إحياءً للذكرى ال"70" لنكبة فلسطين، وتاكيداً على حق العودة إلى فلسطين، ورفضاً واستنكاراً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، نظَّمت حركة "فتح" في منطقة الشمال اعتصامًا جماهيريًا حاشداً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس، وذلك يوم الاثنين 2018/5/14.
شارك في الاعتصام ممثلو القوى والأحزاب اللبنانية، والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية الفلسطينية، وهيئات، وفعاليات، وجماهير من منطقة الشمال .
رفع المعتصمون الأعلام الفلسطينية، واليافطات التي تؤكد بأن فلسطين لأهلها وتندد بالقرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس، وتشدد على أن القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية .
بدايةً كانت كلمة حركة التوحيد الإسلامي ألقاها فضيلة الشيخ عمار شعبان، أشار فيها إلى العدو الصهيوني الذي يطالب العالم بالإعتراف بيهودية الدولة وكأنه يطالب باعطاؤه صك طابوا بأرض فلسطين.
وأضاف: "إن أميركا قد أخذت على عاتقها وتسلمت زمام المبادرة عن بريطانيا التي أعطى وزير خارجينها الوعد المشؤوم لليهود، واليوم أميركا تريد إعطاء القدس للصهاينة".
وأكد أن مواجهة المشاريع الصهيوامريكية تكون من خلال التوكل على الله وعلى سنة رسوله بذلك نعيد فلسطين لأهلها .
ثمّ كانت كلمة حركة الجهاد الإسلامي ألقاها أبو اللواء موعد الذي قال: "إن هذا التمادي الإجرامي الذس تشهده مدينة القدس وكل المدن الفلسطينية يعتبر ثمر طبيعية لكل أشكال التسوية واتفاقات السلام المزعوم مع العدو الصهيوني، التي توفر مظلة حماية لكل الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا وأرضنا".
وأضاف: "إن الكيان الصهيوني وكما يحاول سرقة القدس الشريف وضمها إليه فإنه يسعى بكل الطرق للتخلص من قضية اللاجئين عبر القضاء على حق العودة الذي هو جوهر القضية الفلسطينية، من خلال استهداف المخيمات سواء من الباب الخدماتي كما هو الحال في ملف الأونروا، أو عبر بوابة الاستهداف الأمني والأخلاقي في محاولة لإزالة هذا الشاهد من طريق مشروع إلغاء حق العودة.
كلمة حزب طليعة لبنان ألقاها عضو قيادة قُطر لبنان رضوان ياسين إذ قال: "ليس مصادفة أن تعلن إدارة ترامب عن نقل سفارتها عشية النكبة فهذا الإعلان يؤكد على الشراكة الصهيوامريكية في احتفالية الذكرى ومشاركة العدو في اغتصاب 80% من أرض فلسطين وإقامة كيانه الغاصب على انقاض الشعب الفلسطيني الصابر المنكوب".
وأضاف: "إن الإدارة الأميركية على امتداد العقود والحقبات هي مصدر قهرنا وبؤسنا فهي أصل البلاء ومصدر الشرور وعلة وجود هذا الكيان الغاصب، إنه الواقع العربي المأزوم من استعمار استفحلت هيمنته وتنامت وصايته وترسخت قواعده العسكرية، وباتت تدخلاته مباشرة في شؤوننا، وزادت قدرته على التحكم بثرواتنا الوطنية والقومية".
ثمَّ ألقى الدكتور عبد لله ضناوي ممثلاً النائب والوزير فيصل كرامي كلمة جاء فيها: "القدس تعتبر منذ فجر التاريخ عاصمة الدولة الفلسطينية وليس السلطة الوطنية الفلسطينية، بل لكل فلسطين ولا يمكن أن تكون عاصمة لدولة الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين منذ العام 1948، وها هو ترامب اليوم يبدأ بنقل سفارة بلاده إلى القدس وسط اعتراض واستنكار العديد من الدول الأوروبية والعربية".
وأضاف: "لا يسعنا إلا أن نذكر كل الناس من عرب وعجم بأن قضية القدس ليست خاصة بمسلمي ومسحيي فلسطين، إنما هي قضية العالم أجمع". وتساءل الضناوي أين هم حكام العرب من هذا الاعتداء على الأمة بقدسها ومسراها .
كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فياض إذ قال: "يتزامن إحياء ذكرى النكبة هذا العام مع قرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس في غياب تام للعدالة الدولية، وصمت مخزي للأنظمة العربية والإسلامية، بل إن هناك بعض الأنظمة تتآمر على فلسطين والقدس".
وأكد بأن القدس ستبقى عربية وإسلامية وأن مسيرات العودة المتواصلة منذ شهر آذار حتى اليوم، هي صرخة بوجه العدو إرحل عن أرضنا المباركة، وأشار إلى أن العدو الصهيوني يزداد بطشاً وقتلاً في أبناء شعبنا حيث ارتفعت حصيلة مسيرات العودة إلى أكثر من خمسين شهيد وآلاف الجرحى .
وأضاف: "إن الاحتلال ومستوطنيه يرتكبون الجرائم يومياً بحق أبناء شعبنا، فطالب المجتمع الدولي بحماية أبناء شعبنا حتى لا تتكرر جريمة حرق عائلة الدوابشة وهم نائمين في منزلهم".
وأكد بأن شعبنا سيبقى يقاوم المحتلين بكافة الوسائل حتى يطردهم من أرضنا المباركة أرض الآباء والأجداد، وسنورثها للأحفاد محررة من دنس الصهاينة، وإن ترامب والإدارة الأمريكية سيدفعون ثمناً كبيراً نتيجة قراراتهم، فهي حبر على ورق، لأن القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن أو قصر .
وشدد على أهمية اتمام الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام لأنه السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال الصهيوني والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا .
ثمَّ سلم المعتصمون لممثل الصليب الأحمر الدولي محمد المدني، مذكرة إدانة واستنكار للمشروع الصهيواميركي في مدينة القدس .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها