رفض قادة الأحزاب المشكلة للكتلة اليمينية، التي تمثّل 55 عضو كنيست، وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد أعلن عن تشكيلها في أعقاب النتائج التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، التوقيع على الالتزام بمواصلة الشراكة مع نتنياهو بعد انقضاء الفترة القانونية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية.

 

وينص القانون الإسرائيلي، على أنه في حال استنفد عضو الكنيست المفوض بتشكيل الحكومة، المدة القانونية المتاحة له، مع إمكانية التمديد لمدة أسبوعين، يتم منح المرشح الثاني، مهلة 28 يومًا لتشكيل الحكومة، وإذا فشل في مهمته، سوف تمنح الكنيست مهلة ثلاثة أسابيع (21 يومًا) لتسمية مرشح ثالث لتشكيل الحكومة.

 

ورغم أن هذا السيناريو غير مسبوق في النظام السياسي الإسرائيلي، غير أنّ القانون ينص على إعادة التفويض للكنيست، ومنحها فترة 21 يومًا يتاح خلالها لأي عضو فرصة الحصول على توصية 61 من أعضاء الكنيست لدعمه من أجل الحصول على التفويض.

 

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنّ عضو طاقم المفاوضات عن الليكود والكتلة اليمينية، زئيف إلكين، اقترح على ممثلي كتلة اليمين المشكلة من حزبه (الليكود)، بالإضافة لـ"إلى اليمين"، برئاسة أييليت شاكيد، و"شاس" برئاسة أرييه درعي، و"يهدوت هتوراه"، برئاسة يعكوف ليتسمان، أن يوقعوا على التزامهم بالشراكة حتى انتهاء الفترة الزمنية التي قد تمنح للكنيست في حال فشل نتنياهو وغانتس في تشكيل الحكومة.

 

وأضافت المصادر الصحافية أن قادة الأحزاب المشكلة للكتلة رفضوا التوقيع، بداعي عدم إحباط أي محاولة لتشكيل حكومة وحدة بقيادة نتنياهو، وذلك في ظل تجميد المفاوضات بين الليكود و"كاحول لافان". 

 

في حين، تم الاتفاق على أنه في حال أعاد نتنياهو التكليف بتشكيل الحكومة، فإنهم سيرفضون عقد لقاءات مع ممثلي "كاحول لافان"، والتوجه إلى طاقم المفاوضات، الذي يضم الوزيرين زئيف إلكين وياريف ليفين.

 

وفي هذا السياق، أعلنت كتلة "يهدوت هتوراه" أنه "لا يوجد تغيير ولا نقوم بأي مفاوضات مع أي طرف". (يهدوت هتوراه) جزء من الكتلة الموحدة لليمين برئاسة رئيس الحكومة نتنياهو).

 

يأتي ذلك فيما يواصل نتنياهو محاولاته لتشكيل حكومته الخامسة في ظل فشل المفاوضات مع قائمة "كاحول لافان" لتشكيل حكومة وحدة، حيث تحدث اليوم مع رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، واتفقا على الاجتماع صباح الغد، لبحث فرص تشكيل الحكومة.

 

كما حثّ نتنياهو خلال اجتماعه مع حلفائه في "كتلة اليمين"، قادة الكتلة، على التوجه إلى ليبرمان، الذي لا يزال يرفض حتى اللحظة دعم أي حكومة لا تتألف من "الليكود" و"كاحول لافان"، ويصر على حكومة وحدة ليبرالية واسعة تضم حزبه والليكود و"كاحول لافان".

 

في المقابل، أعلن الليكود أن "رفض توقيع الكتلة على الالتزام بمواصلة الشراكة، يأتي في سياق عدم رغبتهم في تقويض جهود الوحدة في هذه المرحلة قبل وصول المفاوضات إلى طريق مسدود".

 

كما شدد الليكود على أنَّ "مكونات الكتلة أوضحوا جميعا أنهم يعتزمون البقاء متحدين ضمن الكتلة التي تضم 55 عضوًا من أعضاء الكنيست، حول التوصية على نتنياهو لتشكيل الحكومة في جميع مراحلها القانونية، بما في ذلك مدة الـ21 يومًا".

 

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، عن مصدر شارك في اجتماع كتلة اليمين، صباح الأربعاء، أن "دواعي رفض التوقيع على الالتزام بالشراكة مع نتنياهو في هذه المرحلة كانت تكتيكية".

 

وأضاف: "لا يعقل أن الجولة الأولى لنتنياهو (لتشكيل الحكومة) لم تنته بعد، ونحن نستعد بالفعل للجولة الثالثة. لقد أوضح جميع رافضي التوقيع على الالتزام أنهم سيوقعون عندما يحين الوقت".

 

كما أكد مصدر آخر لـ"هآرتس" أن "قادة الأحزاب لم يرغبوا في توقيع على الالتزام بالشراكة مع نتنياهو لأنهم اعتبروا أن ذلك ليس ضروريًا".