أول الغيث حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة ألامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونسكو - بتصويت أغلبية أعضاء المجلس 107 من أصل 185 دولة، هذا يؤشر على نجاح الدبلوماسية الفلسطينية الجديدة، ويُعدّ خسارة للولايات المتحدة الامريكية وحلفيتها اسرائيل بعد الوقفة الفلسطينية الناجحة في ايلول الماضي في الجمعية العامة للامم المتحدة، الاعتراف يشير الى ان نظرة الدول الى المسألة الفلسطينية اصبحت مختلفة، وان استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الامن يمكن ان يحقق مكسباً كبيراً حتى في حال استخدام امريكا لحق النقض ضد هذا الاعتراف. صحيح ان اعتراف الأمس 31-11-2011 بعضوية فلسطين ليس كل الطريق، لكنه خطوة رمزية مشجعة، وثمرة جهد سياسي كبير تقوم به السلطة الفلسطينية وقد تكلل بالنجاح.
فشلت امريكا في منع المسعى الفلسطيني من ان يصل الى مبتغاه بكافة الوسائل في المرة الأولى امام الجمعية العامة للامم المتحدة وخسرت بذلك سمعتها وصدقيتها، وها هي اليوم ترتكب نفس الحماقة في وقوفها ضد التصويت في المنظمة الدولية -اليونسكو - ومحاولتها عرقلته وافشاله بشتى الوسائل واتباع الضغط على بعض الدول لمنعها من التصويت او الامتناع وابتزاز المنظمة الدولية – اليونسكو - بحجب المساهمة المالية الامريكية عنها والبالغة بحدود ثمانين مليون دولار سنوياً كما فعلت مع السلطة الفلسطينية حين سعت للاعتراف بعضوية فلسطين في مجلس الأمن، ما يؤكد مرة اخرى ان السياسة الخارجية الامريكية لا ترتكز على المبادئ التي تطرحها من تأييدها للديمقراطية ووقوفها ضد الظلم والفساد والدكتاتوريات والربيع العربي، ما يفضح زيف ادعاءاتها من انها مع السلام في الشرق الاوسط.
ان المواقف الامريكية الرافضة للاعتراف بأي حق مشروع للفلسطينيين ليس فيها أي مضمون عقلاني، وهي سياسة باطشة وشبيحة لا تشير الى مبررات هذا الرفض، وهي تعابير جوفاء لا هدف لها سوى عرقلة مساعي الفلسطينيين في ان يكون لهم وجود او كيان سياسي في المنظمات الدولية. ولو كانت الولايات المتحدة مع ما تطلقه من مبادئ مؤيدة لشرعة حقوق الانسان لأيدت التصويت او امتنعت عنه على الاقل، ولم تضغط على الآخرين في خطوة مفضوحة أمام الرأي العام العالمي، وهي بهذا تسير عكس التيار والرغبة الدولية التي تقر بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتظهر يوماً بعد يوم انها مفلسة سياسياً وليس لها سوى الانتقام والعقاب الجائر ضد الشعوب الطامحة الى الحرية والاستقلال، واصبحت غير قادرة على ارغام الدول للخضوع الى مشيئتها. استطاع الفلسطينيون ان يحققوا مكسباً وطنيا سياسيا هاماً في هذا المحفل الدولي رغما عن الارادة الامريكية والاسرائيلية الظالمة، عيوننا الآن شاخصة الى الحادي عشر من تشرين الثاني /نوفمبر وكلنا أمل بالنصر المبين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها