نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال وقفةً تضامنيّةً مع القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني في وجه مشاريع الضم الصهيونية وإسقاطًا لصفقة القرن الصهيوأميركية، اليوم السبت ١٣-٦-٢٠٢٠، أمام محطّة سرحان في مخيّم البداوي، شارك فيها ممثّلو الفصائل الفلسطينية وقوى وأحزاب لبنانية، واللجان الشعبية، وفعاليات من مخيّمات الشمال ومخيّمات سوريا.

كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني ألقاها مسؤوله في الشمال الأستاذ عبد الناصر المصري الذي قال إنَّ العدو الصهيوني يعاني الأزمات، وقرار ضم أجزاء من الضفة الغربية دليل على ذلك، وعن عجز سياسي تجسّد بإجراء انتخابات ثلاث مرات لتشكيل حكومة.
ولفت إلى أنَّ قرار ضم أجزاء من الضفة الغربية يؤكّد فشل الرهان العربي والفلسطيني على التسوية مع العدو لأنّه عدو غدّار لا يقيم وزنًا لمعاهدات أو قرارات دولية.
وأضاف: "الموقف الفلسطيني الموحَّد ضدَّ صفقة القرن أسقطها في مهدها، والموقف الفلسطيني الموحّد هو السبيل لإحباط مشروع الضم الاستعماري الجديد".
وحيّا المصري باسم المؤتمر الشعبي اللبناني موقف القيادة الفلسطينية بالانسحاب من جميع الاتفاقات مع الحكومتين الصهيونية والأمريكية ووقف التنسيق الأمني ما ينهي مرحلة طويلة من العلاقات مع الاحتلال ويؤكّد فشل مسار التسوية.
وطالب القيادة وجميع الفصائل الفلسطينية بالإسراع في خطوات استعادة الوحدة الوطنية ووضع استراتيجية واحدة لمواجهة العدوانية الصهيونية تحت عنوان المقاومة بكل أشكالها.
وحيّا المصري موقف القيادة الفلسطينية من الخطوات التطبيعية الخليجية مع العدو الصهيوني برفض المساعدات الإماراتية التي تكسر قرار المقاطعة والتطبيع تحت مسمى مساعدة الشعب الفلسطيني.
ودعا أحرار الأمة لمواجهة أفعال الخيانة للشعب الفلسطيني والمقدسات من أي جهة صدرت رسمية أو شعبية أو إعلامية وإلى تحركات واسعة في كلِّ الأمة في حال نفّذ الاحتلال قراره بالضم، داعيًا إلى انتفاضة فلسطينية واسعة على غرار انتفاضة الحجارة.
 

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، ممّا جاء فيها: "نلتقي اليوم في مخيّمات الشتات رفضًا لقرارات ضم أراضي الضفة الغربية الفلسطينية لدولة الاحتلال الصهيوني المغتصب لفلسطين بدعم أمريكي وصمت دولي وتخاذل عربي من بعض الدول التي بدأت التطبيع مع كيان الاحتلال من خلال زيارات كانت سرية وأصبحت علنية بكل وقاحة. أين الجامعة العربية وقراراتها بمنع التطبيع التزامًا بالقرارات الدولية والعربية مع دولة الاحتلال حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس؟!".
وطالب فيّاض القوى والأحزاب العربية وشعوبها بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه ماديًّا وسياسيًّا وخاصةً أهلنا في مدينة القدس الصامدين المتشبّثين بأرض المقدسات وهم يواجهون جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه يوميًّا حتى يندحر هذا الاحتلال عن أرض الآباء والأجداد.
وتابع فيّاض: "صفقة القرن التي أعلنها ترامب مرفوضة من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وقراره بإهداء نتنياهو مدينة القدس وهضبة الجولان السورية حبر على ورق، والجولان ستبقى سورية عربية وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية وهي عاصمة الأرض وبوابة السماء – القدس لنا وفلسطين كل فلسطين لنا".
 وأضاف: "في ظلِّ إيماننا المطلق وتمسّكنا بحق أبناء شعبنا في مواصلة الكفاح والنضال بالمقاومة بجميع أشكالها حتى طرد المحتلين الصهاينة وإقامة دولتنا المستقلة على ترابنا الوطني وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرًا عام ١٩٤٨ تنفيذًا للقرار الدولي ١٩٤".
وتابع: "كما نؤكّد ضرورة تمتين الساحة الفلسطينية من خلال وضع استراتيجية بعد قرارات الرئيس أبو مازن بوقف وحل كل الاتفاقات والتفاهمات بما فيها الأمنية مع دولة الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية المتصهينة. ومن هذا المنطلق نطالب كل الفصائل الفلسطينية الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية البيت الشرعي الفلسطيني المعترف بها دوليًّا وهي مرجعية الشعب الفلسطيني بالوطن والشتات والمسؤولة عن السلطة الوطنية
وشكر فيّاض دول العالم التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمته برفض صفقة القرن وسياسية إدارة ترامب المتصهينة.
وطلب من الدول الداعمة لفلسطين أن لا تكتفي بالاستنكار وتتخذ مواقف رادعة وتفرض عقوبات جدية لمنع دولة الاحتلال الصهيوني من تنفيذ قرارات الضم وتفرض عليها الانسحاب من أراضي دولة فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني من جرائم هذا الكيان المغتصب. كما طالب المجتمع الدولي بملاحقة ومحاسبة قادة كيان الاحتلال على جرائمهم اليومية بحق شعبنا الفلسطيني.
وتطرّق فياض إلى ما يحصل في لبنان من أحداث أليمة منذ ثورة 17 تشرين الأول التي استمرت حتى يومنا هذا ووصول الوضع الاقتصادي في البلد إلى حد الانهيار، وقال: "أصبح ما يعادل 75% من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، وكذلك أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيّمات حيث المعاناة كبيرة ومنذ قرارات وزارة العمل اللبنانية التي حرمت الفلسطيني من حق العمل ونحن نطالب "الأونروا" بوضع خطة طوارئ اقتصادية شهرية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات باعتبارها المؤسسة الدولية الوحيدة المسؤولة عن شعبنا، إلّا أنّ "الأونروا" قدّمت مبلغ 112 ألف ليرة لكل فرد من العائلة فقط وهذا غير كافٍ!".
وشكر فيّاض الرئيس أبو مازن على ما قدّمه من مساعدات إغاثية لأهلنا في مخيّمات لبنان، وطالب القيادة الفلسطينية بالعمل على تقديم المزيد من المساعدات نظرًا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وأمل من القيادة الضغط على وكالة "الأونروا" لإلزامها بتقديم مساعدات شهرية إلى حين انتهاء الأزمة في لبنان.
 كما وجّه فيّاض نداءً إلى كلّ أهالي المخيّمات بعدم المشاركة في الاحتجاجات المطلبية للشعب اللبناني حرصًا على سلامة مخيماتنا التي هي محطة في طريق العودة إلى أرض الوطن، وناشد كلّ من ليس له عمل بعدم الخروج من المخيم إلّا للضرورة.
ووجّه التحية باسم الجميع لأسرانا البواسل على صمودهم في النضال من داخل الزنازين من أجل حريتنا واستقلالنا الوطني، كما حيّا شعبنا في الوطن والشتات على صبرهم وكفاحهم وتمسكهم بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعاهد الشهداء بالوفاء للعهد والقسم حتى الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس شاء من شاء وأبى من أبى.