نحن كدول وشعوب كثيرة وصلنا فيروس كورونا- الفيروس انتشر في أكثر من 80 بلدًا وهو يواصل الانتشار- جزء مهم من مواجهة الكورونا والحد من انتشاره وحتى وقفه، يعود لممارسة بعض الأخلاقيات، فإلى جانب الحفاظ على النظافة الفردية والأسرية والبيتية، فإن الحفاظ على النظافة العامة، الشارع، المؤسسة، المدينة والقرية هي مسؤولية فردية وجماعية، لأن أي لحظة إهمال صغيرة ستؤدي إلى نشر الفيروس الذي يتغذى على الفطريات والأوساخ.

إن الأنانية هي حكم ضار لصاحبه وللمجتمع، لأن إيقاف حلقة الانتشار هي حس وجهد جماعي ولا خلاص إلا بذلك. الأنانية لها ترجمات عديدة. احتكار المواد المعقمة بشكل مبالغ فيه، المزايدات الرخيصة، فبدل أن نتعاون ونبادر لنشر الاعلانات الوقائية على نطاق واسع، نضيع الوقت بنشر الشائعات والتشكيك في المفيد في مثل هذه الحالة.

لعل من أهم الأخلاقيات، هو التقيد بالإرشادات تقيدًا تامًا. وهذا يعني أن نلغي مؤقتًا الكثير من العادات، السلام بالأيدي والتقبيل، أن نغسل أيدينا باستمرار، وأن نبادر إلى تنظيف محيطنا الشخصي. فهذه الجهود الفردية إن تمت ممارستها بجدية وبِشكل متواصل، ومن دون كلل أو ملل سيكون العامل الحاسم في الحد من انتشار الفيروس، وفي هذا خدمة للجميع.

الأشخاص من كبار السن، ومن يعانون من أمراض مزمنة عليهم مسؤولية خاصة، فعليهم الاعتناء أكثر من غيرهم بنظافتهم، وأن يقللوا قدر الإمكان من الاختلاط والخروج من المنزل، فإلى جانب الخطر على حياتهم فإنهم سيربكون القطاع الصحي أكثر، كونهم بحاجة إلى تركيز وعناية خاصة ومركزة. كما أن المحيطين بهؤلاء الأشخاص عليهم مسؤولية في إرشادهم وإلزامهم بذلك.

إن أكثر الممارسات سوءا، الاستغلال السياسي لمثل هذه الحالة، ومع الأسف هذا يتم على مستوى الدول فيما بينها، وعلى مستوى أحزاب وتنظيمات وحركات، وهنا في فلسطين فإن من أكثر الممارسات سوءًا، استمرار حماس في مناكفاتها بعدم التزامها بإعلان الرئيس لحالة الطوارئ وإصرارها على نهجها الانقسامي حتى في هذا الظرف الصعب.

إن مسؤولية مواجهة الكورونا هي مسؤولية جماعية، هكذا اكتشفت الدول والشعوب التي أصابها الفيروس، السر في الحد من الانتشار هو التعاون مع الدولة في إجراءاتها وليس المزايدة عليها والتصرف بأنانية.

الشعب الفلسطيني شعب مكافح مناضل، شعب واعٍ متضامن متكافل بحكم واقعه الصعب، لذلك  نأمل خيرًا.