جددت إيطاليا، اليوم الخميس، تأكيدها عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، ودعمها لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لضمان سلام دائم.

جاء ذلك في بيان أصدرته الخارجية الإيطالية، عقب لقاء وزير خارجية فلسطين رياض المالكي اليوم الخميس، ووزير خارجيتها لويجي دي مايو، في مقر وزارة الخارجية الإيطالية فارنسينا في العاصمة روما، حيث بحثا خلاله الوضع الراهن في فلسطين وعملية السلام والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقالت الخارجية الإيطالية، إنه تم التأكيد مجددًا على الموقف الإيطالي والأمم المتحدة المشترك حول عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية وتأكيد الدعم الإيطالي لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لضمان سلام دائم.

كما أكد وزير الخارجية الإيطالي، حسب بيان لوزارة خارجية فلسطين تلقت وفا نسخة عنه، أن إيطاليا لا تعترف بأي تغيير على الأرض فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، وأن إيطاليا ما زالت ثابتة على موقفها من عدم شرعية وعدم قانونية المستوطنات، وأن تصريح وزير الخارجية الأمريكي لا يصب في مصلحة عملية السلام.

كما أعرب عن قلق إيطاليا إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة وأن إيطاليا ستستمر في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات.

وقال الوزير الإيطالي: سنواصل جهدنا من أجل احياء عملية السلام وخصوصا في داخل الاتحاد الأوروبي، كما نريد أن تكون الولايات المتحدة معنا على طاولة السلام، وهذا بحاجة الى بذل جهد من الجميع لخلق مناخ جديد لإعادة إطلاق عملية السلام.

بدوره شكر الوزير رياض المالكي إيطاليا على دعمها للقضية الفلسطينية وللمساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني، وأعرب عن سروره للاستعدادات التي تجري من أجل انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة على أرض فلسطين، والتي من المتوقع عقدها في الربع الأول من العام القادم حيث ستكون برئاسة وزيري خارجية البلدين.

وقال المالكي: إننا معنيون بتوسيع عمل اللجنة الوزارية لتشمل قطاعات أخرى، وأعرب عن سرور الحكومة الفلسطينية بانعقاد منتدى رجال الاعمال الإيطالي – الفلسطيني الذي عقد في مدينة رام الله قبل عدة أيام، وأكد أن هذا المنتدى سيلعب دورا هاما في تعزيز العلاقات الاقتصادية وأيضا السياسية بين البلدين.

كما وضع معالي الوزير المالكي نظيره الإيطالي في صورة تطورات الوضع السياسي، وطالب إيطاليا بأن تلعب دور فاعلا في انقاذ عملية السلام سواء كان من خلال موقعها داخل الاتحاد الأوروبي وأيضا في الأمم المتحدة.

وقال: إن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة صعبة للغاية وتواجه تحديات خصوصا في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل سواء كان في نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وأيضا القرار الأخير الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكي بأن الاستيطان لا يخالف القانون الدولي. في مخالفة واضحة للقانون الدولي وللمجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة خصوصا قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي أكد عدم شرعية المستوطنات. بالإضافة الى انه يعتبر ضوء أخضر لاستمرار إسرائيل في نشاطها الاستيطاني وضم المزيد من الأراضي، وهذا ما صرح به نتنياهو مؤخرا بنيته العزم على ضم غور الأردن الى إسرائيل الذي يشكل 60% من مساحة الضفة الغربية.

كما استغرب الوزير المالكي موقف بعض الدول الأوروبية التي عطلت وما زالت تعطل إصدار موقف موحد للاتحاد الأوروبي حول القضية الفلسطينية وخصوصا فيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشرعنة الاستيطان، والتي تعتبر مخالفة للمبادئ التي قام عليها الاتحاد الأوروبي، وتساءل لماذا يتم طرح اصدار مواقف منفردة عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وقد سبق ان تم تبني مواقف موحدة بخصوص ملفات أخرى.

كما وضع الوزير المالكي دي مايو في صورة الجهود التي تبذلها القيادة من أجل عقد انتخابات والاستعداد الفلسطينية لهذه العملية التي يتبناها الرئيس محمود عباس شخصيا وهو مصر على عقدها، حيث أوفد الى قطاع غزة رئيس لجنة الانتخابات المركزية الذي بدوره قام بعقد لقاءات مع الفصائل والأحزاب الفلسطينية المختلفة، مؤكدا أنه سيتم احترام نتائج الانتخابات والتي تعتبر أيضا حلا جذريا لإنهاء الانقسام. كما دعا الوزير المالكي إيطاليا لتكون الى جانب الدول الأخرى للمشاركة في الاشراف على عملية الانتخابات.

وفي نهاية اللقاء اتفق الجانبين على استمرار التواصل والتنسيق المشترك، حيث من المتوقع ان يكون هناك لقاء آخر موسع على هامش انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة في مدينة رام الله  في بداية العام المقبل.

هذا وشارك في اللقاء من الجانب الإيطالي وكيلة وزارة الخارجية وعدد من مساعدي وزير الخارجية الإيطالي، والقنصل العام الإيطالي في القدس، والمدير السياسي ومسؤولة ملف فلسطين. ومن الجانب الفلسطيني سفير دولة فلسطين لدى إيطاليا عبير عودة والسفير أمل جادو وكيل وزارة الخارجية والمستشار عمر الفقيه.