سعادة السفير أشرف دبور: "صفقة القرن" وُلِدَت ميتة لأنَّها مرفوضة فلسطينيًّا، وما لا تقبل به قيادتنا وشعبنا لا يمكن لأحد فرضه علينا
السفير أشرف دبور: الأوطان لا تُباع، والحُرّيّة والكرامة لا تُقدَّران بثمن، وثوابتنا الوطنيّة مقدّسة، هذا هو موقفنا ولن نحيد عنه
أكَّد سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور أنَّ كلَّ ما جاء في "صفقة القرن" هو باطل، وأنَّ هذه الصفقة وُلِدَت ميّتة لأنَّها مرفوضة من أصحاب الحق-الشعب الفلسطيني وقيادته برئاسة السيّد الرئيس محمود عبّاس، ومن أمتينا العربية والإسلامية، وأحرار العالم، مُشدِّدًا على أنَّ "ما لا تقبل به قيادتنا وشعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يفرضه علينا أحد".
وأشار سعادة السفير أشرف دبور خلال استضافته مساء اليوم الأحد ٢-٢-٢٠٢٠ في برنامج "السلطة الرابعة" عبر قناة "NBN" الفضائيّة، إلى أنَّ هذه الصفقة التي خرج ترامب علينا بها ما هي إلّا مشروع إسرائيلي من بنات أفكار نتنياهو تبنّته وأعلنته الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها الذي لا يفقهُ عنها شيئًا، ويحاول الترويج لخارطة جديدة لفلسطين هي أشبه بتجمّعات غير مترابطة لن تجد أحدًا يرضى بها.
وأكَّد السفير دبور التمسُّك بقرارات الشرعية الدولية التي كفلت الحقوق الفلسطينية، وإن كان لنا على بعض منها بعض التحفّظات بسبب إجحافها بحقّ قضيّتنا في بعض المحطات كقرار التقسيم عام 1947 وغيرها، لافتًا إلى أنَّ القرارات الأُحادية من الجانب الأمريكي بمصادرة القدس وإعلانها عاصمةً لكيان الاحتلال ودعم (إسرائيل) ومحاولة فرض "صفقة القرن" لن تمر، لأنَّ "مَن لا يملك لا يمكنه إعطاء حق لمن لا يستحق".
وجدَّد التأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي برفض هذه الصفقة، وقال: "الشعب الفلسطيني بدءًا من السيد الرئيس محمود عبّاس ووصولاً إلى أصغر شبل فلسطيني قال كلمته منذُ البداية: (لا) لهذه الصفقة ولأي صفقة تنتقص من حقوقنا المشروعة".
وأضاف: "نحنُ متّكلون على الله وعلى قيادتنا وشعبنا ووحدتنا، وما لا يرضى به الشعب الفلسطيني لن يرضى به أحد، فلا أحد يمكنه أن يفرض علينا شيئًا لا نريده".
وشدَّد السفير أشرف دبور على أهميّة الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحرجة، وأعرب عن تفاؤله بوحدة الموقف الذي تجسّد اليوم أمام هذا المنعطف الخطير، وأضاف: "لولا هذا الانقسام الذي أوهن وأضعف قوّتنا لما كان تجرَّأ ترامب أو غيره على طرح المبادرات التي يطرحونها، ولكنَّنا نتأمل خيرًا في توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة هذه الصفقة وكلّ المشاريع التصفوية لقضيّتنا، ولنواصل النضال معًا وسويًّا حتّى تحقيق أهداف شعبنا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".
وحول إمكانية العودة إلى مفاوضات سلام برعاية أمريكية، قال سعادة السفير: "حتّى قبل طرح هذه الخطة بهذه الطريقة، أعلن الرئيس محمود عبّاس بأنَّنا لن نقبل بأن تكون أمريكا وسيطًا لأيّة عملية سلام لانحيازها السافر للاحتلال الإسرائيلي، ولن نقبل إلّا برعاية دولية لأيّة عملية سلام مقبلة. ولكن في هذه الفترة وبحسب الظروف الراهنة لا بارقة أمل لأيّة مفاوضات أو سلام. وبالتالي على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليّاته وتبنّي موقف موحّد إلى جانب الحق في وجه ترامب الذي يحاول صنع نظام "ترامبي" جديد في المنطقة بعيدًا كليًّا عن الشرعية الدولية وقراراتها ضاربًا بها عرض الحائط".
وأشار إلى أنَّ "صفقة القرن جزءٌ من الحرب التي يتعرَّض لها شعبنا الفلسطيني منذُ ما قبل النكبة، لطرده من أرضه ومحو وجوده عن الخارطة السياسية، ظنًّا من المتآمرين أنَّ كبارنا سيموتون وصغارنا ينسون، ولكنّهم فوجئوا بأنَّ أجيالنا ما زالت وستبقى متمسّكة بقضيّتنا وحقوقنا مهما طال الزمن".
وشدَّد سعادة السفير على أنَّ القضية الفلسطينية ستبقى القضيّة المركزيّة، وأنَّ شعبنا الفلسطيني سيبقى محافظًا على ثوابته وحقوقه المشروعة ولن يستطيع أحد شطب حقنا لا بخارطة ولا بصفقة ولا بمشروع مهما كان.
ولفت إلى أنَّ فلسطين تعوّل على مواقف محيطنا العربي وأصدقائنا في العالم والمجتمع الدولي وعلى حقوقنا وقضيّتنا العادلة، ونوّه بتماهي الموقف العربي مع الموقف الفلسطيني لافتًا إلى أنَّ بيان وزراء الخارجية العرب جاء ليدعم الموقف الفلسطيني برفض هذه الصفقة المشؤومة.
كما ثمَّن السفير دبور موقف لبنان المتقدّم في رفض "صفقة القرن"، وأكَّد أنَّ شعبنا الفلسطيني في لبنان يرفض بشكل قاطع كلَّ مشاريع التوطين والتهجير، ويتمسّك بحقّه في العودة إلى أرضه، ولن يكون إلّا كما عهدناه دائمًا عامل أمن واستقرار في هذا البلد الذي يستضيفه، منوّهًا إلى أنَّ هذه الثقافة الفلسطينية أُنجِزَت بثمرة التعاون الفلسطيني اللبناني المشترك وأثبتت جدواها خلال الفترة الماضية وما ألمّ بلبنان من أحداث كان خلالها الفلسطيني عاملاً إيجابيًّا في الأمن والاستقرار وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية تنفيذًا لتعليمات سيادة الرئيس محمود عبّاس.
وفي هذا السياق، أوضح سعادة السفير أنَّ القانون الدولي ينص على أن يوفّر البلد الذي يوافق على استضافة اللاجئين حياةً لائقةً وكريمةً لهم، داعيًا الدولة اللبنانية لمنح أبناء شعبنا حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، وعلى رأسها حقّهم في العمل، عبر التطبيق الفعلي للمراسيم التي استثنت الفلسطيني من قانون المعاملة بالمثل خلافًا للأجانب نظرًا لخصوصية وضعه كلاجئ.
وختم سعادة السفير حديثه قائلاً: "مهما بلغت الضغوطات، والابتزازات، ومحاولات الإغراء، فإنَّ قيادتنا الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عبّاس وشعبنا الفلسطيني بفئاته كافّةً لن يتنازل عن أيٍّ من حقوقه، لأنَّ الأوطان لا تُباع، والحُرّيّة والكرامة لا تقدّران بثمن، وثوابتنا الوطنيّة مقدّسة، هذا هو موقفنا ولن نحيد عنه".
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها