"أنا أبكي لأني أصبحت يتيمة" ابنة الشهيد عصام أحمد السعافين. 
"والله لأجيبك وأحرمك أولادك ومرتك" شهادة والد الشهيد على تهديدات جماعة الجريمة (حماس) قبل 45 يوما من اختطافه من الشارع العام. 
"الموقوف عصام أحمد السعافين، كان يعاني من عدة أمراض مزمنة منها: تضخم في القلب، والسكر، وضغط الدم منذ فترة طويلة، كما أثبت تقرير الطب الشرعي الأمراض المزمنة التي يعاني منها الموقوف، وأوضح أن سبب الوفاة ناتج عن تضخم عضلة القلب، وانسداد الشريان التاجي، وهي أمراض قديمة".
الفقرة السابقة من بيان صادر عما يسمى داخلية حماس، والآن لكم أن تتخيلوا أن هذا المواطن وبهذا الوضع الصحي- حسب النص- كان يشكل خطرا على منظومتهم الاجرامية المتماهية مع منظومة الاحتلال العنصري، فزجوه في سجونهم بتهمة (الاخلال بالأمن العام) التي أوردوها في بيانهم دون تحديد التهمة، علما أن سلطة الانقلاب والأمر الواقع في غزة لا شرعية وباطلة، وكل ما يصدر عنها باطل لا شرعية له ابدا.
الذكاء نعمة، لكن المجرمين من هذا النمط اغتالوه عن سابق تصميم وترصد، لأنه لا يستقيم مع مفاهيم الاجرام التي تشربوها من تنظيم جماعتهم الاخوانية، وتحديدا العدائية والكراهية للآخر والأحقاد فهي دوافعهم الناظمة.
من فمهم ندينهم ومن بيانهم يتبين لكل ذي لب عاقل وحكيم ووطني يبحث عن الحقيقة فظاعة الجريمة التي ارتكبتها جماعة الاجرام والإرهاب فرع الاخوان المسلمين في فلسطين المسمى (حماس).. فهم يدعون أن الشهيد السعافين كان بوضع صحي خطير ورغم ذلك اعتقلوه وعذبوه وابقوه في السجن من 27 كانون الثاني/ يناير حتى 22 شباط/ فبراير، عندما نقلوه الى قسم العناية الفائقة حيث فارق الحياة هناك.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أفاد في بيان نشره في اليوم التالي لاستشهاد اللاجئ الفلسطيني من مخيم البريج عصام السعافين (40 عاما) بعد تحقيقات أجراها المركز بأن: "العائلة عرفت بوفاة ابنها بعدما تفاجأت صباح اليوم بتجمهر أناس أمام منزلهم في المخيم، ولم يبلغوا من قبل أي جهة رسمية بذلك".
 وسجل المركز شهادة يوسف السعافين (33 عاما) الذي أفاد بأنه في: "مساء يوم 27 كانون الثاني، قام أفراد ملثمون يرتدون زياً مدنياً باعتقال شقيقه، الذي يعاني من مرض السكري، ولديه تهتك في العصب الطرفي، من أمام نادي خدمات البريج، واقتادوه لجهة غير معلومة". وأضاف شقيق المتوفى، بأنهم علموا من مصادر غير رسمية وجود شقيقهم في مقر الأمن الداخلي بغزة، دون معرفة أسباب الاعتقال، ودون أن يتمكنوا من زيارته طيلة فترة توقيفه "وهذا ما أكده المركز الذي أفادت تحقيقاته بأن الضحية يعمل في جهاز الشرطة في السلطة الفلسطينية: "عبر عن قلقه البالغ من تكرار حالات الوفاة في سجون ومراكز التوقيف في قطاع غزة، في ظروف مختلفة، ويخشى أن تكون هذه الحالات ناجمة عن ممارسات التعذيب و/أو الإهمال الطبي الذي يتعرض لها هؤلاء الموقوفين".
علامات التعذيب، والكسور في جسد الشهيد السعافين أكدت وأثبتت ما اعتبره المركز خشية، وبات الكل الوطني أمام حقيقة مادية واقعية ملموسة وهي أن ستة اطفال باتوا في عداد اليتامى وضحايا منهج الجريمة الذي شرعنه مشايخ حماس، حتى أصبح القتل بالنسبة لهم عبادة يرجون التقرب بها إلى أسيادهم وأولياء نعمتهم!! فهؤلاء الذين يتلقون الأموال بالحقائب المدموغة بموافقة المجرمين في جهاز الأمن العام والداخلي الاسرائيلي (الشاباك) ويتم تمريرها إليهم عبر حاجز الاحتلال المسمى (ايرز) القائم على أرض بيت حانون شمال قطاع غزة.
قتل مجرمو حماس المواطن الشرطي المنتسب لجهاز الشرطة الفلسطينية الشرعية، ونفذوا تهديدهم فعلا وحرموا أطفاله الستة (أربع بنات وصبيين) من العيش بأمان في حضن أبيهم والتماس نبضات قلبه، ومن دفء حبه لهم، وكفاحه من أجل تربيتهم وتعليمهم، فقضى السعافين وهو الفلسطيني اللاجئ قبل استكمال رسم خريطة فلسطين التاريخية والطبيعية في وعي أطفاله الصغار، قتلوه لأن ما يعنيهم من هذه الخريطة أنها مادة للاستثمار والتكسب وتلبية رغبات نفوسهم السلطوية حتى لو كان الثمن سفك دماء الأبرياء من شعب فلسطين، واستدراج الدمار والموت العبثي والحروب لمضاعفة مآسيهم ومعاناتهم.