بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد أول الأسرى الفلسطينيين، الشهيد اللواء محمود بكر حجازي (أبو بكر)، نظّمت حركة "فتح" - قيادة منطقة الشمال وآل وهبة وآل حجازي مهرجانًا تأبينيًا لروحه، اليوم الخميس ٢٥-٣-٢٠٢١، في قاعة مقرّ الكشافة في مخيّم نهر البارد.

وتقدّم الحضور أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، وممثلي الفصائل الفلسطينية، وقيادة الحركة والشُّعب التنظيمية، وفعاليات من مخيّمات الشمال وطرابلس والمنية. 

مهرجان الوفاء لروح الشهيد حجازي استُهلّ بقراءة الفاتحة لروحه الطاهرة ولإخوانه الذين سبقوه في الشهادة، ثُمَّ كانت تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم من قبل الشيخ أبو عثمان. 

ثُمَّ تحدّث الأستاذ باسل وهبة عن مناقبية الشهيد اللواء وتفانيه في النضال من أجل تحرير فلسطين منذ البدايات، إذ كان صلبًا كما زيتون الجليل ومحلّقًا كما نوارس حيفا، وحنونًا كما تربة بيارات يافا. 

وتابع: "لقد كان أبو بكر ذلك الوالد الذي ربى أبناءه على التعلُّق بأهداف فلسطين وبحركة "فتح" منهجًا للتحرير والعودة لأنّه من تتلمذ في مدرسة الياسر وأبو جهاد وقوافل السابقين من الشهداء والأسرى".

وتقدّم الأستاذ باسل وهبة بالتعازي بالشهيد باسم آل وهبة وعموم أهالي مخيّمات الشتات لذوي الشهيد وأبنائه ومحبّيه، وأضاف: "لا يسعنا إلّا الوقوف إجلالاً وإكبارًا لشهيدنا وشهيد فلسطين. إنه أول أسير في الثورة المعاصرة والذي أطلق سراحه بعملية تبادل الأسرى عن طريق الصليب الأحمر". 

وختم بالقول: "إنّنا نعتز بالصهر الغالي، ونعاهد روحه بالمضي قدمًا على دربه حتى النّصر والتحرير ونشكر سيادة الرئيس أبو مازن على منحه وسام الشرف للشهيد، وإننا نؤكّد مقولة الرئيس الشهيد باقون باقون حتى النصر". 

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض الذي قدّم التعزية باستشهاد المناضل الوطني الكبير اللواء المتقاعد أبو بكر حجازي. 

وقال: "لقد كان الشهيد محمود بكر حجازي الأسير الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت عام ١٩٦٥، حيث اعتقل من قبل الاحتلال في ١٨-١-١٩٦٥ بتهمة الانتماء لحركة "فتح" وأُسِر بعملية فدائية وحُكِم عليه آنذاك بالإعدام، لكنّ هذا الحكم لم ينفّذ وأفرج عنه بعملية تبادل الأسرى في ٢٨-١-١٩٧١ بين حركة "فتح" وسلطات الاحتلال متوجّها إلى لبنان ليشارك في معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية، وبعدها عاد إلى الوطن حتى تاريخ استشهاده حيث أجريت له مراسم الدفن بجنازة عسكرية في مدينة رام الله بحضور الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينية ولفيف من الشخصيات والجماهير الفلسطينية". 

وأشار إلى أنّه منذ عامين تم تكريمه من الرئيس أبو مازن بوسام نجمة الشرف العسكري لنضاله وتضحياته من أجل فلسطين.

وأضاف فيّاض: "إنَّ شهر آذار شهر المناسبات الوطنية، يوم المرأة وعيد المعلم، وذكرى عملية كمال عدوان التي قادتها الشهيدة دلال المغربي ويوم الأم الفلسطينية، وذكرى معركة الكرامة، ويوم الأرض الفلسطيني الذي سقط فيه عدد من الشهداء والجرحى دفاعًا عن أرض الآباء والأجداد".

وقال: "لقد خضنا معركة الكرامة وكانت المواجهة مع جيش الاحتلال الصهيوني الذي تقدّم إلى مخيّم الكرامة وأثبت الفدائيون بصمودهم وتضحياتهم ببسالة بأنها فعلاً كانت معركة الكرامة والصمود والتحدي بعد هزيمة النظام العربي في نكسة عام 1967، فدائيو "فتح" وبقيادة القائد الخالد ياسر عرفات وطلائع قوات العاصفة خاضوا بأسلحتهم المتواضهة وغير المتكافئة مع دبابات جيش الاحتلال معززةً بالطائرات لأنّ قرار "فتح" كان الصمود والانتصار على الجيش الذي لا يقهر وانتصرت الثورة الفلسطينية المعاصرة". 

واعتبر إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام البغيض وخاصةً بعد قرار الأخ الرئيس محمود عبّاس بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني تنفيذًا لنتائج الحوارات التي جرت بين الفصائل ما بين بيروت ورام الله وتركيا، وأخيرًا حوارات القاهرة التي جرى التأكيد خلالها على أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات". 

وطالب فيّاض "الأونروا" بتقديم المساعدات الغذائية والمالية لأبناء شعبنا في لبنان نتيجة ما يحصل في هذا البلد من وضع اقتصادي وصحي صعب للغاية.

وطلب إلى الرئيس محمود عبّاس الضغط على مفوض عام الأونروا لتقديم مساعدات غذائية ومالية عاجلة لكل أبناء شعبنا في لبنان.

الموعظة الدينية كانت مع الشيخ الفاضل أحمد عطية حول الموت تحت عنوان "هادم اللذات"، أكد فيها أن الموت كأس الكل سيشربه، وقد أفلح من أعد العدة وتزود، خاتمًا بالدعاء للشهيد بالمغفرة ولأهله بالصبر والسلون.