تقرير: معن الريماوي ونديم علاوي
"هدموا المنزل ولم يهدموا عزيمتنا.. هدموه لكن سنبني منزلا جديدا، نحن أصحاب حق ولن تثنينا إجراءاتهم عن تسجيل مواقف مشرفة، وفي اليوم العالمي للمرأة نؤكد للاحتلال أن لا شيء سيضعف زوجة ووالدة الأسير والشهيد لأن إصرارها أقوى من اضطهاد الاحتلال".
سهير البرغوثي والدة الأسير عاصم والشهيد صالح، تحتفي باليوم العالمي للمرأة الفلسطينية على ركام منزل نجلها عاصم الذي هدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، لإيصال رسالة للعالم أن المرأة الفلسطينية صامدة أمام انتهاكات الاحتلال التي لا تنتهي.
عاصم قضى 13 عاما في سجون الاحتلال، خلالها بنت والدته سهير منزلا له بأحجاره وخشبه وأبوابه، كما اختارت له عروسه، ليخرج في شهر نيسان 2018، ويتزوج في شهر تموز، ويعتقل مرة أخرى في شهر كانون الأول، ويهدم المنزل اليوم ويبقى ذكرى.
حنان عمة الأسير عاصم تقول: "ذكرياتي في منزل عاصم بسيطة وقصيرة، أتذكر حينما جلسنا مع بعضنا البعض في بيته، أنا ووالده وأمه وزوجته، كان اللقاء جميلا جدا، حينها أخبرنا عاصم أنه سيقوم بتوسيع ساحة منزله (240م) لتلتقي العائلة في الهواء الطلق".
لم تبق سلطات الاحتلال من منزل الأسير عاصم في قرية كوبر شمال رام الله، والمكون من طابقين، حجرا على حجر، وسوته بالأرض، تراكمت الحجارة فوق بعضها البعض ليوضع علم فلسطين عليها. ذلك المنزل الذي بني قبل عام ونصف، لم يبق منه سوى الذكريات.
جنود الاحتلال الذين هدموا منزل عاصم، أبلغوا والدته انهم سيعودون قريبا لهدم المنزل المكون من شقتين، شقة الشهيد صالح، والأخرى للعائلة.
وقالت البرغوثي: "واجهت أثناء عملية الهدم استفزازا من قبل ضباط الاحتلال بقيامه بتصوير المنزل وهو مهدم وعرضه علي"، مؤكدة للضباط "الفيديو لن يثني عزيمتي".
وتضيف ان الاحتلال حرم زوجها عمر من حضور عزاء صالح بعد استشهاده، ولا وفاة أبيه وأمه وهو في سجونها".
وعن منزل العائلة المهدد بالهدم، تقول حنان "هو أغلى شيء على قلبي، وأغلى ما أملك، كل ذكرياتي في هذا المنزل، عشت كل طفولتي فيه، بحلوها ومرها، من هذا البيت خرجت لبيت زوجي لأكون عائلة".
وتابعت "في السابق كان البيت يضم أمي وأبي وعمر ونائل وأنا، وفيما بعد جاءت سهير زوجة عمر، وعاشوا معنا في البيت، واعتقل عمر ونائل فيما بعد، وحرم من تربية أبنائه الستة (أربعة أولاد وابنتان)، حيث قضى (29 عاما) في السجون بشكل متقطع، منها 13 عاما كأحكام إدارية".
وتضيف "لدي ذكريات في هذا المنزل تربطني بوالدي الذي توفي في العام 2004، والذي بقي مكافحا ويحرث الأرض ويعتني بها، وذكريات تربطني بوالدتي التي توفاه الله بعده بعام، وكنت أتمنى أن يكون اخوتي معي لأضع رأسي على كتفهم، وأبكي أمي وأبي.. في هذا البيت كل حياتي".
وتقول حنان إن الاحتلال يحاول ترهيبنا، وتثبيط عزائمنا، وإذا هدم منزلا، سنبني ألف منزل، ولن تكون هذه البيوت أغلى من الشهيد.
فيما يقول عاصف شقيق عاصم: "تعبنا كثيرا في بناء منزل عاصم، وعندما سكن فيه لفترة لا تتجاوز 5 أشهر، اعتقل، وتم هدم المنزل اليوم بكل عنجهية، والآن سيهدمون منزل العائلة الذي ترعرعنا فيه، لكن لن يرهبونا وسنبني البيت مرة أخرى".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها