"فتح" التي اعتبرت كرامة الشعب الفلسطيني أولى أولوياتها في معركة التحرير وثورتها المستمرة ضدَّ الاحتلال، "فتح" التي تصدّت في أغلب معاركها لمحاولات بائسة من جهات مختلفة للمساومة على كرامة الشعب الفلسطيني ومصادرة قراره الوطني المستقل، لا يمكن أن يكون فيها مكان لشتّام، أو ردّاح، أو مارق، يعتبر الافتراء على القادة والمناضلين وقذفهم بأعراضهم، والتعرّض لحياتهم الشخصية مادةً للمساومة، والابتزاز، والمزاودة على تاريخهم الحافل بالمواقف المشرفة، ونيل الإعجاب من حفنة مرتزقة لا عمل لها سوى "التطبيل" والتزلف لأعداء الوطن والقضية.

 

إنّ "فتح" التي لفظت كلّ المتمردين على مبادئها، والمنشقين بمسميات مختلفة، ولا سيما مدّعي الإصلاح، لا يزعزع صلابة أبنائها ولا يهز ثقتهم صوت مهرّج، أو متآمر أو دعي.

 

فأبناء الفتح، بل وأبناء شعبنا الفلسطيني قاطبةً، يعرفون حقَّ المعرفة الرصيد الوطني والنضالي لهذه الحركة الرائدة في كل محطات وجودها في ساحات الوطن والشتات بما فيها لبنان. وليس بالغريب أن تستهدف حركة "فتح" في لبنان اليوم، فمسلسل المؤامرات ليس بالجديد عليها وهي التي واصلت المسيرة برغم كل التحديات، إنّما المستهجن بأن يكون هذا الاستهداف وهذه الأصوات صادرة عن جهات لا تفقه في الأبجدية الوطنية شيئًا.

 

فعندما كانت "فتح" تمارس دورها الوطني في حماية أمن المخيمات في لبنان، وتواجه قوى الظلام "الإرهابية" كافةً ومن لف لفهم، كانت هذه الأبواق العفنة تقف وقفة المتفرج، فيما كانت أبواق أخرى تتآمر في الخفاء وتساند عصابات الإرهاب معنويًّا ولوجستيًّا.

 

من لم يشارك في معارك حماية المخيمات وتطهيرها، لا يحق له استهداف المناضلين، ومن كان حينها ينعم برغد العيش، عليه أن يلتزم الصمت أمام من تصدّروا القتال وقدموا الشهداء.

 

من السهل الحديث عن حركة "فتح"، والتشكيك بتاريخها وتضحيات أبطالها، من السهل تناول قادتها وممارسة النيل من عظمتهم. ومن السهل تخوين حركتنا وشتمها. أتعرفون لماذا؟ لأنها متعالية دائمًا، لا تأبه لأنصاف المنتمين، ولا تلتفت للعاطلين نضاليًا وميثاقيًا. 

 

هي دائمًا العصيَّة على الترويض والرضوخ لسماسرة الأجندات المشبوهة.

 

هي "فتح"... أم الصبي التي تخاف حتى على العاقِّ من أبناء شعبها.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان