* لا يمكننا التحدث عن انطلاقة حركة فتح دون التحدث عن الشهيد الرمز ياسر عرفات فهو مفجِّر الثورة، وقائد المسيرة الوطنية، وصانع القرار المستقل، وهو الذي لم يرفع رايةً بيضاء.
* إنَ منظمة التحرير الفلسطينية هي البيت الوطني الجامع، وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
* إنَّ الوحدة الوطنية الفلسطينية هي ضمانة إنتصارنا، وهي سلاحنا في إسقاط المؤامرات.
* إن الانقسام الأسود الذي بدأ العام 2007 هو السرطان المدمِّر للمشروع الوطني الفلسطيني.
* إنَّ الرئيس محمود عباس قرّر إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، وفي قلب القدس لأنها استحقاق وطني مُلزم للجميع.
* قيادتنا انتزعت من الجمعية العمومية ومجلس الأمن مجموعةَ قرارات سياسية، ودبلوماسية، وحقوقية عزَّزت كفاحنا الوطني على كل الجبهات.
* نجحت قيادتنا في انتزاع قرار دولي بأغلبية ساحقة، يقضي باستمرار تقديم خدمات الأونروا للاجئين الفلسطينيين على مدى السنوات الثلاث القادمة.
* هناك ضرورة قصوى لتدويل قضية الأسرى والمعتقلين للوصول إلى مرحلة إطلاق سراحهم، وهذا حق مشروع لهم ونقدِّر عالياً الموقف القيادي الفلسطيني تجاه التمسك بحقوقهم ورواتبهم المشروعه كونهم مقاتلين من أجل الحرية وليسوا إرهابيين.
* إنَّ مخيماتنا الفلسطينية هي قلاع الصمود الوطني والاجتماعي، وتجسيد الوحدة الوطنية والسياسية.
* نثمِّن عالياً المواقف السياسية الناضجة التي اعتمدها الرئيس محمود عباس لفضح وكشف أبعاد صفقة القرن التي تستهدف حقوقنا الوطنية، والتصدي لها.
* ستظلُّ غزة جزءاً لا يتجزأ من الضفة الغربية، ومن الدولة الفلسطينية المستقلة الموعودة، وعاصمتها القدس ولن يكون قطاع غزة مقبرةً للدولة الفلسطينية كما يريد نتنياهو.
لا يمكننا التحدث عن حركة فتح دون التحدث عن ياسر عرفات المقاتل العسكري، والقائد السياسي, ورجل الاستقطاب الجماهيري.
وهو الرجل الذي جمع في شخصية قيادية واحدة إدارةَ المعارك العسكرية, وفي الوقت نفسه الإبداعَ في صياغة القرارات والمواقف السياسية، التي تشكل المخرج من أشد الأزمات اختناقاً إلى بر الأمان.
قالوا عنه أنه الرجل الأسطورة, يزداد حكمةً وحنكةً وصلابةً كلما أشتد من حوله طيس المعاركِ, وقصف الطائرات, وانهيار الأبنية كما حصل في اجتياح بيروت, لكنه كان دائماً يخرج من بين الركام رافعاً علامة النصر, وزارعاً الثقةَ والأمل في صفوف المقاتلين, والثوار, وهذا ما جعله فعلاً رمز الصمود والثبات في كل المعارك والحروب التي خاضها.
ياسر عرفات رغم ما تعرَّض له أثناء الحصار في المقاطعة في رام الله, ورغم القصف المدمر, وعمليات الهدم والتجريف, ومعه رفاق دربه المحاصَرون رفضوا الانصياع والاستسلام, وظلوا صامدين داخل المبنى المحاصر والمدمَّر إلى أن اضطر العدو للتراجع, ووقف الهجمات أمام صلابة وجبروت الشهيد الرمز أبو عمار.
لقد ارتكزت حركة فتح في انطلاقتها الوطنية ومسيرتها الثورية إلى مفاهيم وثوابت، شكّلت أساساً صلباً لكفاحنا الوطني, عبر هذه المسيرة الشائكة والمعقدة, والتي مضى عليها خمسةٌ وخمسون عاماً.
إنَّ المفاهيمَ التي اعتمدتها حركة فتح كركائز منذ انطلاقتها لهذه الثورة الرائدة, أثبتت التجارُب صحتها، وهي تتمحور حول إيمان حركة فتح بأن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية؛ أرضاً, وشعباً, وكفاحاً ضد الاحتلال الصهيوني, الذي يشكل خطراً على الأمة, وليس فقط على الشعب الفلسطيني. كما أن حركة فتح استطاعت عبر استقطاب مختلف الشرائح الوطنية الفلسطينية أن تكون العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية, وللثورة الفلسطينية, لأنها تؤمن بأن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه الحزبية, وطوائفه الدينية, وطبقاته الاجتماعية مُستهدفٌ من قبل الاحتلال الصهيوني, الذي يعتمد سياسةَ اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم, وتوطين العصابات الصهيونية التي تم تهجيرها من مختلف دول العالم, من أجل أن يستوطنوا أرضنا الفلسطينية العربية بقوة السلاح, وبارتكاب المجازر, وسرقة الأراضي بمساندة جيش الاحتلال, وهذا يأتي في إطار الحلم الصهيوني القديم المتجدد, وهو إقامة الدولة القومية اليهودية ذات الطابع العنصري بعد طرد وتشريد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بشكل جماعي, وبشكل تدريجي كما هو حاصل اليوم.
إنَّ حركة فتح ومنذ انطلاقتها تعرَّضت للكثير من الاتهام والتشكيك من قبل الجهات الحزبية والسياسية التي كانت قائمة آنذاك, وكان الهدف هو تشويه صورة حركة فتح التي بدأت تغزو المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج، بفكرها الوطني الفلسطيني, النابع من تاريخنا العربي, وقيمنا الاسلامية, وذلك بعيداً عن الايديولوجيات الحزبية التي كانت سائدة آنذاك منذ عشرينات القرن الماضي.
ونجحت حركة فتح بفكرها الوطني البعيد عن العقائد الحزبية المغلقة أن تستقطب الجموع من أبناء الشعب الفلسطيني المتعطِّش إلى ممارسة دوره الثوري والوطني ضد الاحتلال الصهيوني, بعيداً عن أية صراعات حزبية أخرى تقود إلى تشتيت الجهود, واستنزاف الطاقات الفلسطينية في غير مكانها الصحيح.
لقد تعمَّدت حركة فتح عبر مسيرتها أن تبرز وجهها الفلسطيني في الصراع القائم مع الاحتلال, لأنَّ الكيان الصهيوني يسعى باستمرار إلى شطب الوجود والكيان الفلسطيني, واستبداله بالصهيوني, ولذلك أكدت حركة فتح دائماً بأنها حركة التحرير الوطني الفلسطيني. وكانت دائماً تؤكد بأنَّ حركة فتح هي فلسطينية الوجه – أي النقيض الأساس للاحتلال الصهيوني – لكنها عربية العمق, وانسانية المحتوى, باعتبار أن الخطر الصهيوني لن يستهدف الوجود الفلسطيني فقط, وإنما الأمة العربية, وشعوبَ المنطقة لأنها بعنصريتها أشبه بالسرطان, وهذا ما ثبت على أرض الواقع, لأن الأمة العربية لم تتحمل مسؤولياتها كاملةً في مواجهة الاحتلال, وأيضاً تمَّ تركُ الثورة الفلسطينية تدفع الثمن وحيدةً تحت سطوة ضربات الامبريالية الاميريكية والصهيونية وعملائهم.
إنَّ حركة فتح بنظرتها الاستراتيجية وخبرتها السياسية اختارت الالتزام بمبدأ الحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني, حتى يبقى قراراً وطنياً داخلياً, نابعاً من المصالح والمبادئ الوطنية الفلسطينية, وغير خاضع للمساومة, أو البيع والشراء.
إنَّ تمسُّكَ حركة فتح بمبدأ القرار المستقل جعلها متميِّزةً عن غيرها, وحافظ على طهارتها, وجعلها فعلاً هي العمود الفقري للثورة الفلسطينية, ولم تتلوَّث علاقاتها مع أي نظام من أجل المال. لقد تعرَّضت حركة فتح لظروف قاهرة من المجاعة, والحصار, والتضييق, والاعتقالات, لكنها صبرت وتحمَّلت, وعانت الأمرَّين, ولم تُساوم على القرار, ولم تَهُن لأنَّ فتح هي أُمُّ الجماهير, وهي الحاضنة, وهي المؤتمنة على سيرة وانجازات ومبادئ الرمز ياسر عرفات, والشهيد أبو جهاد, وأبو إياد, والثلة المجيدة التي قادت هذه المسيرة وما زالت.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح والمجاهد من أجل النصر والتحرير ...
في هذه الذكرى المباركة, الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، فإننا نتوقف أمام أبرز المحطات والمواقف التي تبنتها حركة فتح, واعتمدتها, وقاتلت وما زالت من أجل تثبيتها رغم كافة الضغوطات القائمة والمتواصلة خارجياً وداخلياً:
أولاً : إن حركة فتح تؤكد دائماً على وحدة وصلابة منظمة التحرير الفلسطينية, وتفعيل أُطرها, وهيئاتها, وبرامجها كونها البيت الوطني الجامع لكل الأطراف والقوى والوجود الشعبي الفلسطيني, وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, وبالتالي هي قائدة نضالنا الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية.
ثانياً : إنَّ قيادة حركة فتح كانت وستبقى تراهن على الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة في إطار "م.ت.ف" فالوحدة الوطنية الراسخة تشكِّل القاعدة الصلبة والمتماسكة للكفاح الفلسطيني بكل مكوِّناته، خاصةً أننا نصارع عدواً صهيونياً موحَّداً على هدف أساسي وهو تدمير أحلامنا الوطنية والسياسية, واقتلاعنا من أرضنا من أجل استيطانها، وبناء دولتهم القومية اليهودية على حساب الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ثالثاً : إنَّ السرطان الخبيت الذي يهدد الجسم الفلسطيني, والقضية الفلسطينية برمتها هو الانقسام الأسود, الذي بدأ عام 2007 في قطاع غزة, وأدى إلى سيطرة فصيل واحد على القطاع وهو يتحكم بمصيره عسكرياً, وأمنياً, وسياسياً, وميدانياً بعيداً عن الشراكة الوطنية الحقيقية, وهذا ما أدى إلى تدهور العلاقات الداخلية, وبروز الأزمات المتعددة داخل القطاع, وهذا ما أدى إلى تسهيل إنجاز الحلم الصهيوني والاميركي بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية, وأن يُصبح قطاع غزة بعد فصله كياناً لا علاقة له بالدولة الفلسطينية وينسجم مع رؤية ترامب ونتنياهو, وهذا ما أشارت إليه تصريحات كبار القادة الصهاينة, بأنَّ قطاع غزة سيكون مقبرةَ الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها الرئيس أبو مازن.
رابعاً : إنَّ حركة فتح تتعاطى مع الاستحقاقات الوطنية من منطلق المصلحة الوطنية العامة والتي تصبُّ في خدمة أهدافنا وتطلعاتنا كشعب يكافح من أجل نيل حريته واستقلاله كباقي شعوب الارض.
ومن هذا المنطلق يؤكد الرئيس أبو مازن على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة في القدس عاصمة دولة فلسطين، وفي داخلها وليس خارجها.
خامساً: تؤكد حركة فتح أهمية الجهود الدبلوماسية والسياسية التي بذلتها القيادة الفلسطينية برئاسة وتوجيه من الرئيس محمود عباس، وهي التي أدت إلى انتزاع مجموعة كبيرة من القرارات بالغة الأهمية، التي تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، والصراع ضد الاحتلال الصهيوني، وخاصة القرار 2334 الصادر عن مجلس الامن العام 2014 والذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان والمستوطنات التي أُقيمت أو تقام مستقبلاً في أراضي الضفة الغربية، وخاصة في القدس، لأنها أراض محتلة.
إضافة إلى القرار الذي صدر العام 2012 والصادر عن الامم المتحدة، والذي اعترف بدولة فلسطين عضو مراقب في الجمعية العمومية، وهذا ما سَّهل قانونياً إنضمام دولة فلسطين إلى مجموعة كبيرة من المؤسسات والهيئات الدولية، والجمعيات والمعاهدات القانونية والسياسية الحقوقية، وأهمها الانضمام إلى محكمة الجنائيات الدولية منذ أربع سنوات، هذه المحكمة التي أعلنت مدعيتُها العامة قبل أسبوع فاتو بنسودا البدء باتخاذ الاجراءات المطلوبة على الاراضي الفلسطينية لمحاكمة المجرمين، الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات، وملاحقة المجرمين أينما كانوا، وهذا ما أرعب القيادات الصهيونية في كل مكان.
سادساً: تحيي حركة فتح كافة الجهات الدولية، والعربية، والفلسطينية التي بذلت الجهود المضنية لإفشال كافة المحاولات المشبوهة، واليائسة التي بذلتها الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، لوقف خدمات الأونروا التي تُقدم للاجئين الفلسطينيين منذ بداية النكبة العام 1948، والتي من المفترض أن تتواصل لغاية تنفيذ القرار 194، الذي يؤكد حَّق العودة وتقرير المصير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودفع التعويضات للاجئين الذين هُجِّروا من أرضهم الفلسطينية هم وأبناؤهم، وأحفادهم إثر الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحقهم وكان القرار هو التجديد ثلاث سنوات قادمة للأونروا لتقديم الخدمات.
سابعاً: في هذه الذكرى المجيدة تؤكد حركة فتح وقيادتها في لبنان ضرورة إيلاء الاهتمام المطلق لقضية الإفراج عن الأسرى المعتقلين، والعمل على تدويل قضيتهم عبر كافة المحافل الدولية، والمؤسسات والجمعيات الانسانية والقانوينة، وتفعيل الحراك السياسي والشعبي للضغط على سلطات الاحتلال العنصرية، من أجل تخفيف الاجراءات القمعية والإجرامية التي تُرتكب بحق أسرانا وأسيراتنا خاصة المرضى منهم وذوي الاحكام العالية، على طريق فك قيودهم، وإطلاق سراحهم، فهم مقاتلون من أجل حرية واستقلال وطنهم، وهذا حقٌ مشروع اقرته الشرعية الدولية.
ثامناً: تؤكد قيادة حركة فتح في لبنان ضرورة الاهتمام والرعاية القصوى للمخيمات الفلسطينية، سواء داخل الوطن أو خارجه، فالمخيم هو قلعة الصمود الوطني للشعب الفلسطيني أمام قسوة اللجوء، والتشرد، ومحاولات تفتيت الوحدة الداخلية للمجتمع الفلسطيني، هذا المجتمع المعني بحمل لواء الكفاح من أجل الصمود بوجه كل محاولات الاحباط، ومقاومة الفتن، وشق الصف، ونشر التوعية السياسية الوطنية، والثقافة الاجتماعية والاخلاقية، وتعميق الانتماء للقضية الفلسطينية، وهذا يستدعي الرعاية القيادية في معالجة الأوضاع الامنية، والمعاناة الاقتصادية، والأحوال الاجتماعية. فالمخيم هو العنوان الوطني.
تاسعاً: تؤكد حركة فتح إيمانها المطلق بأولوية رص الصف الوطني الفلسطيني، وتوحيد مختلف القوى خاصة فصائل "م.ت.ف" حول البرنامج السياسي الذي تمَّ إقراره في المؤتمرات المركزية خاصة المجلس الوطني، والمجلس المركزي، وما قررته اللجنة التنفيذية من مواقف ترتكز على الثوابت الفلسطينية الأصولية، وتبقى "م.ت.ف" هي البيت الفلسطيني الشرعي الجامع لكل الطيف الفلسطيني، طالما أن عدوَّنا واحد، وطالما أن أهدافنا النضالية واحدة، وتنطلق من ثوابتنا الفلسطينية الراسخة.
عاشراً: تسجِّل قيادة حركة فتح في لبنان تقديرها وتثمينها للمواقف التي اتخذتها القيادة الفلسطينية وفي المقدمة قائد مسيرتنا، والمؤتمن على ثوابتنا، ثوابت الرمز ياسر عرفات بخصوص صفقة القرن الصهيونية الاميركية، وما تحمل من مخاطر تهدد كافة أركان القضية الفلسطينية، وتهدد وبشكل متواصل الثوابت الوطنية التي يناضل الشعب الفلسطيني من أجل تحقيقها، وفي مقدمتها إزالة الاحتلال الصهيوني من أراضينا المباركة، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والقدس هي العاصمة الأبدية، وهذا يعني إزالة الاستيطان بكامله، لأنه يشكل عدواناً صارخاً على أرضنا المباركة، وهذا ما تقره قرارات الشرعية الدولية.
كما نقدِّر عالياً المواقف الوطنية والأصيلة التي اعتمدها سيادة الرئيس محمود عباس بمواجهة ترامب وفريقه الصهيوني والاميركي، رافضاً بالمطلق هذه الصفقة المشبوهة، ومحذِّراً ومنذراً ترامب ونتنياهو من مخاطر السياسة العنصرية والمتطرفة، التي تستهدف احتلال واستيطان الأراضي الفلسطينية بكاملها، وتهويد الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، خاصة في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأيضاً في خليل الرحمن، حيث يتكثَّف الاستيطان، وتدمير الاحياء العربية، ومحاولة تهويد المسجد واستباحته من قبل المستوطنين المدعومين من جنود الاحتلال.
حادي عشر: نسجِّل كقيادة لحركة فتح في لبنان إكبارنا واعتزازنا بالمواقف المبدئية والتاريخية، والوطنية التي عبَّر عنها سيادة الرئيس أبو مازن بخصوص حقوق أهالي الشهداء، والأسرى، والجرحى، معتبراً إياها حقوقاً مقدَّسة لأنَّ هؤلاء هم الأعظم والأكبر منا جميعاً، وأعلن حرباً على كافة الاجراءات العنصرية الصهيونية الرامية إلى إيجاد التصدُّع والفتنة في المجتمع الفلسطيني.
والرئيس بحكمته اختصر الموقف الفلسطيني والقيادي الأصيل بكلمات قليلة: والله، لو أنه لم يبق معنا إلاَّ شيكلاً واحداً فإننا سندفعه إلى أُسر شهدائنا، وأسرانا، وجرحانا لأنهم هم الأعظم منَّا جميعاً. وبكلامه التاريخي هذا وجَّه صفعة إلى ترامب وأركانه وحلفائه؛ وأفهمهم بأنكم تستطيعون سرقةَ أموالنا، وقتلَ أبنائنا وبناتنا، وتدميرَ بيوتنا، واستيطانَ أرضنا، وتهويدَ مقدساتنا مستقوين بمجازركم، ومذابحكم، وارهابكم، ونازيتكم، ودوسكم على كافة قرارات الشرعية الدولية، إلاَّ أنكم لن تستطيعوا اقتلاع ايماننا بحقوقنا ومقدساتنا، وثوابتنا الوطنية، ولن تنجحوا في إبقاء الانقسام قائماً في مجتمعنا الثوري، وفي ثورتنا المباركة، ولن نسمح لكم بزرع الفتنة وسمومها بيننا وبين أُسر الشهداء والاسرى والجرحى، ولا بين الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية في الساحة الفلسطينية، لأنَّ فلسطين تجمعنا، والقدسُ تنتظر أهلها، وسيظل قطاعُ غزة ملتحماً بشقيقته الضفة الغربية التي تحتضن القدس ومقدساتها، وخليلَ الرحمن وقبور أنبيائه مهما طال الزمن، فالارض أرضنا، ونحن حماتٌها وسنبقى متمسكين بترابنا لنحمي قبور أنبيائنا، وآبائنا، وأجدادنا، وشهدائنا.
ثاني عشر: نقولها وبكل مرارة أنَّ خنجر الانقسام المسموم الذي زُرع العام 14/6/2007 في قلب فلسطين الوطن، والشعب، والارض، والمقدسات، وعلى مدى ثلاثة عشر عاماً، وحركة فتح بكاملها تعضُّ على الألم المتفجِّر، وتحاول إطفاء حريق الفتنة بدماء أبنائها، أبناء القطاع الوطني الفلسطيني، إرتضينا أن تجرّع الكأسَ المُر كأسَ الانقلاب والانقسام، ولم نصرخ، ولكنْ طفحَ الكيلُ، وأصبح قطاع غزة المعروف بعروبته ووطنية، وتاريخة النضالي يخضعُ اليوم رغماً عنه لحسابات بعيدة كل البعد عن الحسابات الوطنية، ولكنَّ شعبنا سيبقى دائماً بالمرصاد وهو أقوى من المؤامرة.
لقد علَّمتنا قيادتنا التاريخية وما زالت بأنَّ فلسطين اكبرُ من المؤامرة، وأنَّ شعبنا هو شعب الجبارين، وأنَّ هذا الشعب الأصيل الذي يتسلح بقواقل الشهداء، وصمود الأسرى في المعتقلات، وقيادته لأعظم ثورة معاصرة، لن يستسلم، ولن يرضى بوصمة عار تشوِّهُ تاريخه الناصع والمشرق.
في الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الثورة، إنطلاقة حركة فتح الرائدة نؤكد التمسُّك بالعهد والقسم، وأننا سنكمل مسيرة الثورة، مسيرة التحرير، حتى نحرر أرضنا، ونقيم دولتنا، ونستعيد القدسَ عاصمتنا، وتتحقق العودةُ لشعبنا إلى أرضه التاريخية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. والعزةُ والحرية والأملُ المشرقُ لأسرانا الابطال. والشفاءُ والعافيةُ لجرحانا المكافحين.
وإنها لثورة حتى النصر.
قيادة حركة فتح في لبنان
إعلام الساحة اللبنانية
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها