علي وهيب

أجمع إعلاميون وأكاديميون عرب وأجانب في جمهورية مصر العربية، أن خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن في نيويورك، كان معبرا وشاملا، ومؤكدا أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، ويرفض بالمطلق "صفقة القرن" التصفوية .

وأكد نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار المصرية مصطفى يوسف، أن الخطاب كان حازما وواضحا، حيث ركز على مخاطر الصفقة التي تتجاوز كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وهذا ما أكده رئيس مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، على أن الشرعية الدولية هي الأساس وأي طرح خارجها لا يمكن أن يقيم السلام العادل بالمنطقة .

من جانبها، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة المستقبل هالة سعيد، إن الرئيس أوصل رسالة وهي أن العالم ليس مع "صفقة القرن"، وأن الاستعداد للدخول في عملية سلام جادة تحت مظلة الأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو ما نصبو إليه.

وأضافت، أن معظم كلمات أعضاء مجلس الأمن كانت منسجمة وداعمة للموقف وللحق الفلسطيني المؤكد على الإجماع الدولي بشأن حل الدولتين .

من جانبه، أشار المحلل السياسي العراقي حميد جابي إلى اللهجة الواثقة التي تحدث بها الرئيس أثناء الخطاب، وهو يخوض الآن معركة وضغوطا كبيرة، في محاولة لإفشال تمرير أي صيغة تتعارض مع موقف واشنطن.

وقال: إن الرئيس أكد في خطابه تمسكه بمشروع حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، لضمان أن يكون ذلك مقدمة لمؤتمر دولي لحل الصراع.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية صفوت بيومي قال: "خطاب الرئيس كان واضحا أمام مرأى العالم ومسمعه، حيث أكد إن الشعب الفلسطيني يريد دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام وعاصمتها القدس الشرقية، ووجه رسالة للشعب الإسرائيلي من خلال الخطاب التاريخي، وهي أن مواصلة الاحتلال والاستيطان لن يصنع أمنا ولا سلاما.. وأن السلام ما زال ممكنا فلا بد وأن يلتقطوا هذه المبادرة بدلا من التهديد والبلطجة".

الطالب الـبريطاني بالدراسات العليا في العلاقات الدولية بالجامعة الألمانية مايكل جافيد، أكد أن الخطة الأميركية المعلنة لا تحقق السلام نهائيا، والوضع سيصبح قابلا للانفجار، فلا بد من تجديد الأمل للشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير من ويل الحروب ليعيش بحرية واستقلال وتحقيق السلام،

وأضاف أنه لا توجد شراكة دولية في هذه الصفقة بل جاءت من دولة ومعها دولة لتفرضها على العالم، وعلى الشرعية الدولية التي تمثل مئات قرارات الأمم المتحدة وعشرات قرارات مجلس الأمن".

وقال أستاذ الإعلام في جامعة المستقبل نادي عبد السلام، من المستحيل ان ينهي الرئيس حياته السياسية والنضالية بعدم تحقيق الثوابت الفلسطينية، فهو يريد التمسك بالشراكة العادلة قبل فوات الأوان.

وأوضح أن عدم عرض الصفقة على القيادة الفلسطينية ومضمونها الذي لا يلبي الحد الأدنى من ثوابت وعدالة وحقوق الشعب الفلسطيني سيكون مصيرها الفشل الأكيد، ولا يمكنها تحقيق السلام والأمن، فالشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل.

ولفت إلى أن الخريطة التي عرضها الرئيس خلال الخطاب وما وصلت اليه في عام 2020، كان مشهدا صعبا على كافة الأمم العربية والاسلامية جمعاء.