على الرغم من أن قيادات الأحزاب الإسرائيلية، تُقبل على المفاوضات الائتلافية التي لم تبدأ بعد، بتصريحات منفتحة على حكومة وحدة، بعد معركة انتخابية "عنيفة"، غير أن الغوص بالنتائج التي أفرزتها الانتخابات ورصد الاحتمالات الواردة، يبقي على خيار الذهاب لانتخابات ثالثة، قائمًا.
فرص النجاح التي قد يحظى بها أول المكلفين (بنيامين نتنياهو عن الليكود أو بيني غانتس عن "كاحول لافان") من قبل الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بتشكيل الحكومة الجديدة، ضئيلة جدًا، كما أن المجال أمام نجاح المكلف الثاني، يبدو أكثر ضيقًا.
وفيما تلوح بوادر حلحلة في الأفق، مع تسريبات الأحزاب عن استعدادها لتقديم تنازلات، غير أن تصريحات السياسيين الإسرائيليين، قد لا تتعدى كونها محاولة مبكرة منهم لإلقاء مسؤولية جر المنظومة السياسية الإسرائيلية إلى انتخابات ثالثة كل على الآخر.
وفيما أعلن ريفلين أنه سيشرع يوم الأحد المقبل، بالمشاورات مع الكتل البرلمانية حول تسمية عضو كنيست، ليتم تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة، لا يزال معسكر نتنياهو يقتصر على 55 مقعدًا، عماده الكتلة اليمينية التي أعلن عن تشكيلها لخوض مفاوضات مشتركة ("يهدوت هتوراه"، "شاس" و"يمينا")
وفرص غانتس تبقى معدومة إذا لم يتوصل لاتفاق مباشر ومستقل مع الحريديين، أو حتى إذا فشل في دفع الليكود إلى لفظ نتنياهو خارجًا، في ظل المعركة القضائية التي يقودها على خلفية ملفات فساد يشتبه بتورطه بها.
الجدول الزمني:
في 25 أيلول/ سبتمبر المقبل، سيتم تكليف إما نتنياهو أو غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية؛
إذا فشل المكلف الأول المنوط به تشكيل حكومة بالمهمة، حتى مهلة قدرها أربعة أسابيع تنتهي في الـ23 من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، سيتعين على ريفلين تمديد الفترة الممنوحة له لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
وعلى الرغم من التلميحات التي صدرت عن ريفلين سابقًا بأن "تمديد هذه المهلة، لـ14 يوما آخر، لن يكون تلقائيا كما كان الحال في الانتخابات السابقة"، غير أن موافقته على التمديد قد تمنح المكلف مهلة إضافية تنتهي في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وخلال هذه المهلة، إذا فشل المكلف الأول بتشكيل الحكومة في المهمة، يكون قد استنفد فرصه. وفي هذه الحالة تمنح للرئيس الإسرائيلي ثلاثة أيام أخرى للتشاور مع الكتل البرلمانية، وفي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر، سيتم تكليف مرشح ثان بتشكيل الحكومة.
يمنح المرشح الثاني، بموجب القانون الإسرائيلي، مهلة 28 يومًا لتشكيل الحكومة، وإذا فشل في مهمته، سوف تمنح الكنيست مهلة ثلاثة أسابيع لتسمية مرشح ثالث لتشكيل الحكومة، غير أن النظام البرلماني في إسرائيلي المرتكز على أحزاب صغيرة، لا يترك خيارًا ثالثا أمام الرئيس الإسرائيلي، ليكلفه في هذه المهمة.
وعند استنفاد كل الحلول القانونية، تنتهي فرصة الكنيست بتسمية مرشح ثالث في 28 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وحينها سيتم حل الكنيست، والدعوة لانتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر تنتهي في 31 آذار/ مارس 2020.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها