احتجاجًا على قرار وزارة العمل اللبنانية الذي يُلزم العامل الفلسطيني بالحصول على إجازة عمل أسوةً بالأجنبي، وتأكيدًا على ضرورة التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين تبعًا لخصوصية وضع اللجوء، وبدعوةٍ من "م.ت.ف" نُظِّم اعتصامٌ أمام جامع الفرقان في مخيَّم برج البراجنة ببيروت، عقب صلاة الجمعة اليوم 19-7-2019.
وشارك في الاعتصام ممثِّلون عن الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، واللجان الشعبية، وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، واللجان والمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وحشدٌ من أهالي المخيّم.
بدايةً كانت كلمة عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت صلاح الهابط، استنكر فيها قرار وزير العمل الجائر بحقِّ شعبنا الفلسطيني الذي يطالب العمّال الفلسطينيين بإصدار إجازة عمل وينسى أنَّ العمال الفلسطينيين محرومون من حق العمل في العديد من المهن، مُضافًا إليها عدم تطبيق قوانين العمل الدوليّة من قِبَل الدولة اللبنانية في حين أنَّ العمل أهم الحقوق الإنسانية المنصوص عليها في المواثيق وتشرّعه حقوق الإنسان.
وأضاف: "لا ينكر أحدٌ على العامل الفلسطيني أنّه قد ساهم في عملية البناء الاقتصادي والعمراني وفي الكثير من المهن في قطاع التعليم والبناء والصناعات الخشبية والمفروشات والقطاع الزراعي علمًا أنَّ العامل الفلسطيني يا معالي الوزير مساهم في دورة الحياة الاقتصادية، فهو ليس من العُمّال الوافدين، بل هو عامل مقيم يصرف إنتاجه في مكان إقامته على التعليم والصحة والمأكل والملبس، ويدفع المتوجِّب عليه من الضرائب أسوةً بأخيه اللبناني. إنَّ هذه الأسباب تجعل عُمّالنا بحاجة إلى كلّ أشكال الدعم والمساندة، لذلك نطالب الدولة اللبنانية بجدية إقرار حقوقنا المدنية والاجتماعية بما فيها حق التملّك وحق العمل في المهن كافةً، واستثناء الفلسطيني من إجازة العمل، ومنحه الحقوق المدنية والإنسانية لتكون مقوّمات صمود من أجل العودة إلى فلسطين وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الأبدية".
ثُمَّ ألقى مسؤول علاقات حركة "الجهاد الإسلامي" في بيروت كلمةً ممَّا جاء فيها: "نقفُ اليوم صفًّا واحدًا ويدًا بيد في وجه المؤامرات التي تحاك ضد شعبٍ جبّار ذي كرامة وعزّة، وسنعمل بكلِّ ما أوتينا من قوة لإسقاط قرار وزير العمل الذي يهدف إلى التوطين".
وتابع: "نشكر كلّ الاتحادات والعلماء والنقابات وكلَّ من وقف أمام هذا التحدي الكبير، وكلَّ من وقف مع هذا الشعب العظيم في محنته العابرة. كما نشكر أهلنا الصابرين في أبناء المخيّمات، أبناء اللجوء على تحديهم لهذه المحن وصبرهم عليها إلى أن نعود لأرض الوطن".
وأضاف منور: "لقد وقف لبنان الرسمي ولبنان الحزبي وكلُّ لبناني على كل المستويات إلى جانب أشقائه الفلسطينيين بكلِّ مكوناته ليقولوا لا لصفقة القرن ولا لورشة المنامة، هذه المؤامرة التي لا تطال الفلسطينيين وحدهم وإنَّما تستهدف كلَّ لبناني وسوري وأردني ومصري، وتستهدف الشتات الفلسطيني والمواطن العربي. فالمراد من صفقة القرن وورشة البحرين أن تمر ورشة التوطين، هذه الصفقة التي سيدفع ثمنها الفلسطيني دمهُ، ولكنَّ شعوب المنطقة وأتباعها سيتحمّلون هذا القرار. ومن هنا نؤكِّد أنَّ القرار الذي جاء من خلال وزارة العمل يُشكّل خطرًا ليس فقط على الشعب الفلسطيني في لبنان وليس على اللاجئ والعامل فحسب، بل على كلِّ فئات الشعب الفلسطيني بأكمله. فاليوم نؤكّد بأنّنا لا نواجه وزيرًا ولا وزارة، بل نواجه القانون مُتَّحدين لنقول إنَّ القانون فيه حقوق وفيه واجبات، والواجبات نقضيها على أكمل وجه، أمّا الحقوق فهي مسؤولية كل الدولة ومكوناتها".
وختم منور كلمته مُطالبًا وزير العمل بالعودة عن القرار، ومؤكِّدًا أنَّ شعبنا سيواجه كلَّ تداعيات هذه الصفقة بكلِّ ما أوتي من قوة وعزم وإصرار إلى أن يصل إلى حقوقه الطبيعية وحقوقه المدنية، وأنَّ مشروع شعبنا وبوصلته فقط نحو العودة إلى القدس وأرضنا الحبيبة ورفض التوطين.
بدوره، ألقى نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطا الله حمود كلمةً قال فيها: "نقف اليوم في يوم الجمعة في اليوم الذي يقف فيه أهل غزة على الرغم من الحدود والحصار ليقولوا للعدو الأول (إسرائيل) وداعمته أمريكا أنّ الشعب الفلسطيني لا يُهزم ولا يُهان ولم يستسلم. فالحق الفلسطيني مشروع تتداوله الأجيال جيلاً بعد جيل".
وتابع: "إنَّ قرار وزير العمل بحق العامل الأجنبي لا يعني الشعب الفلسطيني، لأنَّ شعب الفلسطيني ليس أجنبيًّا بل هو لحم بلحم عربي وجسد بجسد عربي، ولأنّ لبنان وفلسطين وكل العالم العربي هو أرض واحدة، وكلنا إنسان واحد فلماذا هذا التوطين؟ لا للتوطين فالشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وعروبته وقدسه وعودته. ونحن نؤكّد أنَّ المقاومة ستُقدم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، للأم فلسطين رائدة العالم العربي، وستبقى مدينة القدس والأقصى عربية فلسطينية".
وأردف: "بالأمس سمعنا كلامًا موجّهًا من الرئيس القوات اللبنانية يحمّل حزب الله مسؤولية كل التحركات التي تحصل على مداخل مخيّمات الشرف، فمن هذه المسؤولية نؤكّد بأنّنا سندعم كل الشعب الفلسطيني، لأنّه ليس أجنبيًّا بل هو أخٌ كريمٌ مُتمسك بأرضه ووطنه. فقلوبنا وبيوتنا وأرضنا لهم، نستقبلهم بكلِّ فخر واعتزاز. فليسقط هذا القرار، وحزب الله الذي وقف عام 1982وكانت منظمة التحرير الفلسطينية تغادر من بيروت حاملة البندقية، بندقية المقاومة الفلسطينية لتثبت معركة التحرير، ومن هذه البداية قُلنا إنّ الفلسطينيين في قلوبنا وإنَّ المقاومة مستمرة ومقاومة حزب الله جميعها تقول إنّنا فلسطينيون وقدسنا واحدة".
وختم حمود كلمته مؤكِّدًا أنَّ حزب الله لن يتخلّى عن الشعب الفلسطيني بكلّ فئاته وسيبقى داعمًا له حتّى عودته إلى وطنه.