لا يختلف اثنان في الشارع الأردني على ان التطبيع مع الكيان الإسرائيلي هو بمثابة وصمة عار على من يمارسه، بل يذهب الشارع الأردني الى ابعد من ذلك ليصل الى مرحلة التخوين.

ويرى العديد من أبناء الشعب الأردني، أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم، وأن أي مخاطر تمس فلسطين وأهلها وتحديدا مدينة القدس الشريف، تمسهم، وأن من يقومون بالتطبيع هم من الخارجين عن إرادة الشعب الأردني الذي يرفض بكل مكوناته أي صلات شعبية، اقتصادية أو ثقافية مع  الاحتلال.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم قبيلات،" إن هناك رفضا شعبيا قاطعا من الشعب الأردني للتطبيع مع الاحتلال، مع إدراكه أن السياسات العربية والعالمية لا تخدم تحرير فلسطين إنما لتكريس الاستيطان في فلسطين".

وأضاف قبيلات "أخذ الشعب الأردني على عاتقه الإيمان المطلق بعدالة القضية الفلسطينية، وأن أضعف الإيمان تجاه هذه القضية العادلة هو محاربة أسواق الاحتلال، وعدم فتح أسواقنا لتكون مرتعا لبضاعته، وهو ما يعكس الهوة السحيقة بين الرأي الشعبي والرسمي".

وأكد قبيلات أن "الشعب الأردني يدرك جديا أن الاحتلال لا يتوانى عن استخدام كل أدواته الثقافية في مأسسة العلاقة بينه وبين محيطه، لكن الوعي القومي والدماء العربية المسفوكة على الأرض الفلسطينية تزكي أجمل ما فينا من أجل إغلاق المنافذ التطبيعية، وهذا يتطلب تمتين العلاقة بين الشعب الأردني والأحزاب العروبية لتعزيز الوعي الجمعي بمخاطر المشروع الصهيوني ويحول دون تمدده".

ويرى الناشط النقابي مناف مجلي بأن "التطبيع يشكل طعنة في ظهر الشعوب العربية عموما، والأردني الأكثر قربا من الشعب الفلسطيني خصوصا، وفي ظهر القضية الفلسطينية العادلة". مؤكدا أن "دولة الاحتلال تتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وتتجاهل القرارات الدولية المتصلة بمدينة القدس وعودة اللاجئين".

وأكد مجلي أن القضية الفلسطينية تتعدى كونها قضية عامة بل هي قضية شخصية وخاصة لكل إنسان حر وشريف في العالم"، مؤكدا أن صمود الشعب الفلسطيني هو المنارة النضالية لشعوبنا ولكل الأمة".

وتابع مجلي أن "قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، وأن الاحتلال الغاصب لا يزال مستمراً بقمعه الإجرامي لأهلنا الصامدين في فلسطين، وعليه فإننا كناشطين في هذا المجال علينا الاعتماد على الشارع الذي لن يقبل أي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

ورأت المعلمة خلود محمد أن الشعب العربي عموما والشعب الأردني بوجه خاص، ينظر إلى دولة الاحتلال على أنها دولة قتل وسرقة، وبالتالي فإن أي تعامل شعبي معه سيكون منبوذا شعبيا، مؤكدا أن فلسطين والقدس في مكان القلب والروح للشعب الأردني الذي لن يقبل في أي وقت المساس بهما مهما طال الزمان".

وقالت إن "من يبررون اتفاقيات التطبيع لم يقنعونا بأن إسرائيل عصفور سلام وهي تمارس القتل والتهجير بشكل يومي ومنتظم".

وأضافت أن عوائد التعاون الاقتصادي مع إسرائيل لن تكون إلا لصالحها، وانها ستستخدمها بالتأكيد للمزيد من قمع أهل فلسطين.

المواطنة الستينية زينب يوسف وصفت التطبيع بالمخجل والمعيب، ووصفت من يقومون بالتعاون مع المحتل بأنهم عديمي المروءة. وقالت "ألم يعرفوا كم قتلت إسرائيل من أبناء الشعب الفلسطيني والأردني والعربي".

وأضافت "سنرجع يوما إلى القدس وإلى حاراتها العتيقة ولن يبقى لهؤلاء إلا الخيبة والعار، فلسطين التي باركها الله في كتبه السماوية ستبقى إلى الأبد مكان القلب والروح ولن يتخلى عنها أحد، والأيام قادمة".

بدورها، أكدت الناشطة النسائية هناء الشخشير أن نساء الوطن العربي عموما، والأردن بشكل خاص، يرفضن أي محاولات أو مواقف أو خطوات تطبيعية مع الاحتلال .

وأضافت "كيف يحق لهؤلاء المطبعين أن يروا هذا التنكيل وهذا القتل وهذه الدماء الفلسطينية التي تراق يوميا ويقبلون على أنفسهم التعامل مع المحتل بحجج اقتصادية أو ثقافية او أية حجج أخرى".

وقالت إن المنظمات النسائية تؤكد ضرورة تطوير دور وآليات عمل المنظمات النسائية الأردنية والفلسطينية والعربية لمواجهة المرحلة السياسية الخطيرة التي تمر بها المنطقة، والتصدي لكافة أشكال التطبيع ومخططات الضم والمشروع الاستعماري الجديد الذي يستهدف تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، كما يستهدف أمن الأردن وسيادته، والهيمنة على مقدرات الوطن العربي وثرواته وسيادته.

ودعت الشخشير الشعوب العربية وكافة أحرار العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإسناده في نضاله من أجل حقوقه الوطنية المشروعة وكفاحه التاريخي من أجل التحرر والخلاص من الاحتلال العنصري.

وختمت: "كلنا ثقة بأن الشعوب العربية التي واجهت الاستعمار القديم قادرة اليوم على مواجهة الاستعمار الجديد، وإفشال المشروع الصهيوني الأميركي".