بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" في لبنان
(الأقصى يلفظُ المحتلين وبني صهيون ويحضنُ المقدسيين)
يا أبناءَ أمتنا الإسلامية والعربية أمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد المرابط.
في مثل هذا اليوم 8/10/1990 شهد المسجد الأقصى وأهلنا في القدس جريمةً جديدة بل مجزرة دموية صنعها جنود الاحتلال، وهي في الواقع تستهدف مكانة وروحية وقداسة المسجد الأقصى، وفي الواقع كانت رسالةً لكل المسلمين، وليس فقط للفلسطينيين أو المقدسيين المرابطين هناك إلى يوم الدين. الفلسطينيون يومها أدوا الأمانة، فقدَّموا الشهداء، والجرحى، واستمروا حرَّاساً على أرض الرباط، وعلى الأقصى معراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ولم تستطع قوةٌ في الأرض أن تقتلعهم من أرض الأنبياء، نتألَّمُ نحن الفلسطينيين حزناً على أمتنا التي رضيت بما فرضه ترامب صاحب صفقة القرن التي أطاحت بهيبة الأمة، وتاريخها المجيد، وجرَّدت بعضها من شعور الانتماء لفلسطين ومقدساتها، وشعبها الذي يخوض أقسى وأشرس وأعنف معركة دموية للحفاظ على أرض الرباط والأنبياء، التي حررها سابقاً صلاح الدين من الصليبيين من أجل أن نصونها، وأن نحميها بدمائنا، وأجساد شهدائنا.
وقعت المجزرة في المسجد الأقصى في 8/10/1990، ونفذتها العصابات الصهيونية المشكَّلة من ما يسمى بحرس الحدود، والشرطة، والمخابرات الإسرائيلية، والمستوطنون المسلحون، وجماعة "أمناء الهيكل" الذين اعتادوا على ارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبنا.
قام هؤلاء باقتحام باحات المسجد الأقصى أثناء صلاة الظهر محاولين تنفيذ المخطط الصهيوني، وذلك بوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم.
إلاَّ أَنَّ المصلين تجمَّعوا وقاموا بالتصدي لهم، وارتفعت أصوات التكبير والدعوة إلى حماية الأقصى، واندفعت جماهيرُ المصلين لصد الصهاينة إلاَّ أنَّ الجيش الصهيوني الذي احتشد داخل باحات المسجد ومعه الشرطة والقناصة باشروا بإطلاق الرصاص المتفجر، واستخدام الرشاشات،وسالت الدماء النازفة، في الساحات، وطالت جدران المسجد.
هذه المجزرة أدت إلى استشهاد واحد وعشرين مصلياً إضافةً إلى ثمانماية جريح، كما تم اعتقال ما يزيد على 250 ناشطاً فلسطينياً قاموا بالتصدي للمجرمين الصهاينة.
والمصادر الإعلامية والسياسية أكدت أنَّ الذين خططوا ونفَّذوا هذه المجزرة هم الإرهابي غرشون سلمون زعيم الجماعة الإرهابية المسماة "أُمناء جبل الهيكل"، وآرييه بيي قائد شرطة القدس المحتلة، واسحق رابين وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك، واسحق شامير رئيس وزراء إسرائيل الكيان الصهيوني آنذاك. ونحن في هذه المناسبة نؤكد مجدداً لكل أبناء أمتنا وأمة المسلمين، بأنَّ أهلَ فلسطين أقسموا على الرباط والاستشهاد والثبات، والتمسُّك بكل حبة تراب لأنها أرض الأنبياء.
كما أننا في هذه المناسبة أيضاً نؤكد للاحتلال الصهيوني ومعهم النازي الأول في هذا العصر ترامب وحليفة نتنياهو بأنَّ شعبنا مصمِّمٌ على أن يبقى متجذِّراً في أرضه المباركة، وفي بيوته ومدنه، وقراه، وبلداته، ومساجده، وكنائسه، وجباله، ووديانه، فالأرضُ هي روحنا ولا حياة بدونها. وأرضنا ترابها مجبول بدماء الشهداء الأبطال، الذين نفَّذوا العمليات البطولية في كل الانتفاضات السابقة، ورفضنا رفع الأعلام البيضاء، فترابنا المخضب بالدماء الزكية سيلفظ كلَّ المحتلين.
يا شعبنا الفلسطيني في كل بقاع الأرض، وفي كل القارات، وأنتم الذين تعتزون بانتمائكم إلى أرض الأنبياء تذكروا أن القدس تنتظركم وهي بيت القصيد، وتذكَّروا أن الحركة الصهيونية العالمية تدفع مئات بل آلاف المليارات من أجل السيطرة والهيمنة على فلسطين، وتجويع شعبنا، وتدمير اقتصادنا، وإقفال مدارسنا في القدس، وهدم بيوت أهلكم كي يرحلوا، فأين نحن جميعاً مما يجري من صراع على الوجود في القدس. أهل القدس ينتظرون السخاء، والعطاء والمساهمة بالمال وكل أشكال الدعم كي يستمروا في صراعهم ووجودهم، وعليهم تقديم الدماء والشهداء، خاصة أن الغالبية العظمى من الدول التي كانت تقدم المساعدات توقفت بعد التهديدات الأميركية لها.
نحن الشعبَ الفلسطيني اليوم في كل مناطق وجودنا مستهدفون شئنا أو أبينا، والمؤامرات جسيمة تستهدفُ وجودنا وكياننا ومصيرنا، لأننا بالنسبة لترامب ونتنياهو، والمهرولين إلى التطبيع والتعايش والتحالف مع العدو الصهيوني أننا شعب فائض عن حاجة البشرية، ولا حاجة للبشرية إليهِ، ولا حاجة لشيء اسمه دولة فلسطين، أو شعب فلسطين.. فماذا أنتم فاعلون؟؟!!
من لبنان نوجِّه التحية والتقدير إلى قيادات وكوادر حركة "فتح" في الداخل الفلسطيني، ونخصُّ بالذكر وبكل اعتزاز القيادات والكوادر والأعضاء المعنيين بالدفاع عن أهلنا في القدس، والذين يتحملون مسؤولياتهم بكل أمانة ليلاً نهاراً بحماية الأقصى ورعاية أهلنا هناك من أجل أن يستمر الصمود التاريخي لأن القدس أمانة في أعناقنا.
ونحيي الأخوة قيادة وكوادر إقليم حركة "فتح" المؤتمنين على فتحِ حوارٍ مسؤول مع كافة أبناء الحركة دون استثناء لأن المشوار طويل، والتحديات صعبة وتحتاج إلى وحدة الموقف فتحوياً وفلسطينياً كي نكون جبهة واحدة موحَّدة.
في هذه المناسبة فإننا نؤكد من لبنان دعمنا للمواقف الوطنية الفلسطينية التي أقرَّها سيادة الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، وإنجاز موضوع المصالحة الوطنية، وتوحيد الوطن، وبناء الدولة الفلسطينية وما يتطلبه ذلك من إنجاز الاتفاقات، التي أجمعت عليها الفصائل الفلسطينية، وتفعيل كافة الخطوات الأساسية للنهوض بالمجتمع الفلسطيني، وتأهيله لخوض الصراع ضد الاحتلال الصهيوني، وتحقيق أهدافنا الوطنية في التحرير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم المقدسة استناداً إلى القرار 194. وتجسيداً لما جاهد من أجله الرمز ياسر عرفات ورفاق دربه الأوفياء، وصولاً إلى الثابت على الثوابت، والمؤتمن على القرار الفلسطيني المستقل، الرئيس محمود عبّاس.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
والعزة والحريةُ لأسرانا البواسل.
والشفاء لجرحانا الأوفياء.
وإنها لثورة حتى النصر
قيادة حركة "فتح" في لبنان
إعلام الساحة ٨-١٠-٢٠٢٠
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها