أحيت وزارة الثقافة، مرور مائة عام على ميلاد القائد الوطني الكبير حيدر عبد الشافي، بندوة خاصة نظمتها، مساء اليوم الأحد، في متحف الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله.
وتحدث في الندوة، التي تطرقت إلى شخصية عبد الشافي وأبرز محطات حياته السياسية والاجتماعية، رفيقا دربه: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت غسان الخطيب.
وقال عريقات، إن هذه الندوة تأتي لإعطاء كل ذي حق حقه، و"لا يمكننا أن نمر مرور الكرام عن مئوية ميلاد حيدر عبد الشافي دون إحيائها، لما له من أثر كبير في تاريخ فلسطين".
وتابع أن عبد الشافي الذي ولد بعد وعد بلفور بسنتين، وتوفي في بدايات الانقسام بقطاع غزة، له بصمات كبيرة في القضية الفلسطينية من خلال السياسة، والثقافة، مشيرا إلى أن عبد الشافي تخرج عام 1943 من الجامعة الأميركية في بيروت طبيبا، ليخدم بعدها في الجيش العربي بمهنته، ويعمل على تأسيس الجمعية العربية الطبية عام 1945 برفقة زملائه، ويتخذ من القدس مقرا لها، وأكد أن هذا يدلل أن له مكانة تاريخية آنذاك سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
وأضاف: "لا يمكن أن نستمر بإلقاء الأوصاف التقليدية على الشخصيات الوطنية دون أن نعرف بأن حيدر عبد الشافي انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية تحت قيادة الشقيري، وعمل على تأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني عام 1968، وهو أول من أُبعد لسيناء في مصر وإلى العاصمة اللبنانية بيروت، والاحتلال شعر بخطورته لما يحمله من فكر وحدوي في خدمة شعبه وليس شعبيته".
وأردف عريقات: "كان حيدر عبد الشافي يميز بين خدمة شعبه وشعبيته، ومن بدايته كان يعمل بصمت لأنه يعمل لشعبه ولإعادة فلسطين للخارطة، وكان يخبرنا دائما أنه لا يوجد شيء في الأمور الوطنية اسمه فهلوية، أو التسلق وشعارات لتمشية الأمور".
من جهته، قال الخطيب، إن لحيدر عبد الشافي عدة صفات رئيسية جعلت منه قائدا وطنيا بامتياز، مؤكدا أنه لا بد أن نتذكره بعد مائة عام من مولده، وأن نأخذ العبر من السمات الشخصية له، والاستفادة منها في خدمة القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن عبد الشافي من الشخصيات التي حازت على إجماع وطني من الشعب، وأنه امتاز بمصداقية عالية في تعاملاته، وذلك جعله رئيسا للوفد المفاوض في مدريد عام 1991، مضيفا أنه كان شخصا مترفعا وزاهدا لا يقبل المكاسب الشخصية، وهو ما جعله غير قابل للضغط والإغراء.
ولفت إلى أن عبد الشافي كان يتميز ببعد النظر السياسي، وكان لديه دائما موضوعا واحدا ووحيدا ألا وهو الاستيطان، مشيرا إلى أنه جمع بين الأجندتين الوطنية والاجتماعية وكان منحازا إلى الفئات الفقيرة والمهمشة، وتمثل ذلك بكونه طبيبا للفقراء وكان يركز على تقديم الخدمات إلى الفئات الفقيرة.
من ناحيته، أكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف، خلال إدارته للندوة، أهمية إحياء مئوية ميلاد حيدر عبد الشافي، لإنارة الدرب الثقافي والعلمي الفلسطيني، واستخلاص العبر من الذين خدموا القضية الفلسطينية، مضيفا أن عبد الشافي شخصية مجتمعية بامتياز، وله باع طويل في خدمة الناس بمختلف المجالات.
وحضر الندوة: وزيرا الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، والأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، وشخصيات وطنية، وسياسية، وثقافية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها