وجَّه أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض كلمةً لأبناء شعبنا الفلسطيني بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين للنكبة الكبرى التي ألمّت بقضيتنا.

 وقال فيّاض في كلمته: "منذُ ٧٢ عامًا ارتكبت المجازر والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، تنفيذًا لوعد بلفور المشؤوم، فكان شعبنا الفلسطيني المقيم على أرضه عام ١٩٤٨ هدفًا للصهاينة لاقتلاعه من أرضه وإقامة دولة الكيان الصهيوني المغتصب على أرض الآباء والأجداد. واستمرت النكبات لشعبنا مرتبطةً بسلوك العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال الصهيوني لاستمرار بناء المستوطنات والتوسع الاستعماري على أرض فلسطين".

وأضاف فياض: "في العام ١٩٦٧ استكمل جيش الاحتلال الصهيوني احتلال مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة الذي بقي بعد طرد أبناء شعبنا من أرضهم عام ١٩٤٨ تحت إشراف ومسؤولية مصر والأردن، وأصبحت كل فلسطين محتلة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني ضمن المخطط والمشروع الصهيوني لإقامة دولتهم على أرض فلسطين أمام أنظار العالم ضاربين بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية كافةً".

وتابع: "نستقبل ذكرى النكبة هذا العام في الوقت الذي نواجه فيه استمرار الاستيطان وفي ظروف أكثر تعقيدًا في ظل دعم إدارة ترامب أكثر من أي وقت مضى بسبب انهماك العالم كله في مواجهة فيروس "كورونا" وما أوجده انتشاره من تداعيات صحية واقتصادية لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر".

وأردف: "كانت النكبة فعل تطهير عرقي بامتياز وعملية تقسيم البلاد التي قضى بها القرار ١٨١ بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وهذا ظلم تاريخي بحق شعبنا في أرضه، حيث شرد أكثر من نصف الفلسطينيين قسرًا خارج ديارهم الأصلية، ودمرت المئات من البلدات والقرى الفلسطينية، ورفضت دولة الاحتلال الصهيوني تطبيق القرار ١٩٤ بعودة اللاجئين رغم كونه القرار الذي كان شرطًا لقبولها عضوًا في الأمم المتحدة".

وتابع فياض: "في ظل دعم إدارة ترامب الحالية اعترف بالقدس وأهداها لنتنياهو عاصمة ثُمّ وقع له على هضبة الجولان العربية السورية لضمها إلى دولة الاحتلال، وسمح له بضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية ضمن ما سمى صفقة العصر. وكل هذه الإجراءات أعطيت لحكومة نتنياهو المتطرفة لإنهاء الحلم الفلسطيني بإقامة دولتنا على ترابنا الوطني وبعض الدول العربية تآمرت صمتًا على فلسطين.
من هنا نؤكد في هذه المناسبة الأليمة ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني على استراتيجية جديدة تضمن استمرار النضال والكفاح بالمقاومة بجميع أشكالها حتى إزالة الاحتلال الصهيوني البغيض عن الأرض الفلسطينية".

كما أكَّد فيّاض أنَّ مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ولن تستسلم لإجراءات الاحتلال الصهيوني ولقرارات ترامب ولصفقة العصر المرفوضة من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل مكوناته، وقال: "ما زلنا متمسكين بحق العودة المقدس لكل أبناء شعبنا إلى وطنهم".

وختم فياض: "إن ذكرى نكبة فلسطين لهذا العام تحل علينا والعالم كله مشغول بتداعيات وباء "كورونا" الذي يضرب معظم دول العالم، ونأمل من الله عز وجل أن يرفع البلاء عن شعبنا ومخيماتنا وأمتنا العربية والإسلامية".