قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي إن "فلسطين هي مهد الحضارة والأديان، وإن عاصمتها القدس التي حُفر على أسوارها جزء من ماضي شعبنا الفلسطيني، وتراثه وتاريخه، هذا التراث الذي تعمل اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على تدميره، والاستيلاء عليه، وتزوير التاريخ الشاهد على تجذر شعبنا في أرضه منذ أكثر من عشرة آلاف سنة، بما يُسقط رواية الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي".

وأوضح في كلمته خلال الدورة الــ40 للمؤتمر العام لمنظمة التربية والعلم والثقافة "يونسكو"، اليوم الجمعة، لأن "اليونسكو، ومن يؤمنونَ بمبادئها يتحدثون لغةً واحدةً، لا يفهمها الطغاة، وامراء الحرب والاستعمار، نتحدث واياكم لغة العلم، والثقافة، والسلام. لغة الفن، والمبادئ والحقوق. ونعبر عن دعم اليونسكو، وأهدافها، ونعتبرها جزءاً من أهدافنا الوطنية، على طريق التحرر من نير الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، لينعم أطفالنا بالحرية، والسلام والأمن".

وأضاف أن "محاولات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، الممنهجة لتغيير التركيبة الديموغرافية لأرض دولة فلسطين، بما فيها القدس الشرقية، هي محاولات باطلة، غير قانونية ومرفوضة ولن تغير من الوضع القانوني للأرض الفلسطينية، ولن تضفي على احتلالها أي صفة قانونية. خاصة وقد أصبحت نيتها مكشوفة، وهي الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بالقوة وضمها وتهجير أبناء شعبنا قسرا ونقل المستوطنين الإسرائيليين إليها، فيما يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي وجرائم حرب بموجب ميثاق روما، وهي محاولة صريحة لنهب وتدمير التراث الفلسطيني، وانتهاك للمبادئ التي قامت عليها اليونسكو".

وتابع أن الاحتلال "يستمر في الحفريات غير القانونية في مدينة القدس القديمة، تحتها وفوقها، لطمس المعالم الأثرية والتراثية ذات الهوية الفلسطينية الكنعانية، وتعمل على مخطط استعماري لبناء القطار الهوائي فيها لوصل مستعمراتها، ما يشكل انتهاكا جسيماً لاتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع مسلح وبروتوكولاتها وغيرها من مواثيق القانون الإنساني الدولي ومبادئ اليونسكو".

ودعا الدول الأعضاء لتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على المواقع التراثية ذات القيمة الإنسانية العالمية، ومساهمتها في إنفاذ الاتفاقيات المؤسسة لعمل “اليونسكو” لحماية التراث الفكري والحضاري لفلسطين، وضرورة إرسال بعثة الرصد التفاعلي لليونسكو إلى مدينة القدس القديمة وأسوارها على وجه السرعة.

ودعا المديرة العامة لليونسكو لاتخاذ التدابير اللازمة لإيفاد هذه البعثة وممثلين عنها لرصد انتهاكات الاحتلال، بحق ممتلكاتنا الثقافية والتراثية ومؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية.

وطالب بدعم دولة فلسطين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وعدم ترك الشعب الفلسطيني خلف الركب.