عندما يتطاول الأقزام على الكرام، ويحاول الباطل أن يلبس ثوب الحق، علينا وضع النقاط على الحروف، فقول الحقيقة أمانة في أعناق الشرفاء والمخلصين.

 

ومن هنا بداية لا بد من الإشارة إلى تاريخ حافل من المؤامرات والفبركات والحملات المنظمة التي تعرضت وما زلت تتعرض لها قيادات ورموز هذه الحركة العملاقة، ولا يخفى على أحد أنَّ للعدو الصهيوني أدواته التي خانت العهد والقسم، كما خانت أمانة الشهداء والوطن والقضية، وارتضت لنفسها الذل والعار في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب أليم.

 

وها هي ذات الأدوات تعاود الكَرّة اليوم باستهداف صرحٍ وطنيٍّ فلسطينيٍّ جامع يمثّل ويعمل بكل جهد لصالح أبناء شعبنا، ألا وهو سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية وسعادة السفير أشرف دبور.

 

فقد أدت سفارة دولة فلسطين في لبنان دورًا رياديًّا ومحوريًّا، حيث أنها كانت ولم تزل وستبقى البيت الجامع للكلّ الفلسطيني، وهذا الدور حرص عليه سعادة السفير أشرف دبور لتوحيد الموقف الفلسطيني وحفظ أمن وأمان أهلنا، وتحصين مخيّماتنا وإبقائها على مسافة واحدة من الكل اللبناني عملاً بتوجيهات قيادتنا الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عبّاس والتزامًا بسياسة الحياد الإيجابي تجاه الشؤون اللبنانية الداخلية.

 

انطلاقًا من هذا الدور المحوري والضروري، وبفضل العلاقات التي نسجتها سفارتنا مع لبنان على المستوى الدبلوماسي- الرسمي والحزبي، نالت ثقة واحترام الدولة اللبنانية والدبلوماسيين العرب والأجانب، وأبعدت عن أهلنا صفة الشمَّاعة وعادة إلصاق التهم الجاهزة بهم. كما نجحت في تحييد المخيّمات عن النزاعات والفتن التي طالما عانت منها، الأمر الذي كرَّس حضور سفارة دولة فلسطين مرجعيَّةً ذات ثقة كبيرة بوصفها صمام أمان لاستقرار المخيمات.

 

وبالتوازي مع ذلك، لم تألُ سفارتنا جهدًا في متابعة قضايا شعبنا واحتياجاته ودعم صموده، والتفاعل المباشر مع المستجدات المتعلّقة بقضيّتنا وحقوق شعبنا وتوضيح الرؤية والموقف الفلسطيني من مختلف القضايا، وهو الموقف المؤكّد على الثوابت الوطنية التي على رأسها حق شعبنا في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ورفض أي مشروع ينتقص من هذه الحقوق. 

 

والجدير بالذكر أيضًا أنَّ السفارة احتضنت العديد من الفعاليات الوطنيّة في هذا السياق، تأكيدًا على هذا الموقف الذي يعني في أساسياته التقارب بين الجميع الفلسطيني واللبناني، ويعني كسب التأييد والمواقف المناصرة لقضيّتنا، لا سيّما في ظلّ المؤامرات عليها. 

 

ومع هذا الدور الطليعي والمتقدّم الذي أدّته سفارتنا في لبنان كان من الطبيعي أن تعدَّ السفارة الممثّل الأول لشعبنا في لبنان، وفي ذات الوقت عنوانًا للاستهداف من كل حاقد، أو متضرر، يجد في هذا الإنجاز الوطني لشعبنا ضررًا وتعارضًا مع مصالحه الخاصة.

 

لذلك فإنَّ ما نراه من لجوء بعض أبواق النشاز والتطاول الشخصي على سعادة السفير إنما هو استهداف للمشروع الوطني وللرمزية الوطنية والعنوان الجامع الذي مثله ويمثله السفير أشرف دبور، وهو تمادٍ لا أخلاقي وتجاوز لكل الخطوط الحمر، ولكن عبثًا تحاول هذه الأقلام المأجورة تشويه صورة قيادة وطنية رصيدها الأول والأخير هو محبّة أبناء شعبنا وثقتهم بها ومعرفتهم الحقّة بتاريخها النضالي وعملها الوطني.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان