دعا رجال دين مسلمون ومسيحيون وسامريون ويهود، دولة الإمارات للتراجع عن الاتفاق الذي أبرمته مع دولة الاحتلال برعاية أميركية، معتبرين أن أي محاولة منفردة من أية جهة عربية أو إسلامية لإقامة علاقات مع إسرائيل هي محاولة لطعن الشعب الفلسطيني في الظهر، وطعنة في قلب القدس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لرجال الدين للحديث عن الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي، اليوم الأحد، بمدينة رام الله، بحضور قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، ورجال دين مسيحيين وسامريين ويهود.
وطالبوا كل القيادات الدينية في العالمين العربي والإسلامي أن يكون لهم موقف تجاه هذا الاتفاق المخزي، الذي يأتي على حساب القضية الفلسطينية ونضالاته الطويلة للتحرر والاستقلال.
وقال الهباش: "لا نقبل لأحد أن يتدخل في شؤوننا ويتاجر بقضيتنا الوطنية، ولا نقبل أن يُتخذ من قضية فلسطين ذريعة لإقامة علاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الذي يتحدث باسم الشعب الفلسطيني هو فقط منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأضاف أن كل الأديان الفلسطينية تقف خلف الموقف الذي يمثله الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، وكل الشعب الفلسطيني موحد في "رفض صفقة القرن" ورفض محاولات التطبيع المنفردة مع إسرائيل، والتي تمثل كسرا للموقف الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية هي قضية مقدسة بالنسبة لنا جميعا، وهي جزء من عقيدتنا وديننا جميعا.
وأوضح أن كل القيادات الدينية الفلسطينية موجودة اليوم، لترسل رسائل لكل أصحاب القرار في العالم أجمع، وهي كالتالي:
أولا: لا يمكن أن نقبل إلا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وهي مظلتنا الجامعة وبيتنا المعنوي الذي يجمع كل الشعب الفلسطيني.
ثانيا: نرفض رفضا قاطعا كل المؤامرات والمحاولات الرامية الى الالتفاف حول حقوقنا الوطنية المشروعة، وحقنا في الاستقلال والحرية وإقامة الدولة الحرة ذات السيادة وعاصمتها القدس، ولذلك نرفض صفقة القرن وكل محاولات التطبيع مع الاحتلال على حساب حقوقنا الوطنية المشروعة.
ثالثا: نستنكر وبكل شدة ما سمي بالاتفاق الثلاثي الذي وقع بين الإمارات واسرائيل برعاية أميركية، ونعتبره طعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني وطعنة في قلب القدس.
رابعًا: ليس مسموحا لأحد أن يستخدم الورقة الفلسطينية لتبرير سياساته الخاطئة، لذلك زج اسم القدس وفلسطين في هذا الاتفاق هو من باب محاولات البحث عن ذريعة، ولعل الموقف الفلسطيني هو أحد أهم الركائز التي ستفشل الضم والاحتلال وكل مخططات تصفية القضية الفلسطينية. وكذلك زج موضوع زيارة القدس هي محاولة للتضليل، لأننا نحن الذين ندعو المسلمين لزيارة القدس عبر بوابة فلسطين وليس عبر بوابة إسرائيل.
خامسا: ندعو ونوجه نداء باسم القيادات الدينية إلى رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد، والى حكام الإمارات، ولأبناء الشيخ زايد للتراجع عن الاتفاق، ونوجه رسالتنا الى الدول العربية والاسلامية التي بعضها يجري الحديث عن أنها ستحذو حذو الامارات ونقول لها: من العار أن يقوم أي أحد بالالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن يقوم أي أحد بعقد اتفاق سلام على حساب القدس، في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل على ضم الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس.
بدوره، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن هذا الاتفاق بمثابة عدوان على الشعب الفلسطيني، كونه محاولة للقفز على حقوق الشعب الفلسطيني تحت مسميات الحفاظ على الحقوق وإيقاف مخطط الضم، ومحاولة أيضا لتمرير جزء من صفقة القرن التي جاءت أصلا لتصفية القضية الفلسطينية، الأمر الذي ترفضه القيادة والشعب جملة وتفصيلة.
وطالب حسين الإمارات بالتراجع عن الاتفاق، وكذلك أن ترفض الأنظمة العربية مثل هذه الخطوات، وأن يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد عضو المجلس الوطني، الرئيس الروحي لكنائس مدينة رام الله الياس عواد رفضه للاتفاق الذي يأتي ضد القضية الفلسطينية ويسلب حقوقنا منا، ويتساوق أيضا مع "صفقة القرن"، داعيا الإمارات للتراجع عن هذا الاتفاق.
من جانبه، قال كاهن الطائفة السامرية حسني السامري إنه لن يكون هناك سلام في الأرض الفلسطينية دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، مؤكدا وقوف أبناء طائفته إلى جانب القيادة الفلسطينية في رفض هذا الاتفاق الذي ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
من جهته، أشار راعي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله الأب عبد الله يوليو إلى أن ما جرى هو بمثابة طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
من ناحيته، استنكر رئيس جماعة ناطوري كارتا اليهودية الحاخام مئير هيرش الاتفاق الذي جرى بين الإمارات وإسرائيل، كونه يعرقل فكرة تحقيق السلام في المنطقة، مدينا كل ما يجري ضد الشعب الفلسطيني من قتل ودمار، قائلا: "ننتظر اليوم الذي تعاد فيه كل الأراضي الفلسطينية للفلسطينيين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها