إنها أكثر الجرائم إهانة لكرامة الانسان، مهاجمة أسرى مقيدين ومحجوزين في زنزانات ضيقة بالكلاب الشرسة وقنابل الغاز الخانقة، والرصاص المعدني والمطاطي، ونعتقد يقينا أن الصور المبثوثة من مركز ميدان الجريمة شواهد وأدلة على المجرم الاسرائيلي العنصري الذي حطم الأرقام القياسية بمستويات عالية ومضاعفة عن تلك التي سجلها النظام العنصري في جنوب افريقيا.
المجرمون هم عسكر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جلعاد اردان ما يعني مسؤولية حكومة دولة الاحتلال الكاملة عن الجريمة، "فالمعتقلات" خاضعة لسلطتها وأي جريمة تحدث في مسرحها تعني مسؤوليتها المباشرة أمام القانون الدولي، ذلك أن المزجوج بهم في الزنازين فلسطينيون مناضلون مقاتلون من اجل الحرية والتحرر، ولا يجوز لنا قبل اي مسؤول في دولة الاحتلال ترويج مسماها الحالي (السجون)، أو التفوه بمصطلح (مصلحة السجون) الذي يتردد على ألسنة مسؤولين اسرائيليين بغرض اعتبار الأسرى الأبطال مجرمين!!.
إرهاب الدولة الرسمي الذي يمثله جلعاد اردان سيتمادى أكثر، ويوسع نشاط عملياته، وسيضرب بقوة وفي كبد الفلسطينيين، كمنهج محدث مشتق من منهج الارهاب الأساس المعتمد لدى قادة المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستعماري الاستيطاني العنصري، وليس في اطار الدعاية الانتخابية في دولة الاحتلال كما يحلو لبائعي التفسيرات والتحليلات القول خلال ترويجهم لبضاعتهم الكلامية.
جلعاد اردان وزير الأمن الداخلي يعتبر الأسرى الفلسطينيين في معتقلات دولته ارهابيين، ويتحداهم، ويهدد بجرائم أشد، وهذا ليس بجديد في واقع صراعنا مع الاحتلال، وصراع الأسرى مع الجلاد الاسرائيلي، فجرائم المحتلين الآن في المعتقلات وتحديدا فيما جرى في عوفر انتقال سريع بالحالة الطبيعية الموسومة والممهورة بالإرهاب والقمع والاغتيال البطيء، ووضعها على اوتوستراد المجتمع الدولي، كقاطرة صممت بخبرات أميركية اسرائيلية مشتركة لمواجهة وتدمير أي منظومة دولية تسير عكسها، حتى لو حملت رخصة القانون الدولي أوالحقوق الانسانية، أو رخصة الشرائع والمواثيق الأممية، فدولة الاحتلال وحكومتها عبر وزير أمنها الداخلي اردان، وعبر الجريمة التي نفذتها امس الأول بحق الأسرى الفلسطينيين توجه للعالم ضربة مؤلمة على مستوى الخاصرة، تمهيدا للضربة القاضية على مستوى الدماغ، وترفع مستوى التحدي مع منظومة الشرعية الدولية،التي يبدو انها مازالت تتجنب حتى الساعة المواجهة مع اسرائيل لاخضاعها واجبارها على الانصياع للقوانين الدولية، وحقوق الانسان عموما والأسرى خصوصا.
جلعاد أردان وزير اسرائيلي يتحدى العالم، كيف لا وهو الوزير في حكومة تترأس قائمة أشهر سجل جرائم بحق الفلسطينيين وحقوقهم، حكومة مستوطنين عنصريين تملك في ائتلافها عقول وبصمات أغلبية ( النوائب) في (كنيست) بات الأغزر في انتاج القوانين العنصرية - لا يستحقون مسمى نواب - هو نفسه أردان الذي دعا قبل ايام الى منع رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن من العودة الى وطنه فلسطين، ووصف النواب العرب الفلسطينيين في الكنيست "الوقحين وعديمي الشرف" لأنهم مارسوا حقهم القانوني بعدم البقاء تحت سقف الكنيست للاستماع لكلمة نائب الرئيس الاميركي مايك بنس في مثل هذه الأيام من العام الماضي !!. فهل يبدو غريبا قوله: "سنتعامل بكل قوتنا لقمع الإضراب في السجون بدون خوف أو استسلام".
الشعب الفلسطيني بمساندته اللامحدودة للأسرى، وبوحدة قواه الوطنية، وبارادة قوية غير خاضعة للحسابات الحزبية او الفئوية او الفصائلية، وبمعركة مفتوحة في كل المحافل الدولية القانونية والقضائية والسياسية دون استثناء مع النظام العنصري في تل ابيب، وبمقاومة شعبية سلمية تتسع باطراد، ورسائل جماهيرية غير مسبوقة باتجاهين الأول للأسرى بأن حريتهم ومصائرهم عصب حريتنا ومصائرنا ومستقبلنا، وللاحتلال أن هؤلاء الأسرى مناضلون احرار وراءهم شعب عظيم لا يكل ولا يمل عن العطاء والتضحية، حينها وسيفرض الأسرى وشعبهم عليه الخوف والاستسلام، وسيدرك كما ادرك الطغاة في اللحظة الخاتمة للمواجهة مابين الباطل الذي يمثله والحق الذي نمثله كشعب حر عظيم أنه وحكومته صورة مادية واقعية تجسد المعنى الحقيقي الأصلي للارهابي ومجرم الحرب والمجرم بحق الانسانية.. وانه سيحظى بلعنة التاريخ لأمة الانسان باجناسها واعراقها وبلغاتها من جهات الأرض الأربع.
أسرى.. أما الكلاب فشرسة والجنود عنصريون!!
26-01-2019
مشاهدة: 365
موفّق مطر
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها