كان اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية نقطة الانطلاق الفعلية لعملٍ فلسطينيٍ موحد بعد سنوات طويلة من الانقسام والعمل الحزبي والارتجالي، هذه البداية التي يجب أن تشكل رافعةً حقيقية للنضال الوطني بمختلف أبعاده والتي يجب استغلالها لتكون فرصةً لأبناء شعبنا في بناء إستراتيجية موحدة قادرة على الانطلاق والتحليق في خدمة الأهداف الوطنية العليا، فنحن بحاجة ماسة الآن وأكثر من أي وقت مضى لتوحيد مختلف الجهود في مختلف مواقع التواجد الفلسطيني في الداخل والخارج لتشكل معاً منظومة فعل وطني واحد تعمل جميعها في خدمة الهدف الأشمل، فاللحظة التاريخية التي تمر بها قضيتنا تجعل من دور هذه القيادة مصيري ومفصلي فلا يوجد لدينا فسحة من الوقت لإضاعته فالعمل المنوط بهذه القيادة يجب أن يبنى على أسس ثابتة راسخة مجربة وغير ارتجالية وتعتمد على أصحاب الكفاءات والخبرات الذين يستطيعون إدارة الجوانب التي تعتبر من اختصاصهم بشكلٍ علمي وناجع، فالمطلوب إذاً عدم اقتصار هذه القيادة على مندوبين عن الفصائل الفلسطينية فحسب وإنما توسيع هذا الإطار القيادي ليشمل العديد من الفئات الفلسطينية ذات الخبرة، لتكون الأدوات الفعلية القادرة على رسم سياسة وإستراتيجية عملية والبدء بتنفيذها فنحن بحاجة لإشراك هذه الخبرات بالعمل اليومي المباشر لهذه القيادة، فالمقاومة الشعبية هي جزء من هذا الجهد العام وهناك مجموعة من الكوادر الذين كان لهم السبق في تخفيف هذه المقاومة وتطوير أساليبها، لذا يجب إشراكهم بشكل فعلي بالعمل اليومي للقيادة الموحدة، كذلك فإن حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها  "BDS" قد نجحت نجاحاً باهراً على الصعيد الدولي واستطاعت اختراق العديد من حصون اللوبيات الصهيونية وهي تشكل حالة توجس كبيرة لإسرائيل في المحافل الدولية، لذلك يكون لحضورها ومشاركتها إضافة نوعية هامة للقيادة الموحدة. أما على الصعيد الإعلامي هناك الكثير من المجموعات والأطر والمؤسسات التي أبلت بلاءً حسناً على هذا الصعيد واستطاعت النجاح في مختلف الميادين الإعلامية المحلية والدولية لذا فاستشارتها والعمل معها وتوظيف نجاحها هذا يصب في صالح الهدف المركزي العام وهذا الأمر لا يجب الاستهانة به مطلقاً لأن له مردودات عظيمة إذا ما أحسنا العمل والتخطيط الجيد له كذلك فإن اقتصار عمل القيادة الموحدة على الفصائل الفاعلة يجنب الكثير من الكفاءات الوفية المخلصة المتواجدة في الوطن والشتات فأكثر من نصف شعبنا يعيشوا خارج الوطن وهم ليسوا أقل إخلاصاً ولديهم الرغبة في لعب دور حقيقي لخدمة قضية شعبهم، هذا التفصيل لا يعني أننا أحطنا بكل ما هو مطلوب بكل من القيادة الموحدة لذا يجب أن نؤسس لمجموعة عمل خاصة للتخطيط لمختلف التكتيكات والإستراتيجيات التي ستتبعها هذه القيادة من أجل الوصول للأهداف المرجوة لشعبنا.