حذر تقرير حكومي أميركي فيدرالي ضخم من تفاقم كوارث المناخ، كحرائق الغابات في كاليفورنيا وأعاصير العام الجاري، في الولايات المتحدة.
ويتناقض التقرير الذي أصدره البيت الأبيض بهدوء يوم أمس، الجمعة، في كثير من نقاطه مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب.
وبحسب التقرير، الذي رفضته البيت الأبيض بادعاء أنه غير دقيق، فإن تغير المناخ سيكلف الاقتصاد الأميركي مئات مليارات الدولارات بحلول نهاية هذا القرن مما سيضر بكل شيء من صحة الإنسان إلى البنية التحتية والإنتاج الزراعي.
وتبين أن التقرير، بحسب أسوشيتد برس وضع "التقييم الوطني للمناخ" قبل حرائق كاليفورنيا وأعاصير هذا العام بوقت طويل.
كما يحذر من كوارث طبيعية وبيئية أشد وأطول أمدا يثيرها، ولو جزئيا، الاحتباس الحراري عالميا.
وأوجز التقرير الذي كتبته أكثر من 12 وكالة وإدارة حكومية أميركية التأثيرات المتوقعة لارتفاع حرارة الأرض، في كل ركن من المجتمع الأميركي، وذلك في تحذير شديد يتناقض مع برنامج إدارة ترامب المؤيد للوقود الأحفوري.
وقال تقرير الجزء الثاني من التقييم الوطني الرابع بشأن المناخ "مع استمرار زيادة الانبعاثات بمعدلات تاريخية، فمن المتوقع أن تصل الخسائر السنوية في بعض القطاعات الاقتصادية إلى مئات المليارات من الدولارات بحلول نهاية هذا القرن وهو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي الحالي في العديد من الولايات الأميركية".
وقال التقرير إن ارتفاع حرارة الأرض سيضر بالفقراء بشكل غير متناسب، وسيقوض على نطاق واسع صحة الإنسان ويدمر البنية التحتية ويحد من توافر المياه ويغير الخطوط الساحلية ويزيد التكاليف في الصناعات من الزراعة إلى مصائد الاسماك وإنتاج الطاقة.
لكن التقرير قال إنه إذا تم كبح انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل كبير، فيمكن أن تتغير التوقعات الخاصة بحدوث المزيد من الأضرار بالرغم من أن الكثير من تأثيرات تغير المناخ بما في ذلك العواصف والجفاف والفيضانات الأكثر تواترا والأكثر قوة، قد بدأت بالفعل.
ويكمل هذا التقرير دراسة صدرت في العام الماضي خلصت إلى أن البشر هم المحرك الرئيسي لارتفاع حرارة الأرض، وحذرت من تأثيرات كارثية محتملة على الكوكب.
وتتعارض هذه الدراسات مع السياسات في عهد ترامب الذي تراجع عن حماية البيئة والمناخ إبان فترة الرئيس السابق باراك أوباما، ليزيد إنتاج الوقود الأحفوري المحلي بما في ذلك النفط الخام وهو بالفعل عند أعلى مستوى في العالم بما يفوق السعودية وروسيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، لينزي والترز، إن التقرير الجديد "يستند بدرجة كبيرة إلى أكثر سيناريو تطرفا والذي يتناقض مع الاتجاهات القائمة منذ فترة طويلة بافتراض أنه ستكون هناك تكنولوجيا محدودة وابتكار محدود وزيادة سريعة في تعداد السكان".
وكان الرئيس ترامب قد أعلن في العام الماضي عن نيته سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لعام 2015 التي اتفق عليها ما يقرب من 200 دولة لمكافحة تغير المناخ بحجة أن الاتفاق سيضر بالاقتصاد الأميركي ولن يقدم فائدة بيئية ملموسة.
كما أثار ترامب وعدد من أعضاء حكومته الشكوك مرارا حول علم تغير المناخ دافعين بأن الأسباب والتأثيرات لم يتم التثبت منها بعد.
وقالت جماعات مدافعة عن البيئة إن التقرير عزز دعوتهم للولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
وشاركت 13 إدارة ووكالة حكومية من وزارة الزراعة وحتى إدارة الطيران والفضاء (ناسا) في اللجنة التي أعدت هذا التقرير الجديد.
وقالت المشاركة في كتابة التقرير، كاثرين هايهو، إنه يظهر أن الطقس الخطير، الذي كان علماء قد قالوا إنه سيحدث في الولايات المتحدة، قد بدأ بالفعل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها