ميساء عمر
في حالة من الانسجام والتناغم يصدح صوت سدين الجميل العذب، لتتخذ منه وسيلة لإيصال صوت الشباب الفلسطيني، وترسيخ التراث الفلسطيني والأغاني الفلكلورية التي واظبت على حفظها وإلقائها.
سدين ماهر أحمد (17 عاما) من قرية عزون عتمة جنوب قلقيلية تمكنت منذ الصغر اتقان الغناء وفنونه لتتفوق بموهبتها رغم صغر سنها، فصدح صوتها متغنيا بالأرض والوطن، واعتلى منصة مدرستها ومسارح ومهرجانات مختلفة، ملقية اغاني وطنية وشعبية دون تردد أو خوف.
سدين تقول : منذ الصغر وتحديدا من عمر الثانية عشرة بدأت أشعر ومن خلال حصص التلاوة والتجويد، ومشاركتي بالإذاعة المدرسية، واليوم المفتوح، والاحتفالات، والمهرجانات المحلية، أنني امتلك صوتا عذبا مميزا، يلقى الترحيب والاستحسان والمديح لخامتي الصوتية والإحساس العالي، ومن هنا كان التحفيز من أهلي والمدرسة، حيث أصبحت اشارك بشكل شبه يومي بنشاطات المدرسة المتعلقة بالفن والغناء".
وتضيف، شاركت بمسابقات عدة، أهمها: كان في عام 2018 حيث شاركت بمسابقة الغناء الفردي على مستوى محافظة قلقيلية، وحصلت على المركز الأول، وفي ذلك الوقت أطلق رئيس قسم النشاطات الطلابية في تربية قلقيلية الاستاذ معاذ نزال لقب ( فيروزة فلسطين)، وفي العام نفسه شاركت بمهرجان الطفل العربي الذي اقيم على أرض دولة مصر و تضمن المهرجان فعاليات عديدة في مجالي الرسم والغناء".
وتتابع: في كل عام وكل مرحلة دراسية أتعلم ما هو جديد، فحرصت خلال الست سنوات الماضية، على أداء تمرينات الصوت بمفردي وبمساعدة دروس الانترنت، ومنذ شهرين سجلت بمركز لتعليم الموسيقى لأتقن الغناء بطريقة علمية مدروسة، وحاليا أدرس المقامات الغنائية واتعلم عزف العود".
موهبة سدين لا تقتصر على الغناء بالعربية فهي تجيد الغناء بلغات مختلفة، منها: الانجليزية، والتركية، والكورية، كما وتتقن فن الرسم والخط، وتطمح في أن تصبح فنانة فلسطينية تحمل رسالة الوطن والمواطن.
وتشير الى أن من أهم العقبات التي تواجهها هو عدم وجود حاضنة تدعم الموهوبين وتقف بجانبهم، كما أن محافظة قلقيلية تفتقر لمراكز تعلم الموسيقى، ما يضطرها إلى قصد مدينة نابلس والتي تبعد عن قريتها ما يقارب الساعة وربع الساعة، عدا عن الحواجز الاسرائيلية الطيارة التي تهدر من وقتها وجهدها.
وحرصت عائلة سدين على أن تلعب دور المحفز والمستمع الأكبر، لتنمية موهبتها.
وبحسب والدتها كوكب عبد الفتاح حمد: أجمل شعور هو أن ترى فلذة كبدك يحقق نجاحا تلو نجاح، وأكثر ما أتمناه هو حاضنة للمواهب مثل ابنتي وغيرها من المواهب، التي ان لم نوليها اهتماما تندثر ولا تبصر النور".
بدوره، أشاد رئيس قسم النشاطات الطلابية في مديرية تربية قلقيلية معاذ نزال، بصوت سدين وخامتها، ونصحها بمواصلة التدريب حتى نيل مرادها، قائلا: أرى فيروزة فلسطينية صاعدة أمامي عندما تغني، ويجب دعمها من الجهات المعنية لإيصال رسالتها وتحقيق حلمها الذي تسعى إليه".
يذكر أن وزارة التربية والتعليم العالي تطلق سنويا برامجها وخططها المتكاملة القابلة للتنفيذ بحق الطلاب الموهوبين بالمدارس في مختلف المحافظات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها