دعا أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران، أبناء شعبنا للزحف يوم بعد غد الأربعاء، إلى قرية ترمسعيا شمال شرق رام الله، للمشاركة في المهرجان الوطني المركزي الرافض لقرار الاحتلال بضم أراضي في الضفة الغربية المحتلة، ولتوجيه رسالة رافضة للتطبيع مع الاحتلال.
وقال الرجوب في لقاء مع تلفزيون فلسطين، مساء اليوم الاثنين، إن شعبنا موحّد ومتمسك بموقفه وستتحطم كل المؤامرات على صلابة الصخرة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف: "نحن موحّدون على رفض سياسة الضم والتطبيع وصفقة القرن والاستيطان بإجماع وطني فلسطيني بما فيه كل الفصائل المنضوية داخل منظمة التحرير وخارجها".
وأوضح أن هناك إجماع بين حركتي "فتح" و"حماس" وكافة الفصائل على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين هي سقفنا السياسي، وأن منظمة التحرير وعلى رأسها الرئيس محمود عباس هي صاحبة الولاية في الحراك والعمل السياسي ولديها تفويض إلى أن نتوافق على صيغة على إعادة النظام السياسي من خلال عملية ديمقراطية وانتخابات عامة".
وأشار إلى أن المهرجان الوطني سيتضمن كلمة لرئيس جنوب إفريقيا ورئيس وزراء ماليزيا، إلى جانب كلمات لحركتي "فتح" و"حماس" وفصائل المنظمة، والتي ستتحدث بصوت واحد ورؤية موحّدة وتحت سقف واحد وفي ظل علم فلسطين، داعيًا الكل الفلسطيني والأطر القيادية والقاعدية في حركة "فتح" للمشاركة في المهرجان وفق بروتوكول وزارة الصحة وإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا للتعبير عن المنظومة الوطنية برؤية واحدة ومفهوم واحد وعلى أساس سياسي ونضالي موحّد.
وأضاف: "إن الرسالة الوطنية واضحة لكل العالم بأننا متمسكون بحقنا أن تقوم لنا دولة، ونأمل أن يستجيب العالم ويخلق عناصر ضاغطة على اليمين الإسرائيلي الفاشي، وأن يكون هناك حل للصراع من خلال مظلة دولية".
واستدرك قائلا: "إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكن كسر إرادتنا سواء بالحصار أو بتجفيف المصادر المالية، فنحن بصدورنا العارية صامدون وندافع عن عمقنا العربي والإسلامي ومتمسكون بانتمائنا ومعبرين بأخلاقنا وقيمنا نيابة عن كل العرب والمسلمين أمام هذا الاحتلال المعادي لكل العرب والمسلمين ومصالحهم وأمنهم واستقرارهم، ونتمنى أن يكون هناك مراجعة لبعض الدول وتعيد لم شمل العرب على قضية فلسطين وعلى الإجماع العربي".
وأكد الرجوب أن حركتي "فتح" و"حماس" خرجتا من مربع الانقسام إلى مربع مقاومة سياسة الضم ومحاولة تصفية قضيتنا، و"نريد أن ننتقل إلى مربع الشراكة التي ترتكز على برنامج سياسي ووحدة مفهوم للمقاومة".
وتابع: "نحن منفتحون على تحديد قواعد الاشتباك مع الاحتلال وفقا للظروف وليس وفقا لأي خلفيات أو مواقف مسبقة لا من جانبنا أو من جانب غيرنا".
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني سيقدم من خلال المهرجان مفهومه لإقامة الدولة المستقلة على أسس الديمقراطية وحرية رأي وتحت سلطة واحدة وقانون واحد..."، مشيرًا إلى أن الديمقراطية والانتخابات هي الطريق إلى الحكم، "ولا أحد سيفرض علينا ولن نفرض على أحد".
وفي سياق متصل، قال الرجوب إن "القضية الفلسطينية هي شأن عربي وإسلامي ودولي، وصاحب الحق في اتخاذ القرار هو الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير"، مشيرًا إلى اتخاذ الإمارات للقضية الفلسطينية ذريعة للتطبيع هو أمر مرفوض.
وأضاف: "نحن متمسكون بموقفنا وموقف الإجماع العربي، وواثقون أن شعب الإمارات لن يقبل أن يسجّل في تاريخه أي خذلان للشعب الفلسطيني أو أن يوجّه للشعب الفلسطيني طعنة في الظهر، ونحن نراهن على إرث الشيخ زايد واتباعه في أبوظبي وغيرها، وما جرى هو قفزة في الهواء ولا يمكن أن يسجّل لها النجاح".
وتابع: "المهم كيف نبني استراتيجيتنا لضمان أن لا يكون هناك حاضنة عربية لهذا الخرق في الإجماع العربي، وبنفس الوقت أن لا تسلك دول عربية أخرى في هذا الطريق، واستراتيجيتنا قائمة على الاستمرار والثبات عند موقفنا المتمسك بحل الدولتين والدولة الفلسطينية كاملة السيادة وحل مشكلة اللاجئين، وهذا منصوص عليه في المبادرة العربية وفي قرارات الشرعية الدولية".
بدوره، قال بدران إن الشعب الفلسطيني مجتمع وموحّد وليس في حالة إرباك أو صدمة أو خضوع وخنوع، رغم المخاطر التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة، سواء صفقة القرن أو مشروع الضم والاستيطان والهرولة إلى التطبيع وخيانة القضية الفلسطينية.
وأكد أن شعبنا قدم للعالم نموذجًا للدفاع عن الحرية والتضحية من أجل الوصول إلى الأهداف الوطنية ولن يرفع الراية البيضاء أو يستسلم تحت أي حصار أو ضغط مهما كان، موضحًا أن أمام هذه التحديات اخترنا الطريق الصحيح باتجاه تقوية الجبهة الداخلية من خلال الحوار مع حركة فتح وكافة فصائل العمل الوطني وقد بدأنا مرحلة جديدة في العمل الوطني.
وأشار إلى أن هناك إجماع وطني واتفاق على سلسلة من الفعاليات الرافضة لمخططات الاحتلال، من ضمنها مهرجان ترمسعيا، داعيًا كافة أبناء شعبنا للمشاركة في هذه الفعالية الوطنية الوحدوية تحت العلم الوطني الفلسطيني الذي يوحدنا رغم الاختلافات.
وقال: "نحن ذاهبون باتجاه شراكة وطنية حقيقية لتحقيق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها