرباعية الدولية ومن ضمنها الولايات المتحدة وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، وهذه الرسالة وصلت بكل وضوح للإدارة الأميركية، ونحن نضغط بهذا الاتجاه مع الأطراف كافة".
وحول أهمية قرار إدارة الرئيس "بايدن" إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، قال المالكي: إن هذه الخطوة تعني أن الرئيس "بايدن" يؤكد أن القدس الشرقية ليست جزءا من عاصمة إسرائيل، وإنها من قضايا الحل النهائي، وهذه رسالة سياسية مهمة يجب أن نقرأها بهذه الطريقة، لهذا السبب رحبنا بهذه الخطوة".
وحول اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، أشار المالكي إلى أن هذا الموضوع مرتبط ببعض القرارات والتشريعات الأميركية التي صدرت عن الكونغرس، ونحن الآن في إطار الحديث مع الادارة الأميركية حول تلك القوانين، وقد شكلنا لجنة قانونية فلسطينية- أميركية للبحث في هذا الموضوع، وفي اللحظة التي نتوصل فيها الى تفاهم حولها، ويتم الغاء القوانين الصادرة عن الكونغرس بخصوص منظمة التحرير، تصبح عملية اعادة فتح مكتبنا في واشنطن عملية شكلية لا أكثر.
وفي سياق متصل، بين أن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي كان قد التقى الرئيس أمس، أعاد التأكيد على الموقف البريطاني الذي يدين الاستيطان، وتغيير معالم القدس ويدين طرد السكان من الشيخ جراح، وهدم المنازل وتغيير الوضع القائم في مدينة القدس وتحديا في المسجد الأقصى".
وشدد المالكي على أن الموقف البريطاني ينسجم تماما مع الموقف الأميركي الذي عبر عنه بلينكن، وهذا سيساعدنا في تغيير المعادلة التي كانت مستمرة على مدار سنوات طويلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي القسري لمدينة القدس الشرقية.
وتابع: "نرحب بكل هذا الزخم والاهتمام من المجتمع الدولي، ونريد أن نحوله الى فرصة تسمح لنا بفتح أفق سياسي من شأنه أن يردع الاحتلال عن عدوانه ضد شعبنا، ويعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف "ان لا استقرار ولا أمن في المنطقة إلا بتوفير ذلك لأبناء شعبنا"، مشيرا إلى وجود تنسيق في غاية الأهمية مع كل من الاردن وجمهورية مصر العربية، وهذا التنسيق مستمر على كل المستويات".
وشدد على أهمية الدعم العربي في المسار السياسي، كونه سيعزز من تفعيل اداء بقية الدول سواء كانت المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي وغيرها في الانخراط بفعالية أكثر في هذا المسار.
وبين، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن بلاده تعمل بشكل جاد من أجل عقد اجتماع للرباعية الدولية على مستوى وزراء الخارجية.
وتابع، "عندما كنت في نيويورك هذا الاسبوع اجتمعت مع الأمين العام للأمم المتحدة، وهو أبلغني أنه على استعداد للمشاركة في اجتماع الرباعية، وهذا الموقف أكده كل من المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وروسيا الاتحادية، وما زلنا في انتظار الموقف الأميركي إن كانت ستشارك أم لا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها