بسم الله الرحمن الرحيم

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) 

صدق الله العظيم.

 

ببالغِ الحزنِ والأسى، وبقلوب مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، ينعى إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان، إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم المناصرين لقضيّتنا، أمين سر حركة "فتح" في بولندا الشهيد المناضل الوطنيّ الكبير د.خليل نزّال "أبو جهاد"، الذي وافته المنيَّة صباح اليوم الجمعة، تاركًا مسيرةً نضاليةً مُلهِمةً وحافلةً بالعطاء والتضحيات.

 

نودّع اليوم فارسًا مقدامًا قدّم جلّ تجربته النضالية دفاعًا عن عدالة قضية فلسطين ومنطلقات حركة "فتح" والشرعية الوطنية، رافضًا المساومة على أيٍّ من ثوابتنا أو المسَّ بقرارنا المستقل، ومُجسِّدًا مثالاً للمناضل الثائر الصّلب في كل مراحل حياته. 

 

إنَّنا برحيل "أبو جهاد" قد خسرنا قامةً وطنيّةً فتحويةً كانت لها بصمتها الدامغة في التجربة النضالية والمهمة الفكرية التعبوية، وهو الذي التحق بحركة "فتح" في سبعينيات القرن الماضي، وشارك في معارك الدفاع عن القرار الوطني المستقل في لبنان ضمن الكتيبة الطلابية، وكان أحد كوادر القطاع الغربي، والتعبئة والتنظيم. 

 

لقد ظلّ الفقيد ابن مدينة قباطية طوال حياته حاملاً رسالته الإنسانية بأمانة من خلال عمله طبيبًا مُختصًا بالأمراض المعدية وتقدّمه الصفوف لأداء واجبه الإنساني والمهني في مواجهة جائحة "كورونا"، وبقي مُخلصًا حريصًا أشد الحرص على رسالته الوطنية الفلسطينية والفتحوية، فأخذ على عاتقه أن يخط بيراعه رسائل وطنية وحركية مُلهمةً كان لها عظيم الأثر في تعزيز الوعي الوطني والتنظيمي وتقريب المسافات بين أبناء الحركة والوطن في كل أماكن وجودهم وجمعهم حول المنطلقات والثوابت التي آمن بها شهيدنا حتى الرمق الأخير. 

 

وإذ نتقدَّم بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لقيادتنا الفلسطينية ممثّلةً بالرئيس محمود عبّاس، ولعائلة الفقيد وآل نزال الكرام في الوطن والشتات ورفاق دربه، ندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَ الفقيد بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان