تقرير: بسام أبو الرب
لم يستطع منسق المقاومة الشعبية في بلدة كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية مراد شتيوي، إلا أن ينشر صورة ابنته بيسان (7 سنوات)، تيمنا بباقي الأهالي الذين ينشرون صور أطفالهم خلال عودتهم إلى المدارس، حسب خطة وزارة التربية والتعليم، والبرتوكولات الصحية، لمواجهة انتشار فيروس "كورونا".
الصورة التي نشرها شتيوي على حسابه "فيسبوك" هذا العام مختلفة، فلم تكن ترتدي طفلته بيسان زي المدرسة، أو تحمل حقيبتها المدرسية، كما في العام المنصرم.
لم تعد بيسان إلى المدرسة في بلدتها كفر قدوم، مع زميلاتها في الصف الثاني، بسبب إصاباتها بفيروس كورونا هي وأربعة من أفراد عائلتها.
شتيوي كتب على الصورة "ستعود بيسان إلى المدرسة إلى صفها الثاني، وستكون كما كانت متفوقة.. ستنتصر بيسان على كورونا.. أمنيات السلامة لطلابنا وطالباتنا في يومهم الأول".
يقول شتيوي في حديثه لمراسل وكالة "وفا": "أطلت عليّ بيسان من شرفة المنزل المحجورة فيه مع عدد من أفراد العائلة، وقالت لي: "لن اذهب يوم غد إلى المدرسة حتى لا يصاب احد مثلي بكورونا"، وقتها أدركت أن طفلتي كبرت قبل أوانها وتحملت المسؤولية في وقت مبكر.
ويضيف: "أصيب خمسة من أفراد عائلتي بفيروس كورونا، زوجتي وأبنائي خالد (15 عاما)، ونور (13 عاما)، وبيسان (7 سنوات)، وحمزة (4 سنوات)، وهم يقضون أوقات الحجر في الطابق الثاني، وأنا وابني مؤمن غير مصابين ونقضي وقت الحجر في الطابق الثالث ونتواصل مع العائلة من شرفة المنزل".
ويتابع "كانت العائلة كلها تتحضر للعودة إلى المدارس، بعد شراء المستلزمات كاملة، لكن بيسان كانت مميزة؛ وكانت تناظر أغراضها المدرسية كل يوم، وتنتظر العودة إلى المدرسة".
ويوضح شتيوي يوم أمس أرسلت لي بيسان صورة، عبر تطبيق " الواتس أب"، كانت قد رسمتها لتعبر عن اشتياقها وحبها لي، فهي تقضي وقتها بين الرسم والقراءة رغم صغر سنها.
وزارة التربية والتعليم أعلنت أن 285 ألف طالب وطالبة قد التحقوا، اليوم الأحد، بصفوفهم من الصف الأول حتى الصف الرابع، على أن تلتحق بقية الصفوف بعد أسبوعين، فيما ستواصل الوزارة تقييم الحالة خلال تلك الفترة حرصا على سلامة الطلبة.
ووفق التربية، فإن الطلبة سيتوزعون على عدة شعب منعا للازدحام، على ألا يزيد عدد الطلبة في الشعبة الواحدة على 15 طالبا وطالبة.
وقد أعلنت أن العدد الإجمالي للطلبة في الضفة وغزة يقدر بنحو مليون و350 ألف طالب، منهم 743.953 في الضفة، و597.838 في قطاع غزة، ونحو 881 ألف طالب في المدارس الحكومية، وأكثر من 337 ألف طالب في مدارس وكالة "الأونروا"، إضافة إلى ما يقرب من 656 ألف طالب في المدارس الخاصة، موزعين على نحو 422 ألف مدرسة حكومية، و385 مدرسة تابعة للأونروا، و443 مدرسة خاصة.
عائلة شتيوي لم تتغيب فقط عن المدارس، بل حرمت من المشاركة في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 17 عاما، فلم يشاركوا يوم الجمعة الماضي في فعاليات المسيرة، فهذه المرة الأولى التي يتغيبون عن المشاركة فيها؛ ووالدهم خارج السجن، وذلك لعدم الاختلاط بالمواطنين وتخوفا من نقل العدوى لهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها