بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، نتقدَّم في المكتب الحركي للمرأة - إقليم لبنان إلى جميع نساء فلسطين في الوطن والشتات، وإلى نساء العالم أجمع بأسمى التهاني وتحيات الإجلال والإكبار، وننتهزها فرصةً لنعبّر عن مدى الفخر والاعتزاز بنضال نساء العالم، وفي مقدّمهنّ نساء فلسطين، اللواتي جسدنَ ركنًا أساسيًّا في النضال الوطني والمجتمعي على درب التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وإذ يُحتفَى اليوم بالمرأة وإنجازاتها في العالم أجمع وسط أجواء من الأمان والاستقرار والحرية، فإنَّ الثامن من آذار يحل علينا والمرأة الفلسطينية رغم تألقها وتميزها وكفاحها وعطائها غير المحدود ما زالت للأسف ترزح تحت نير المعاناة في الوطن والشتات من جرّاء العنصرية والعدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضه ومقدساته وحقوقه بشكل يومي، إلى جانب تبعات وأعباء اللجوء التي تضاعف معاناتها.
ورغم كل ذلك، فقد استطاعت المرأة الفلسطينية بإرادتها وتحديها لكل الظروف القاهرة، وبمثابرتها وتضحياتها اللامتناهية، أن تضيء ببطولتها وعنفوانها طريق النضال والحرية. فكانت الفدائية شريكة النضال والأسر والشهادة، والزوجة والأم الساهرة على سلامة البيت الفلسطيني، والمربية الحريصة على حُسن التربية الوطنية، لم يكسر إرادتها ظلمٌ أو عدوان أو اضطهاد، ولم تثنِ عزيمتها تحديات أو عراقيل، وما زالت حتى اللحظة تكافح بمثابرة دفاعًا عن حقوقنا الوطنية وعدالة قضيتنا، وفي سبيل حماية ثوابتنا الوطنية وتحرير أرضنا من دنس الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولتنا المستقلة، وفي سبيل نيل حريتها والقضاء على جميع أشكال التمييز ضدها.
وإذ نشدد في هذه المناسبة على أهمية وفعالية الدور الذي تؤديه المرأة الفلسطينية في كل مناحي الحياة، فإننا نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك السريع لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تطال النساء الفلسطينيات وحقوقهن، كما ندعو إلى تعزيز إشراكها في الحياة السياسية والتنظيمية في الوطن والشتات، آملين في هذه المناسبة من الكل الفلسطيني توحيد الجهود والموقف، وإنجاز الوحدة الوطنية، والالتفاف حول قيادتنا الفلسطينية الشرعية ممثَّلةً بسيادة الرئيس محمود عبّاس تحصينًا لجبهتنا الداخلية، ونهوضًا بواقعنا المجتمعي والسياسي، مما من شأنه الانعكاس إيجابيًّا على واقع المرأة.
في اليوم العالمي للمرأة ألف تحية للمرأة الفلسطينية فهي الشهيدة، والأسيرة، والجريحة، والفدائية، وأم وشقيقة وزوجة وابنة المناضل والشهيد والأسير والجريح، هي البطلة ومصنع الأبطال، حامية حلمنا الفلسطيني، وحارسة نارنا المتقدة، هي أصل الحكاية وكل الحكاية، وسر منعة وحصانة الثورة، بحكمتها ودورها الرئيس تحفظ تماسكها ووحدتها، وترفدها بخيرة المناضلين وبناة الدولة والأجيال المتسمكة بالثوابت الوطنية.
كل عام والمرأة الفلسطينية بألف خير، كل عام ونساء العالم أجمع بألف خير.
عاش الثامن من آذار
عاش نضال المرأة الفلسطينية
المكتب الحركي للمرأة - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها