بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الخميس، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تصاعد التوتر والعنف في فلسطين المحتلة، لا سيما في القدس الشرقية وحولها، واستمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ومستوطنوها المتطرفون بتكثيف هجماتهم ضد المدنيين الفلسطينيين واستمرار محاولاتها تجريد العائلات الفلسطينية من منازلها وتطهيرها عرقيا من القدس.
وشدد منصور في رسائله على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالتحرك بسرعة لوقف هذه الجرائم وتجنب المزيد من التدهور في هذا الوضع الهش والخطير وإنقاذ الأرواح البشرية، منوها إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أول أمس بإطلاق الرصاص على الفتى الفلسطيني، سعيد يوسف عودة (16 عاما) وقتله عندما كان عند مدخل قريته، جنوب مدينة نابلس. كما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، خلال هذا الأسبوع، السيدة الفلسطينية، فهيمة الحروب، 60 عاما، بالقرب من حاجز تفتيش في بيت لحم.
كما أشار منصور إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بقمع الاحتجاجات السلمية غير العنيفة في القدس بشكل وحشي، إلى جانب الهجمات العنيفة التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون، الذين شجعتهم المحكمة الإسرائيلية ومسؤولو الحكومة الإسرائيلية الذين يواصلون التحريض والاستفزاز بخطاباتهم، منوها إلى خطابات عضو الكنيست اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي دعا مرارا وتكرارا إلى ترحيل الفلسطينيين والذي "أنشأ مكتبه" بشكل استفزازي في وسط الشيخ جراح للمطالبة بالمنطقة.
كذلك أشار منصور إلى مواصلة القوات الإسرائيلية في مداهماتها الليلية لمنطقة الشيخ جراح، واعتداءاها على السكان والمتظاهرين المتضامنين واستخدامها الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، منوها إلى اعتقال تالا عبيد وعمر الخطيب ومحمود نبيل الكرد، الذين تواجه عائلاتهم تهجيرا وشيكا من منازلهم في القدس الشرقية مع مواصلة المستوطنون والحكومة الإسرائيلية محاولات التطهير العرقي للأحياء الفلسطينية في المدينة والاستيلاء عليها. وبهذا الخصوص، لفت منصور إلى قيام ممثلو 28 عائلة فلسطينية تتألف من حوالي 500 فلسطيني من الشيخ جراح و191 منظمة مؤيدة رسالة إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، يطالبون فيها على وجه السرعة بإدراج التهجير القسري الوشيك للفلسطينيين من الشيخ جراح كجزء من التحقيق الجاري في الوضع في دولة فلسطين.
في الختام، أكد أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل مشلولا في مواجهة هذه الجرائم الصارخة، وشدد على أنه قد حان الوقت للعمل الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، باستخدام الوسائل والتدابير التي يتيحها القانون الدولي لمحاسبة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على انتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني. كما شدد على ضرورة وقف أي دعم لهذا الاحتلال غير الشرعي ووقف المعاملة التفضيلية التي أعفت إسرائيل لوقت طويل من التزامها باحترام القانون مثل جميع دول العالم الأخرى. وناشد مرة أخرى باتخاذ إجراءات دولية مسؤولة لحماية الأرواح البشرية والكرامة الإنسانية ودعم القانون من أجل العدالة والسلام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها