بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً). صدق الله العظيم.
الشهيد القائد أحمد عبد الرحمن إنتقل إلى رحمة الله تعالى، بعد أن أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، وملأ سنيَّ حياته عطاءً، وثقافةً، وسيرةً نضاليةً، وكفاحاً متواصلاً، ومترجماً صادقاً لكلِّ تطلعات قيادته التاريخية، وفي المقدمة الرمز ياسر عرفات. خاض مختلف المعارك السياسية، والثقافية، والاعلامية باحثاً، ومنِّقبا عن خبايا القضية الفلسطينية، حتى يضع بين يدي قيادته المواقفَ، والتحليلات الموضوعية، والتوقعات العلمية الناضجة. يصل الليل بالنهار، ويتابع إصدار جريدة فلسطين الثورة الناطقة باسم الاعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية. كما أنه تحمَّل مسؤولياته كاملةً بكل أمانة، عندما عيَّنه الرئيس الرمز ياسر عرفات ناطقاً رسمياً باسم منظمة التحرير الفلسطينية.
الشهيد أحمد عبد الرحمن ظلَّ مرافقاً وملاصقاً للرمز ياسر عرفات حتى رحيله في العام 2004.
الشهيد القائد أحمد عبد الرحمن اكتسب خبرته السياسية، والاعلامية، والفكرية من خلال دراساته الجامعية المتواصلة، وهي التي أهَّلته للنجاح في أدائه القيادي في كل المواقع.
أنه ابن قرية بيت سوريك في القدس، وهو الذي تخرَّج في المدرسة الرشيدية في القدس، التي تخرَّج فيها كبار رجال العلم والسياسة ورجال الدين. كما أتم دراسته الجامعية في كلية الحقوق في جامعة دمشق، وتخرج فيها العام 1969. أما دراسته السياسية فقد أنجزها في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرج العام 1982. حاملاً شهادة مجستير في العلوم السياسية.
ثقافته السياسية والفكرية والإعلامية، ووعيهُ الحركي أهَّله لِشَغْلِ الكثير من مواقع العمل سواء في إذاعة صوت فلسطين في القاهرة العام 1969، أو رئاسته للأمانة العامة للكتاب والصحفيين الفلسطينيين من العام 1984 لغاية 2004.
شغل مناصب في السلطة أبرزها، وزير دولة، والأمين العام لمجلس الوزراء، والناطق الرسمي باسم السلطة الوطنية من العام 1996- 2003، كما اختاره الرئيس أبو عمار مستشاراً سياسياً أثناء فترة حصاره في المقاطعة في رام الله.
كان ملازماً للرئيس الرمز ياسر عرفات في كل محطات جلِّه وترحاله بما في ذلك مدينة طرابلس في شمال لبنان العام 1983- 1984، لمتابعة العمل الاذاعي والاعلامي والسياسي وبصحبته أيضا القائد يحيى رباح، وكان تواجدهم في مخيم البداوي، وفي حي الزاهرية في طرابلس قريباً من الشهيد الرمز ياسر عرفات.
إن رحيل الشهيد القائد أحمد عبد الرحمن المقدسي والفتحاوي يشكل خسارةً لشعبه ولحركته الرائدة التي هي بأمس الحاجة إلى خبرته الطويلة والغنية.
ونحن نودعه شهيداً نتقدم بالتعازي الحارة إلى سيادة الرئيس أبو مازن ورفاق الدرب. كما نعزي باسم الساحة اللبنانية بكل قياداتها وكودراها، وعناصرها، وباسم جماهير شعبنا زوجةَ الشهيد المصون، وكافة أبنائه وأهله، وذويه، ونسأل الله عزَّ وجل أن يُسكنه فسيحَ جناته، وان يحشره مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقاً.
له الرحمةُ وجنانُ الخلد، ولأهله من بعده طول البقاء.
(إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون).
قيادة حركة "فتح" في لبنان
إعلام الساحة
2019/12/3
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها