شاركت قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صور في المهرجان الذي نظَّمته "جبهة التحرير العربية" إحياءً لذكرى انطلاقتها الخمسين، وذلك في قاعة الشهيد عمر عبدالكريم في مخيّم البرج الشمالي جنوبي لبنان، اليوم الجمعة ٥-٤-٢٠١٩.
وتقدَّمت الحضورَ عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان زهرة ربيع، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، وقيادة المنطقة التنظيمية والعسكرية وكوادر الحركة في صور، وأمين عام "جبهة التحرير العربية" في لبنان أبو حسّان رميلي، وممثّلون عن "م.ت.ف" والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، وحشدٌ من رجال الدين وممثّلي الجمعيات والمؤسسات والأندية واللجان والهيئات والاتحادات، وفعاليات وإعلاميون، ولفيفٌ من أهالي مخيّمات وتجمّعات منطقة صور.
وبعد الاستماع للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، رحّبت عريفة الحفل جنى شحرور بالحضور الكريم مؤكِّدةً استمرار الجبهة في نضالها ضمن صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وخلف الرئيس محمود عبّاس، ثُمَّ كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها أمين سرها في منطقة صور العميد توفيق، فرحّب بالحضور، وحيّا جبهة التحرير العربية في ذكرى انطلاقتها.
وأضاف: "نحتفي اليوم بخمسين عامًا من التضحية والفداء لحزب بعثي قومي عربي فلسطيني ينتمي وبقناعة كاملة لفلسطين، ويؤكد أنّ مظلته وبيته الأوحد هي "م.ت.ف" التي يؤمن بها إيمانًا كاملاً كما يؤمن بتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر. فبِاسمي وبِاسم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية أتقدّم للإخوة في الجبهة العربية وأمينها العام ومكتبها السياسي وأعضائها ومناضليها بالتهنئة والتبريك في ذكرى انطلاقتهم الخمسين مؤكدين لهم ولشعبنا الفلسطيني البطل أنّنا في حركة "فتح" حركة الشهداء مصممون على حقِّ شعبنا في الكفاح والنضال وبذل كل الجهود من أجل استعادة وطننا الغالي فلسطين، وعودة أهلنا المشردين، ودفع الغالي والنفيس دون كللٍ أو ملل حتى نصل إلى الهدف المنشود وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحرير كل شبر من أرضنا الحبيبة وبكافة الوسائل التي تراها قيادة هذه الحركة العملاقة".
وتابع العميد عبدالله: "إنَّ قناعتي وحبي أن أرى كل الفصائل الفلسطينية مجتمعة تعمل ليل نهار من أجل فلسطين وشعب فلسطين في الداخل والخارج وعلى قلب رجلٍ واحد موحدين، وهناك معارضة وموالاة، لكن يحكم بيننا الشعب، وقبل كل شيء حكم الله، فمن يريد أن يبيع أو يتنازل سنقف جميعًا بوجهه لأن فلسطين والقدس ليستا للبيع. نحن لسنا أنبياء نختلف كل يوم وكل لحظة، لكن المطلوب وقف الاتهمات والتجريح، ولا يحق لأحد أن يكفّر الآخر، ولن أتحدث في المصالحة، ونترك الأمر للإخوة في القيادة عسى أن يوفّقكم الله حتى لا نطعم أنفسنا كلاماً لا فائدة منه، تعالوا نتسابق في خدمة قضيتنا وشعبنل. تفضلوا إخواننا في "حماس"، تعالوا نتسابق في من يحرر الأرض أولاً، ومن يؤمن لقمة العيش والدواء والعلم. تعالوا نتسابق من أرحم على أبناء شعبه إذا كان الهدف واحدًا هو فلسطين وشعب فلسطين، فلماذا ننتظر؟! هل نتّخد قرارًا من الخارج لنتصالح؟! هذه ليست ثقافة الشعب العربي الفلسطيني، وديننا الحنيف دين محبة وإخوة وتلاقٍ على الحق".
وأردف: "بالعودة للمناسبة التي نحن في حضرتها، ذكرى انطلاقة الجبهة الخمسين، فإنني أشهد أن الجبهة عملت وقاتلت وصارعت العدو في القرن الماضي. وفي السبعينات تحديدًا، نفذوا عمليات مقاومة وإبداع ضد الصهاينة أذكر منها اختراق الحدود الفلسطينية الأردنية، وشنوا هجمات في قلب فلسطين في ذكرى الانطلاقة في ٧-٤-١٩٦٩، عبر أغوار الأردن وفي قلب أريحا والتي ارتقى فيها أول الشهداء عبدالكريم المجد من فلسطين من الضفة الغربية، والشهيد نمر من مخيّم اليرموك في سوريا وعملية الجليل في 3 كانون أول التي نُصب فيها كمين لجيب عسكري صهيوني جنوب بحيرة طبريا، واعترف الصهاينة بـ١٥ قتيلاً صهيونيًّا، وفي عام ١٩٧٠، حين أغاروا على موقع صهيوني في الأغوار باشتباك دام ثماني ساعات مع العدو واستشهد بعد نفاد ذخيرتهم، وهم أبطال العملية الذين كبدوا العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. التحية للشهداء صالح القحطاني السعودي الأصل ومحمود سعيد العراقي الأصل، وأيضًا في ١٥-٦-١٩٧٥ تقدمت الصفوف مجموعة من الأبطال، ورفعوا العلم الفلسطيني في مستوطنة كفار يوفال، وأسروا أكثر من سبعين جنديًّا وجنديةً صهاينة، وطالبوا بالإفراج عن ١٢ فدائيًّا محتجزاً لدى العدو، وبعدها أقفل الصهاينة المستوطنة وداهموا المكان بمساندة الطائرات وعبر الإنزالات مما اضطر الفدائيين إلى استخدام القنابل اليدوية لتصفية عدد كبير من المعتقلين الصهاينة والانتشار لمواجهة العدو، وقاوموا حتى الصباح واعترفت (إسرائيل) حينها بمقتل ٢١ صهيونياً و٣٧ جريحاً معظمهم جنود، وقتلوا قبل استشهادهم قائد القوة الصهيونية المهاجمة. وللجبهة عمليات أخرى في كفر جلعادي وبيسان والخالصة وابل القمح وسوق الكرمل في العام ١٩٧٨".
ووجه التحية للرئيس القائد محمود عبّاس، ولكتائب شهداء الأقصى وشهيدها عمر أبو ليلى ورفاقه مردفًا: "نشد على أياديكم ونرجو منكم مزيدًا من العمليات الفدائية لنثبت للعالم أن مشروعنا مشروع تحرير".
كما حيّا شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده، والجبهة العربية، وأسرانا البواسل، وشهداء ثورتنا الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات.
كلمة جبهة التحرير العربية ألقاها عضو القيادة السياسية في لبنان أبو إبراهيم الذهب الذي رحّب بالحضور الكريم جميعًا ناقلاً لهم تحيات الأمين العام ركاد سالم وقيادة الجبهة في الداخل والشتات.
وقال: "من هنا من مخيم الشهداء والعطاء والحرمان مخيم البرج الشمالي نلتقي بكم اليوم لإحياء الذكرى الثانية والسبعين لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، ونحتفل بذكرى الانطلاقة الخمسين لجبهة التحرير العربية التي انبثقت من رحم حزبنا العظيم لتكون فصيلاً ثوريًّا من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. إنّنا في الجبهة لنا شرف الانتماء للقضية المحقة، ولنا شرف الدفاع عن الثورة. حملنا راية الكفاح المسلّح وسيلة لتحرير فلسطين ومقارعة العدو وقدمنا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى لحماية المشروع الوطني وحماية الثوابث الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة. فتحيةً لروح شهيد دولة فلسطين الرمز ياسر عرفات، وشهيد القومية العربية صدام حسين، وايضا نؤكد وقوفنا خلف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها أيوب فلسطين الرئيس القائد الصامد التابث على التوابث محمود عباس، رجل الوحدة الوطنية، وندين ونستنكر قرار الولايات المتحدة الأمريكية برئيسها الأحمق ترامب بشأن القدس والجولان، ونقول له إن القدس والجولان عربية عربية عربية".
وأضاف: "سنظل نعمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام بين شطري الوطن، ونحن مع استمرار مسيرات العودة مسيرات الحق لأجل دحر الاحتلال وليس لمكاسب حزبية ضيقة".
وتابع الذهب: "نطالب الحكومة اللبنانية بإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان لحين عودته وتخفيف الاجراءات على مداخل المخيمات، وضرورة السماح بإدخال مواد البناء، ونؤكد التمسك بوكالة الأونروا الشاهد الحي على نكبتنا الأليمة، وندعو كل المجتمع الدولي إلى دعم وتمويل ميزانيتها لكي تواصل تقديم خدماتها لشعبنا في اماكن وجوده".
وختامًا أوقدت الشعلة الخمسون لجبهة التحرير العربية وسط برقيات تهنئة تلقتها الجبهة من الحضور.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها