رفضًا لصفقة القرن ودعمًا لمواقف القيادة الفلسطينية ممثَّلةً بالسيد الرئيس محمود عبّاس، نظَّم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وقفةً تضامنيّةً، اليوم الاثنين ١٠-٢-٢٠٢٠، في مخيّم الرشيدية.

وتقدَّمت الحضور عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان زهرة ربيع، وممثِّل القائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبد الله مسؤول الإعلام في المنطقة محمد بقاعي، وعددٌ من الفاعليات وممثِّلي الاتحادات والنقابات وكوادر حركة "فتح".

 

كلمة اللجنة الشعبية ألقاها أحمد فهد "أبو إبراهيم أبو الدهب"، ممّا جاء فيها: "من هنا من مخيّم الرشيدية الأقرب إلى فلسطين نوجّه تحية إجلال وإكبار لجميع الشهداء الذين استشهدوا من أجل فلسطين، وفي مقدمهم الشهيد ياسر عرفات، وشهداء قوات الأمن الوطني الفلسطيني الذين استشهدوا بالأمس وهم يدافعون عن أبناء شعبنا وعن الأرض المباركة أرض الأنبياء عن القدس والأقصى".

وتابع: "صفقة القرن يرفضها شعبنا الفلسطيني، ويلعنها الشرفاء، ويحضنها العملاء من بعض الحكومات العربية والحكومات الغربية خوفًا من شيطان العالم ترامب. العالم اليوم يضج بأسره بهذا الإعلان الملعون من إدارة ترامب، بكلِّ برامجها التي لا تهدف إلّا لصنع الكيان الصهيوني بالقوة، ولإضعاف شعبنا الفلسطيني وتقسيمه وحرمان اللاجئين من وطنهم فلسطين، وعودتهم إلى أرض الوطن فلسطين".

وتوجّه بكلامه إلى السيد الرئيس محمود عبّاس قائلاً: "سرْ سيدي الرئيس فنحن معك، أنتَ الحريص على حماية المشروع الوطني الفلسطيني والحريص على الوحدة الوطنية. نعرف أننا اليوم نمرُ بأخطر المراحل وتواجهنا الأزمات والصفقات والتسويات، لكننا ما زلنا متمسكين بثوابتنا الفلسطينية، وبحقّنا في تقرير مصيرنا دون شروط وتدخلات، وسنعمل جاهدين على التحام الصفوف الفلسطينية ولإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وختم كلمته بالقول: "نجدد وعدنا بأنَّ هذه الصفقة لن تمر، وستكون صفعة عار وشؤم على الكيان المحتل وعلى أمريكا".

ثُمَّ ألقى محمد بقاعي كلمةً نيابةً عن العميد توفيق عبد الله، فقال: "نحييكم بتحية فلسطين، نحييكم بتحية الرئيس الرمز محمود عبّاس "أبو مازن"، والذي قالها بصوت مرتفع (لا) لصفقة القرن، والذي قال بصوت مرتفع إن كان وعد بلفور قد مرّ قبل مئة عام وعام فإنَّ صفقة القرن لن تمر وسندوس عليها. باسمكم جميعًا نوجه تحية إجلال وإكبار لدولة الرئيس نبيه بري على هذه المواقف التي اعتدنا عليها كما نحيي رئيس مجلس الأمة الكويتي "مرزوق الغانم" وتونس والجزائر، ونطالب رؤساء الأمة العربية والإسلامية أن يقتدوا بهم، ونحيي كل أحرار العالم الذين تضامنوا مع فلسطين".

وأضاف: "منذُ الإعلان عن صفقة القرن والشعب الفلسطيني في حالة غليان على أرض الوطن المحتل وفي الشتات. لقد استشعر الجميع المخاطر التي تهدّد الكل الفلسطيني وكان الإنجاز الأول هو الإعلان من الجميع عن وحدة الصف الفلسطيني وشطب الانقسام الأسود من السجل الفلسطيني. أمّا الإنجاز الثاني فهو حالة التهيؤ والاستعداد الشعبي والرسمي لمواجهة تداعيات العدوان الصهيوني المباشر والحاقد على الوجود الفلسطيني الذي يقف سدًّا منيعًا بوجه الكيان الصهيوني وتطلعاته الاستعمارية والمسارعة إلى أخذ المبادرة وإعداد العدّة وتعبئة الشارع الفلسطيني وشحنه وطنيًّا وتعميم الوعي السياسي حول إبعاد هذا المخطط الاستعماري ومخاطره على القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى المحيط الإسلامي المسيحي في المنطقة العربية".

وتابع بقاعي: "إنَّ ترامب من خلال إعلانه عن صفقته المدمّرة لطموحات شعبنا العربي الفلسطيني وبدئه تنفيذها عمليًّا مُتجاهلاً وجود شعب له جذوره التاريخية وثقافته وحضوره السياسي فإنَّه سيشعل الحريق في المنطقة. وهنا نوجّه التحية لأعضاء القوى الأمنية في قلنديا وجنين ولمنفّذ عملية الدهس، الذين ضحوا من أجل فلسطين، ونقول لهم ستشاهدون العمليات التي ستواجه العنصرية الصهيونية وهذه الصفقة، ونحنُ نحمّل الأحمق ترامب وفريقه المسؤولية الكاملة عن كلِّ ما سيحدث في المنطقة والعالم من ردود فعل رافضة لصفقة ترامب الأحمق".

وقال: "نحنُ كفصائل فلسطينية نعتزّ بأن يكون قائد مسيرتنا الوطنية في هذه الظروف المعقدة سيادة الرئيس محمود عبّاس المتمسّك بثوابت الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات والذي لا يخشى في الله لومة لائم، فقد كان المعبّر الصادق عن أهدافنا في ظلِّ الصمت الدولي، وكان المعبّر الصادق عن طموحات شعبنا الذي يتصدى يوميًّا للهجمة الإعلامية السوداء التي يفبركها ترامب وشريكه في الإرهاب نتنياهو في ظلِّ صمت عالمي واسع.

وهنا نقول بصوت مرتفع كما قال الرئيس أبو مازن: (لا لصفقة العصر لا لترامب وفريقه.. القدس لنا عاصمة دولتنا، القدس أمانة في أعناقنا، إنها مسرى النبي محمد (ﷺ)، ومهد عيسى (عليه السلام). هذه أرضنا أرض الأنبياء وأرض الأجداد والآباء فلترحلوا منها".

وأردف بقاعي: "هذا هو برنامجنا السياسي والثوري والوطني، وكما كنا في انتفاضتنا الأولى والثانية سنكون اليوم، ولكن أكثر حكمةً وصلابةً ووعيًا وتمسُّكًا لأنّنا نخوض معركة وجود وانتصار مبين، وليس معركة انتحار، فمعركتنا القادمة والتي بدأناها هي معركة مصيرية، وإما أن نكون أو لا نكون، ونحنُ نأبى إلّا أن نكون حيث يجب أن نكون نقاتل من أجل حياة كريمة تليق بأرضنا المباركة وبمقدساتنا وبتاريخنا الذي كتبناه بدماء الشهداء الأبرار".

وختم بقوله: "من لبنان، من كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وباسم الكل الفلسطيني نُحيي فخامة الرئيس أبو مازن ونقول له: سر على بركة الله، نحنُ وكل أحرار العالم معك وإلى جانبك لأنك الأحرص على قضيتنا. كما نحيي أهلنا في الضفة والقطاع والقدس والمخيمات والتجمُّعات الفلسطينية في لبنان، ونشدُّ على أيديهم ونعتز بوقفتهم الوطنية في المحافظات كافّةً وهم يثبتون مصداقيتهم في تحمل المسؤوليات.

باسمكم جميعًا نوجّه تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار والمعتقلين البواسل، ونُحيي أهالي الشهداء والأسرى الصابرين الصامدين. ونحنُ ندرك أنّ شعبنا هو شعب الجبارين الذي تمرّس على القتال ولم يرفع يومًا راية بيضاء.. هذا الشعب العظيم الذي سيدوس صفقة القرن.

أنقل إليكم التحية من قائد منطقة صور التنظيمية والعسكرية الأخ توفيق عبدالله "أبو عبدالله" حفظه الله للأخوات في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية على جهودكم الوطنية لإسقاط صفقة ترامب.. وإنها لثورةٌ حتى النصر".

ختامًا، كانت كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صور ألقتها عضو منطقة صور التنظيمية نادية قاسم، فتلت، بعد الترحيب بالحضور، البيان الصادر عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان، وجاء فيه:

نقف اليوم كاتحاد عام للمرأة الفلسطينية وكافة الأطر والمؤسسات النسوية والحقوقية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات لنعلن رفضنا لخطة التسوية الأمريكية الإسرائيلية بما تسمى"بصفقة القرن" والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

لقد قامت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بفرض حقائق على الأرض تمهيدًا لهذه الصفقة، تمثلت باعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاستيطاني وبنقل سفارتها اليها، وكذلك الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل، وسعيها المتواصل لتصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين عبر إضعاف وتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الدولية، وتغيير الحقائق المرتبطة بأعدادهم وفق تعريف الأمم المتحدة للاجئ الفلسطيني لحرمانهم من حق العودة لديارهم التي هجروا منها وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194. كذلك قيام الولايات الأمريكية باعتبار الاستيطان الإسرائيلي فعلاً قانونيًا، لتخالف بذلك القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وكافة قرارات مجلس الأمن والمجتمع الدولي ككل الذي يعتبر الاستيطان انتهاكًا صارخًا لمنظومة الحقوق كعمل استعماري غير شرعي، ومن ناحية أخرى تصاعدت سياسات وممارسات الاحتلال في الضم والتهويد، مؤكدةً على خطط اليمين الإسرائيلي الحالية لضم الأغوار وشمال البحر الميت لتوسيع استيطانها وترسيم حدودها ضاربة بعرض الحائط كافة المرجعيات والاتفاقيات التي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

إن صفقة القرن وما تضمنته تعتبر مؤامرة على حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير، الأمر الذي سيوسّع موجات العنف وستدفع النساء الثمن الأكبر وفق صيرورة الحروب والصراعات، كما أنها تهدد السلم العالمي كله.

إننا كنساء فلسطينيات، نؤكد على ما يلي:

 

١- رفضنا القاطع لصفقة القرن التصفوية، ونؤكد تمسكنا براية النضال من أجل حقوقنا الوطنية المشروعة تمكننا من حقنا في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها بناء على قرار 194.

٢- نوكد على القرار الوطني الفلسطيني المستقل.

٣- نطالب المجتمع الدولي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ورفض صفقة القرن المعلنة لتعارضها مع الشرعية الدولية وأسس السلام العادل.

٤- نحيي شعوبنا العربية المناضلة التي رفضت الخطة الأمريكية وندعوها إلى المزيد من التمسك بقرارات القمم العربية، ورفض صفقة القرن، ونبذ مسار التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي الذي تقوم به بعض الحكومات العربية والذي من شأنه إضعاف القضية الفلسطينية المركزية للأمة العربية والتماهي مع ما يتم طرحه في صفقة القرن، وندعو شعوبنا العربية إلى الضغط على حكوماتهم من أجل الالتزام بدعم النضال الوطني المشروع لشعبنا.

٥- نؤكد على ضرورة توحيد كافة الجهود في عملية التصدي الشعبي والوطني للصفقة، ومواصلة مسار المقاومة الذي أسقط عشرات المشاريع الصهيونية والمدعومة من الإدارات الأمريكية المتعاقبة للقضاء على حقوقنا الوطنية.

٦-رفض كافة محاولات ومشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين.

٧ -نطالب بتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بإنهاء العلاقة مع الاحتلال وإنهاء الالتزامات الأمنية والاقتصادية عبر سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف العمل الفوري باتفاق باريس الاقتصادي وملاحقه.

٨-تفعيل منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، للقيام بدورها الأساسي المرتبط بالتحرر الوطني وبتعزيز البناء الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان على أساس وثيقة الاستقلال لتعزيز صمود كافة فئات الشعب الفلسطيني

٩-الانهاء الفوري للانقسام وإعادة تعزيز الوحدة الوطنية عبر تطبيق اتفاق القاهرة 2017.

١٠-دعوة كافة النساء للمشاركة في كافة الفعاليات النضالية والشعبية لإفشال المؤامرة ومخططات التصفية.

١١-التأكيد على موقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس "أبو مازن" الثابت والرافض لـ"صفقة القرن" وتمسكهم بالثوابت الوطنية الفلسطينية والشرعية الدولية.

المجد للشهيدات والشهداء، والحرية للأسيرات والأسرى، ومعًا لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان