إعلام حركة فتح/ بيروت

نظم مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب ودار الفارابي حفل إطلاق كتاب عن الشهيد الأسير سمير القنطار والذي حمل عنوان "رحلة الحرية... رسائل سمير بخط يده".

جرى الحفل في قاعة نقابة الصحافة اللبنانية عصر الاثنين ٢٢ نيسان ٢٠١٩، وحضره وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود القماطي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات على رأس وفد من حركة "فتح" في منطقة بيروت، وممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السيدة سوزان إسماعيل، وممثل أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حسن خليل، والوزير السابق زاهر الخطيب، والوزير السابق الدكتورعصام نعمان، والأمين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، وعائلة الشهيد القنطار، وممثل تحالف القوى الفلسطينية محمد ياسين، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من المثقفين ورجال الدين والاعلاميين.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه عرض فيلم وثائقي قصير عن زيارة الشهيد القنطار إلى مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب.

وخلال الحفل أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برسالة ثّمّن فيها جهود مركز الخيام في الدفاع عن الأسرى والمعتقلين.

وكانت الكلمة الأولى لممثل نقابة الصحافة فؤاد الحركة، عدد فيها صفات الأسير القنطار، واستعرض "الحركة" في كلمته فصول الكتاب الجديد، قارئاً مقتطفات من رسالة الشهيد القنطار إلى أمين عام مركز الخيام، واعتبر "الحركة" أن كتاب رحلة الحرية يكشف الانتهاكات العنصرية للعدو الاسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة. وفي ختام كلمته تمنى استمرار العطاء لمركز الخيام ودوره الريادي في الدفاع عن الأسرى والمعتقلين.

وكانت الكلمة الثانية لوزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، استعرض فيها مراحل حياة الشهيد سمير القنطار التي بدأت باعتقاله في العام ١٩٧٨ في الأردن على خلفية انتمائه للمقاومة، وأثر عودته إلى لبنان في العام ١٩٧٩ عقد العزم على القيام بالعملية التي شارك فيها وأدّت إلى أسره. وتطرق القماطي في كلمته إلى المراحل التي أدت إلى اطلاق سراح الشهيد القنطار بعد أسر المقاومة الإسلامية لبعض جنود الاحتلال حتى نال لقب عميد الأسرى في سجون الاحتلال.

وأكد القماطي أن مشروع الشهيد القنطار كان منذ اطلاق سراحه هو الشهادة في سبيل فلسطين، مستذكراً الأحاديث التي كانت تدور بينهما والتي كان يردد فيها القنطار عبارة "ما خرجت من فلسطين إلا لأعود لفلسطين". وعدد القماطي مزايا الشهيد القنطار التي تخطت المحلية لتصل إلى الأممية، معتبراً أن القنطار كان لبناني الهوي، فلسطيني الهوى، أممي القلب.

وألقى كلمة الحزب الشيوعي عضو المكتب السياسي في الحزب الدكتور حسن خليل، أكد فيها أن الشهيد سمير لم يتردد في اختيار القضية الفلسطينية كقضية مركزية له، وكان بأسره مثالاً للمئات من اللبنانيين الذين قرروا أن يسيروا في خط الشهيد القنطار. ورأى الخليل أن كتاب "رحلة الحرية" فيه الكثير من سمير القنطار، شاكراً لجهود مركز الخيام على نشر الكتاب للتعريف بحقيقة الشهيد القنطار.

ثم ألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات كلمة اعتبر فيها أن حياة الشهيد القنطار كانت حياة استثنائية، فهو منذ نعومة أظفاره شارك في العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني إلى أن وقع في الأسر في عملية نهاريا وهو يحاول أسر بعض الصهاينة.

واعتبر أبو العردات أن الشهيد القنطار لم يتوقف عن مقاومته حتى وهو في سجون الاحتلال، فهو خاض جميع المواجهات مع السجان الصهيوني. مؤكداً أن مسيرة القنطار منذ البداية إلى الاستشهاد، هي قصة قرار المواجهة الأول وقصة الفدائي المقاوم الأممي الذي أفنى حياته في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

ودعا أبو العردات في كلمته المنظمات الأممية والحقوقية إلى النظر إلى أحوال الأسرى في سجون الاحتلال، اذ يقبع أكثر من ٦٠٠٠ آلاف أسير يعانون من اسوأ ظروف الاعتقال.

ورأى أبو العردات أنَّ كتاب رحلة الحرية ليس بحاجة إلى تقديم فهو ليس إلا جزء يسير مما قدمه وخاضه الشهيد الاممي سمير القنطار، مقتبساً بعض من كلمات القنطار.

وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية محمد ياسين وجّه فيها الشكر إلى الأسرى البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني والذين كان عميدهم سمير القنطار.

وأعرب ياسين عن اعتزازه بثقافة المقاومة التي انتمى إليها سمير القنطار، مؤكدًا أن القنطار لم يضعف خلال أسره ولم يؤمن بالتسويات مع الاحتلال الصهيوني، بل كان همه الأول والأخير هو المساهمة في تحرير فلسطين باعتبارها قضيته المركزية.

ولفت ياسين إلى أن صفات سمير القنطار بحاجة إلى مجلدات لتوفيه حقه وتنصفه، فهو الشخص الذي لم يتحدث يوماً عن ذاته بل كانت فلسطين هي شغله الشاغل. واستذكر ياسين في كلمته الرحلات التي قام به والقنطار إلى سوريا بعد تحريره، معتبرًا أن الهدف الأساس من رحلات القنطار إلى سوريا هي انشاء مقاومة في الجولان لمقارعة العدو الصهيوني.

وألقى كلمة عائلة الشهيد القنطار اخاه بسام القنطار، دعا فيها الحضور إلى قراءة الكتاب ليتعرفوا على كيفية تفاعل الشهيد القنطار مع كل ما كان يدور حوله من قضايا. داعياً إلى إعادة الزخم إلى قضية الأسرى حتى تحريرهم وفي مقدمهم المقاوم جورج عبد الله المعتقل في فرنسا.

وشكر القنطار أمين عام مركز الخيام على جهوده وجهود جميع الرفاق الذين ساندوا قضية سمير القنطار ومازلوا يساندون المعتقلين الحاليين.

وختم كلمته بالتوجه إلى روح الشهيد قنطار أنه مازال على العهد لنصرة جميع من يتعرضون لحقوق الانسان ولنصرة المظلومين وخاصة اولئك الذين يقبعون في سجون الاحتلال.

وكانت الكلمة الأخيرة لأمين عام مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا وجه فيها السلام إلى جميع الأسرى والمعتقلين معتبرًا أن روح الشهيد القنطار باقية في جبل كمال جنبلاط.

وأكد أن الكتاب يختصر فترة معينة في فترة معينة من دون أن يكون هذا الكتاب قادراً على اختزال مسيرة الشهيد القنطار. واعتبر صفا أن الشهيد القنطار كان مقاوماً في أسره وهو لم يتطلع قط إلى الحرية بل كان ملتزماً بتحصيل حقوق الأسرى وخوض المعارك مع السجان الصهيوني. واعتبر صفا أن الشهيد القنطار بحاجة إلى عدد كبير من الأجزاء والكتب حتى يوفى حقه وللإطلاع على أرثه الذي تركه. مؤكداً أن الهدف من الكتاب هو اطلاع الجمهور عن ارث هذا القائد الاممي.

وفي ختام الحفل وقع أمين عام مركز الخيام الكتاب للحضور.