حصدت فلسطين أولى ميدالياتها الرسمية على المستوى القاري، بعدما تمكن الملاكم الواعد زيد شكوكاني من نيل الميدالية البرونزية في بطولة آسيا الأولى للواعدين المقامة في الكويت.
وكان شكوكاني قريبا من التأهل للمباراة النهائية في وزن 58 كغم، لكنه خسر مباراة نصف النهائي أمام ملاكم هندي، ليكتفي بالحصول على ميدالية برونزية، هي الأولى في تاريخ الاتحاد والملاكمة الفلسطينية لفئة الواعدين، والثانية بعد الميدالية البرونزية التي حققها الملاكم منير أبو كشك في دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة في عام 2002.
وشاركت فلسطين بمنتخب الواعدين المكون من ستة ملاكمين وهم: كرم السقا في وزن 37 كغم، إبراهيم الزين 43 كغم، اسماعيل غيث 40 كغم، مصطفى سالم 46 كغم، جاد رجب 55 كغم، وزيد شكوكاني 58 كغم، بقيادة مدرب المنتخب نادر الجيوسي ونائب رئيس اللجنة الفنية والمدرب الدولي وليد البيتوني، بالإضافة إلى الحكم الدولي وعضو لجنة التحكيم مجدي الميناوي، الذي شارك في تحكيم عدد من النزالات في البطولة.
وقدم المنتخب الفلسطيني أداء متقدما، حيث نجح الملاكم مصطفى سالم في التأهل للدور ربع النهائي بعد فوزه على نظيره الكويتي، ولكنه لم يتمكن من الفوز في نزاله الثاني حتى يضمن الميدالية البرونزية، على الرغم من قوة أداءه على الحلبة. وعلى الرغم من تقديم أداء قوي يرقى لمشاركة على المستوى القاري، إلّا أن الملاكم جاد رجب لم يستطع التغلب على نظيره الإيراني والتأهل للدور الثاني. في حين قدم الملاكمان اسماعيل غيث وابراهيم الزين أداء متوسطا في مواجهة ملاكمين من المنتخبين الأوزبكي والأفغاني، ولكن لم يستطيعا التأهل للمنافسة على الميداليات.
أما الملاكم زيد شكوكاني فواجه الملاكم الكويتي راشد عبدالله، واستطاع الفوز في ربع النهائي ضامنا الميدالية البرونزية، وتأهل لينافس على الفضية أو الذهبية في نصف النهائي مقابل الملاكم الهندي سينجا ياشواردان، وكانت اللعبة قوية للغاية، وتميز شكوكاني بدفاعه، وعلى الرغم من التفوق البدني للملاكم الهندي الناتج عن خبرة أكبر في المحافل الدولية، إلا أن شكوكاني استطاع توجيه لكمات قوية ومتقنة على المستوى الفني ما جعل مجموع نقاطه قريب جدا من خصمه الهندي.
وقدم الاتحاد ممثلا برئيسه فوزي العصافرة، الشكر الكبير لكل من كان له دور في تحضير المنتخب من أندية ومدربين وإداريين وبالأخص اللجنة الأولمبية الفلسطينية، التي كانت وماتزال الشريك الأساسي للاتحاد في سعيه لدعم ونشر وتطوير الملاكمة الفلسطينية ودولة الكويت الشقيقة التي احتضنت البطولة ودعمت المنتخب الفلسطيني ورعت مشاركته منذ اليوم الأول حتى الأخير، الأمر الذي يؤكد قوة العلاقة بين الأشقاء العرب والدعم المتبادل، والاتحاد الآسيوي ممثلا برئيسه أنس العتيبة، على تنظيم هذه البطولة الجديدة من نوعها لفئة الواعدين وعملها المتميز لخدمة الملاكمة بشكل غير مسبوق.
وقال الجيوسي، المدير الفني للمنتخب الفلسطيني للواعدين ومدرب شكوكاني في نادي الباريو، في مقابلة خاصة مع الاتحاد الآسيوي للملاكمة: "لقد صنعنا التاريخ اليوم في بطولة آسيا للواعدين بحصولنا على الميدالية البرونزية، فهذا ما عملنا من أجله منذ البداية. لقد عرفنا بأننا سنصل لهذا المكان يوما ما وآمنا بهذه الرؤية جميعا، من أعضاء اتحاد وعائلات الملاكمين والمدربين والملاكمين أنفسهم، وهذه الميدالية هي نجاح للملاكمة الفلسطينية وأنا متأكد بان متابعي اللعبة سيرون منتخبا فلسطينيا واثقًا وقويًا في المستقبل القريب."
وقال الجيوسي إن المنتخب شارك في بطولة محلية ضمت كافة الملاكمين الفلسطينيين من فئة الواعدين في نهاية حزيران/يونيو في مدينة بيت لحم، وبعد اختيار المتميزين منهم من قبل اللجنة الفنية، تم استدعائهم للمشاركة في معسكر تدريبي، حيث عملنا جاهدين على جمع نخبة الملاكمين وتدريبهم واختيار الستة الذين شاركوا في هذه البطولة.
وأوضح: "في تدريباتنا، ركزنا على التحضير البدني لأننا على دراية بقوة المنتخبات الآسيوية، حيث تتمتع هذه المنتخبات بأفضلية علينا من ناحية عدد المشاركات والنزالات والخبرة".
وأضاف الجيوسي "يستطيع الملاكمون الفلسطينيون الآن الإيمان بقدرتهم على تحصيل الميداليات في البطولات القارية الصعبة".
ويتحضر الاتحاد الفلسطيني للملاكمة للمشاركة في بطولة الأمم التي ستعقد في صربيًا من 12 وحتى 19 اب/أغسطس، وسيشارك فيها أربعة ملاكمين من فئة الناشئين. وتعد فرصة ذهبية للتحضير لبطولة آسيا المقررة في الإمارات العربية المتحدة في شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها