أغلقت النيابة العسكرية الإسرائيلية، ملف التحقيق في حادث استشهاد إبراهيم أبو ثريا، وهو مقعد قتل برصاص قوات الاحتلال، أثناء مشاركته بفعاليات مسيرات العودة قرب حدود قطاع غزة في كانون أول/ديسمبر 2017.
وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه تم إغلاق الملف دون اتخاذ أي إجراءات قضائية ضد أي من الجنود والضباط، ونقلت الصحيفة عن ما تسمى "وحدة التحقيق الجنائي" في الجيش الإسرائيلي، ادعاءها بأنه وبعد "استجواب الجنود ومراجعة شرائط الفيديو للحادث لم يتم إيجاد أي دليل على أن أبو ثريا قتل بنيران مباشرة من الجيش الإسرائيلي".
وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن الشرطة العسكرية حققت مع الجنود والضباط الذين شاهدوا الحادث وفحصوا مقاطع فيديو التي وثقت ما حدث، لكنهم لم يعثروا على أدلة تشير إلى مقتل أبو ثريا بنيران مباشرة للجيش.
ووفقا لجيش الاحتلال، "تظهر نتائج التحقيق أنه بعد أن ألقى المتظاهرون الفلسطينيون قنابل يدوية الصنع وقنابل أنبوبية وزجاجات حارقة والحجارة على الجنود، ردت القوات أولا عبر معدات تفريق المظاهرات، ثم في عدد محدود من الحالات، أطلقت الذخيرة الحية على الجزء السفلي من مثيري الشغب الرئيسيين".
وأشار التحقيق إلى قيام قوات الاحتلال، في بداية الأحداث في يوم استشهاد أبو ثريا، بإجراءات عسكرية على الأرض بهدف تفريق أحداث الشغب، وإطلاق الرصاص الحي على الجزء السفلي من "مثيري الشغب" على الحدود.
وزعم جيش الاحتلال أن الشرطة العسكرية توجهت إلى الجانب الفلسطيني بغية تزويدها بالرصاص التي أصابت أبو ثريا للفحص، لكن الطلب قوبل بالرفض.
وحققت شرطة الاحتلال العسكرية مع قناصين اثنين تحت التحذير، في حين قامت جهات فلسطينية بتسليم الشرطة العسكرية تقارير تؤكد العثور على رصاصة في جثة الشهيد كانت قد اخترقت رأسه عندما شارك في المظاهرات الأسبوعية قرب الشجاعية.
وزعم القناصان، مع ضباطهما، أنه لم يتم إطلاق النار باتجاه أبو ثريا. وقال أحدهما "نحن مدربون على القنص بمستوى دقة يصل حد إصابة سدادة زجاجة من مسافات كهذه بواسطة المهداف المتوفر لدينا".
كما زعم أن التعليمات التي صدرت للجنود نصت على "إطلاق النار على الجزء السفلي من أجساد المحرضين المركزيين"، وإنه لذلك فمن الغير المحتمل أن يكون قد قتل برصاصة القناصة.
واستشهد أبو ثريا يوم 15 كانون أول/ديسمبر 2017، برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء المواجهات التي جرت بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
وكشف شهود عيان كانوا برفقة إبراهيم لحظة استشهاده، أن الشهيد تلقى طلقا ناريا في رأسه بشكل مباشر أثناء المواجهات.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو ظهر فيه الشاب الفلسطيني لحظة استشهاده وهو على كرسيه المتحرك والعلم الفلسطيني في حضنه.
كما ظهر في فيديو قبل استشهاده وهو يزحف ويرفع العلم الفلسطيني أمام السياج الفاصل بين غزة والاحتلال، ويقول إنه يتواجد على الحدود لإيصال رسالة لجيش الاحتلال مفادها أن "الأرض أرضنا هنا"، و"لن نستسلم لقرار الرئيس الأميركي وسنواصل الاحتجاج على الحدود"
وانتقدت العديد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية، عدم جدية جيش الاحتلال الإسرائيلي في التحقيق في حوادث قتل ينفذها جنود أو مستعمرون إسرائيليون ضد فلسطينيين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها