دعا 34 أسقفا كاثوليكيا من عدّة كنائس في أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب إفريقيا، حكومات بلادهم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وضرورة تطبيق القانون الدولي في فلسطين وإسرائيل.
وجاءت الدعوة التي أطلقها الأساقفة من مجموعة "التنسيق مع الأرض المقدسة" عقب جولة لهم في المنطقة، وزيارتهم إلى رام الله والقدس، وأعربوا عن دعمهم للكنيسة المحلية في تعزيز الحوار والسلام، وأشادوا بالصمود الأسطوري للأشخاص الذين قابلوهم في غزة والقدس ورام الله رغم تدهور الأوضاع فيها.
وقال راعي الكنيسة اللاتينية المضيفة في رام الله جمال خضر، في اتصال هاتفي مع "وفا" إنّ اختيار الأساقفة لمدينة رام الله مقرا لإقامتهم كان اختيارا ممتازا، وأتاح لهم فرصة لقاء المجتمع المحلي.
وأضاف: "ان الأساقفة تأثروا بزيارتهم إلى جمعية وكنيسة "أخوات كومبوني التبشيرية" في أطراف القدس، وشاهدوا ما سببه جدار الضم والتوسع العنصري في تقسيم الدير إلى نصفين، إضافة إلى تقسيم التجمّع ومنع الكثيرين من الوصول إلى المدرسة ودار الحضانة الذي يعد جزءا من مهمتهم".
وأشار إلى أن الأساقفة سينقلون ما شاهدوه خلال زيارتهم لفلسطين، إلى مجالس الكنائس في بلادهم، والتي بدورها تنقلها إلى الجهات الحكومية.
وأوضح أن الزيارة هي اعتيادية منذ 20 عاما في مثل هذا الوقت، وبدأت باللقاء مع المسيحيين في قطاع غزة لمدة يومين، ثم زيارتهم لمنطقة الشياح شرق القدس، والاطلاع على أوضاع المواطنين في ظل وجود الجدار الضم والتوسع العنصري.
ولفت إلى أن الأساقفة طالبوا بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يستند على القانون الدولي، الذي يضمن بناء سلام عادل للفلسطينيين.
وأردف أن أساقفة الكاثوليك أعربوا عن أسفهم لفشل المجتمع الدولي في المساعدة لتحقيق العدالة والسلام، محذّرين من أن الناس يواجهون بشكل متزايد "تبخرا للأمل في حل دائم"، حيث تدمّر المستوطنات وجدار الضم والتوسع العنصري أي احتمال لوجود دولتين تعيشان في سلام.
كما التقى الأساقفة مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، وعضو اللجنة التنفيذية، نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو.
وقال سكرتير البطريركية اللاتينية في القدس الأب إبراهيم شوملي إن زيارة الأساقفة والبيان الختامي الذي صدر عنهم قد لقيا ترحيبا كبيرا من قبلنا، مضيفا: "نرحب بزيارة الأساقفة الكاثوليك ونشيد ببيانهم الذي يدعو حكوماتهم إلى اتباع موقف الكرسي الرسولي والاعتراف بفلسطين".
وعبر شوملي عن خشيته من أن العديد من الحكومات لن تأبه بهذه الدعوة، مشيرا إلى أن الزيارة إيجابية للغاية ونأمل أن يلقى صوت الكنيسة آذانا صاغية، لكنّنا لسنا متأكدين من أن هذا سيحدُث لأن العديد من الحكومات الغربية لا تستمع إلى صوت السلام والعدالة".
من جهته، قال كمال شمشوم من دير اللاتين في رام الله إنّ الأساقفة الكاثوليك الذين زار الكثير منهم المنطقة من قبل، أخذوا "فكرة جيدة عن الوضع وأصدروا بيانا قويا، نحن نرحب بهذه الزيارات، لكنّنا لا نريد تعاطفا فحسب، بل نريد أفعالا على الأرض".
وأضاف شمشوم، "يتعين على قادة الكنيسة ممارسة سلطتهم الأخلاقية تجاه قادتهم السياسيين، خاصة أن الأساقفة لهم مكانة وازنة في حال قرروا القيام بشيء ما على الأرض، نتمنى منهم أن يتدخلوا بقوة من أجل السلام والعدالة".
وتحدث البيان الختامي للأساقفة عن أهمية "تطبيق القانون الدولي"، والحاجة إلى "اتباع خطى الكرسي الرسولي في الاعتراف بدولة فلسطين، ومراعاة المخاوف الأمنية الإسرائيلية وحق الجميع في العيش بأمان، ورفض الدعم السياسي أو الاقتصادي للمستوطنات، والمعارضة الحازمة لأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان من الأطراف كافة".
وحذر الأساقفة المحليون من أنّ المجتمع المحلي يواجه مزيدا من "تلاشي الأمل في التوصل إلى حل دائم"، مضيفين: "لقد خبرنا هذا الواقع عن كثب، لا سيما بناء المستوطنات والجدار الفاصل التي تدمر أيّة فرصة لوجود دولتين تعيشان بسلام".
وفي نفس الرسالة، حذّر الأساقفة من أنّ "الظروف المعيشية أصبحت لا تطاق شيئا فشيئا، وهذا واضح بشكل مؤلم في الضفة الغربية، حيث يُحرم الجميع من حقوقهم الأساسية بما في ذلك حرية التنقل".
ودعا الأساقفة مسيحيي العالم إلى الصلاة من أجل هذه المهمة ودعمها، مشددين على ضرورة زيادة عدد الحجاج إلى الأراضي المقدسة، إضافة إلى حرصهم على لقاء التجمعات السكانية المحلية".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها