ممثلا عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، شارك نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الاعلام نبيل أبو ردينة، يوم الاثنين، في مراسم تكريم ووداع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك والتي أقيمت في كنيسة سان سولبيس في العاصمة الفرنسية باريس.
وشارك في مراسم التكريم سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، والمستشار أول في السفارة ناصر جاد الله، بحضور حشد كبير من رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلين عن المنظمات الدولية وسفراء الدول المعتمدين لدى فرنسا
وتوفي شيراك الخميس الماضي عن عمر ناهز 86 عاما، وحظي بتكريم شعبي لافت شارك فيه الآلاف، بما يعكس المكانة التي يحظى بها شيراك في قلوب الفرنسيين.
وقد عرف بمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط، إضافة إلى دعمه الواضح لحقوق الفلسطينيين، وحظي بعلاقات شخصية مع العديد من القادة العرب، وتميز بتصريحات جدلية ومواقف شجاعة، فأطلق عليه في الصحف العربية والأجنبية "شيراك العرب".
وقف شيراك الى جانب القضية الفلسطينية على نحو مغاير مقارنة بأقرانه الداعمين لموقف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعترض في كثير من المرات على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وأبدى تخوفه من سياسة نتنياهو، وطالب بضرورة التوصل إلى سلام فلسطيني- إسرائيلي، ورغم تحفظه على القضية الفلسطينية في فترة ما من مسيرته، فإن موقفه شهد تحولا جذريا، حيث بات من أكبر الداعمين لتأسيس دولة فلسطينية.
وأعلن دعمه حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، حتى إنه رفع هذه الدعوة في "إسرائيل" نفسها حين زارها في عام 1996، متحدياً احتلالها الأراضي الفلسطينية، ومواجهاً الجنود الإسرائيليين بشكل مباشر حين ضيقوا عليه حركته أثناء زيارته القدس الشرقية، فهدد بقطع زيارته إذا لم يوقفوا تضييقهم.
كما كان أول من تعامل مع الزعيم الشهيد ياسر عرفات رئيساً لدولة، فاستقبله في قصر الإليزيه بهذه الصفة، وحين مرض عرفات سخّر شيراك قدرات بلاده الصحية لإنقاذ حياته، بعدما نقل من رام الله إلى أحد مستشفيات باريس بطائرة خاصة.
وحين أعلن استشهاد عرفات عام 2004 نعاه ووصفه بـ "رجل تحلى بالشجاعة والإيمان، وجسّد النضال الفلسطيني من أجل إقامة دولته"، كما نظم له جنازة رسمية في فرنسا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها