شارك أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض على رأس وفدٍ في المهرجان الجماهيري الذي نظَّمته اللجنة الدولية لإحياء الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد القائد صدام حسين في فندق "كواليتي إن" في مدينة طرابلس شمالي لبنان، اليوم الجمعة ٢١-١٢-٢٠١٨، بحضور قادة وممثّلي فصائل وأحزاب وقوى وفعاليات وهيئات وروابط وجماهير فلسطينية ولبنانية.
وألقى أبو جهاد فيّاض كلمةً بالمناسبة ممَّا جاء فيها: "نلتقي في الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد القائد صدام حسين بدعوةٍ كريمةٍ من الأوفياء للدكتور عبدالمجيد الرافعي وللرئيس صدام حسين اللذين كانا رفيقَي درب الشهيد الرمز ياسر عرفات. مَن ينسى صدام حسين الذي وقف إلى جانب شعب فلسطين في كلِّ مراحل الثورة؟ فهو الذي دعم المقاتلين، ووقف إلى جانب أُسَر الشهداء الذين نفّذوا عمليات استشهادية وهدم جيش الاحتلال الصهيوني منازلهم، فقام بتمويل إعادة إعمارها، وكان صوت فلسطين المدوّي على كل المنابر، وكان آخرها منبر الشرف والاستشهاد حينما صدح صوته يردّد عاشت فلسطين حُرّة من البحر إلى النهر، وكأنّه يُذكِّر الأمَّتين العربية والإسلامية بأنّ فلسطين ليست للفلسطينيين فقط، وإنّما هي لكل عربي ومسلم، ولكل أحرار العالم".
وأضاف: "كما نوجّه التحية لروح القائد د.عبدالمجيد الرافعي، ابن طرابلس العربي، الذي أحبّ فلسطين وناضل من أجلها في الميادين كافّةً، وكان مُنحازًا لفلسطين في مجلس النواب ومُدافعًا عن حقوق الفقراء من أبناء الشعب اللبناني، وقائدًا صلبًا مُتحدّيًا للحصار والحرب على العراق، واستشهد وهو دائم السؤال عن فلسطين وأحوال وصمود أهلها في وجه المؤامرات الصهيوأمريكية.
وتطرَّق فيّاض إلى أحداث المنطقة، فأشار إلى أنَّ تفكُّك دول الطوق العربي جرّاء الإرهاب المدعوم من الإدارة الأميركية وبعض العرب أعطى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجرأة لأخذ قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمةً لكيان الاحتلال الصهيوني، وجعل قضية اللاجئين تتعرّض لأخطر مؤامرة من ترامب والإدارة الأمريكية المتصهينة المنحازة لمصلحة الاحتلال الصهيوني التي تخوض معركة شرسة لإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من خلال تصريحات ترامب التي ادّعى فيها أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الشتات لا يتجاوز ثلاثين ألفًا، وأنّ اللاجئ هو من وُلِدَ في فلسطين، ومن خلال سعيه لإنهاء عمل وكالة "الأونروا" عبر وقف المساعدة السنوية لها والبالغة قيمتها 350 مليون دولار، والضغط على الدول المانحة لتقليص دعمها للوكالة، ونقل صلاحيّات "الأونروا" وتقديماتها لمفوضية شؤون اللاجئين.
وأكَّد فيّاض أنَّ القيادة الفلسطينية نجحت في إعادة رسم الخارطة السياسية لإثبات وجودنا في العالم من خلال منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي لشعبنا ما رفع وتيرة النضال السياسي والدبلوماسي والقانوني على الصعيد الدولي عبر المؤسسات الدولية، ونوّه إلى أنَّ هذا الجهد يوازي الكفاح الوطني الفلسطيني الميداني في غزّة هاشم والقدس والخان الأحمر والضفة الغربية، وشدَّد على أنّ "المقاومة بجميع أشكالها هي حقٌّ للشعب الفلسطيني وفصائله، وقرار الإدارة الأمريكية في الأمم المتحدة الذي يتّهم "حماس" بالإرهاب مرفوض، لأنَّ حركة "حماس" جزءٌ من النسيج الوطني الفلسطيني، ولو اختلفنا معها على وسائل التحرير وطرد الاحتلال عن أرضنا".
وطالب فيّاض الإخوة في حركة" حماس" بالعمل الجاد لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية وتمتين البيت الفلسطيني الداخلي لأنّه السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال، ولفت إلى أنَّ الهدنة الطويلة الأمد في قطاع غزّة خطيرة على مشروعنا الوطني لأنَّها ترسّخ الواقع الانقسامي للأرض الفلسطينية، وتعطي حقوقًا إنسانية فقط، وتقضي على الحلم الوطني لقضيتنا في الوطن والشتات.
وشدَّد على رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وأدان إقدام بعض الدول العربية على فتح علاقات مع الكيان الصهيوني آملاً على الشعوب العربية أن تقف بوجه حكّامها لوقف التطبيع مع الكيان المغتصب للأرض العربية.
وتابع فيّاض: "إنّ الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على مدينة رام الله لن تُخيف قيادتنا، وسيبقى الرئيس أبو مازن رمزًا للنضال الفلسطيني الرافض للإملاءات الأميركية والمدافع عن أبناء شعبنا في مواجهة قطعان المستوطنين الذين شرّع لهم الكينيست استخدام السلاح ضد أبناء الشعب الفلسطيني إحياءً لعصابات شتيرن والهاغاناة التي ارتكبت أبشع المجازر بحق أبناء شعبنا الأعزل ما قبل النكبة، وها هو التاريخ يعيد نفسه أمام أنظار العالم في القرن الواحد والعشرين في عصر العدالة الدولية".
وأشار إلى أنّ تحركات العدو الصهيوني الأخيرة على الحدود مع لبنان الشقيق تُنذر بالعديد من الاحتمالات، وأكّد وجوب التنبّه لما يدبّره العدو من مشاريع، والاستعداد لأي مواجهة تستهدف لبنان، وقال: "علينا جميعًا تحمّل مسؤولية التصدي لأي عدوان صهيوني، وإنّنا نؤكِّد حرصنا على حفظ أمن مخيَّماتنا التي تعتبر جزأ لا يتجزّأ من أمن لبنان الحبيب الذي نتمنّى له دوام الاستقرار في ظل التهديدات غير المعلَنة. كما نتمنّى أن تتشكّل الحكومة العتيدة قريبًا، ليعود ذلك على لبنان بالخير والاستقرار".
وخلال المهرجان قدَّم فيّاض للسيدة ليلى بقسماطي الرافعي درع القدس تقديرًا لجهودها في دعم القضايا العربية ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها