وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء اليوم الاثنين، على قرار اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
جاء ذلك عقب مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعبرت الرئاسة الفلسطينية، مساء اليوم، عن رفضها الشديد، واستنكارها لسلسلة القرارات المخالفة للقانون الدولي وللشرعية الدولية الصادرة من قبل الإدارة الأميركية، سواء ما يتعلق بالقدس أو الجولان.
وأكدت الرئاسة مرة أخرى، أن السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية مهما طال أمد الاحتلال، وستبقى القضية الفلسطينية والقدس بمقدساتها والأراضي الفلسطينية المحتلة خطوطا حمراء فلسطينية وعربية ودولية لا يمكن تجاوزها.
وشدد الرئيس محمود عباس، على أنه لا توجد شرعية لأي أحد دون قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.
وسيلقي سيادة الرئيس محمود عباس، خطابا هاما في القمة العربية التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في تونس، ليكون الرد العربي تماما كما كان "لا تنازل عن القدس ولا عن أي أرض عربية، وأن الطريق التي ترسمها الإدارة الأميركية ستعزز التوتر وعدم الاستقرار، ولن تحقق السلام والأمن لأحد".
كما جدد سيادته إدانته للتصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وما يتعرض له أسرانا الأبطال هذه الأيام من اعتداءات وتنكيل، إضافة إلى استمرار سياسة الاقتحامات والاعتداءات على المقدسات والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وختمت الرئاسة: سيبقى الشعب الفلسطيني صامدا مدافعا عن ثوابته ومقدساته، في مواجهة المشروع الأكبر الذي يستهدف فلسطين ووحدة جميع الدول العربية وسيادتها على أراضيها.
من جانبه، قال مصدر رسمي بوزارة الخارجية والمغتربين السورية إن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، "يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية".
وأضاف المصدر، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، مساء اليوم، "أن القرار يأتي تجسيدا للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، وهو "صفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها".
وتابع أن ترمب "لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة، وهذه السياسة العدوانية الأميركية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجا في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح".
بدوره، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نظيره الأميركي مايك بومبيو أن اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل "يشكل انتهاكا للقانون الدولي".
واستنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات، الإعلان الذي صدر مساء اليوم الاثنين، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، مؤكداً أنه إعلان باطلٌ شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم.
وقال أبو الغيط في بيان له بالخصوص، إن هذا الإعلان الأمريكي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئاً. الجولان أرضٌ سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان"
وأضاف، أن شرعنة الاحتلال هو منحى جديد في السياسة الأمريكية، ويُمثل ردة كبيرة في الموقف الأمريكي الذي صار يتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية، مُشدداً على أن العرب يرفضون هذا النهج، وإذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقاً ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية - طالت أم قصرت - لا تُسبغ عليه شرعية.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى بإجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة في تونس مطلع الأسبوع القادم.
واحتلت إسرائيل الجولان خلال حرب 1967 وضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها