فلسطيننا/ مفوضية الاعلام والثقافة - لبنان

مع اقتراب الموعد التاريخي المرتقب، في اواخر شهر ايلول موعد القاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة الشعب الفلسطيني امام الجلسة العامة للجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الامن الدوليين، وفيها مطالبة كل العالم بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، بما فيها الاعتراف الصريح والواضح بالقدس عاصمة لهذه الدولة على اعتبار ان هذه الموافقة الدولية ما هي بالدرجة الاولى الا ترجمة عملية وصريحة وواضحة للقرارات الدولية المتحدة على مدى السنوات الماضية، والتي كانت اسرائيل وبفضل الدعم اللا متناهي واللا محدود من الادارة الاميركية على التنكر لهذه القرارات دون ان يجرأ أحد في العالم بالقول لاسرائيل "يا محلا الكحل بعينك". وهذا العالم والدولة  يعرفان تماماً بأن هذا التنكر الاسرائيلي لهذه القرارات ما هو الا إستهتار بالقيم الانسانية والاخلاقية والقانونية لهذا العالم.. وعلى هذا الاساس سيكون العالم بأجمعه على موعد مع الحقيقة وعلى موعد مع التزام هذا العالم بقيمه واخلاقه وشعاراته حول حقوق الانسان، التي مازال يملكها حتى الآن في وجه اي كائن يتنكر لها ليواجه العزل والتجاهل وسحب الاعتراف به وفي بعض الاحيان تجريد الحملات العسكرية واحتلال اراضيه والسيطرة على ممتلكاته وثرواته هذا الامر الذي لم يحصل ولا مرة واحدة مع اسرائيل وحكوماتها المتعاقبة على الرغم من مجاهرتها تكراراً ومراراً بالتنكر لقرارات المجتمع الدولي. على الرغم من اتخاذها وصدورها من قبل اعلى الهيئات الدولية والسياسية والانسانية والقانونية وعلى رأس هذه القرارات قرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية التي تعترف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وبقيادة ممثله الشرعي والوحيد.

هذا الحق الذي يعتبر مناقضاً للاحتلال الاسرائيلي وممارساته الارهابية ومحاولاته تهويد الاماكن المقدسة سواء الاسلامية او المسيحية كما حدث ويحدث يومياً في مدينة القدس وهي ممارسات يدينها العالم بأكمله ويعتبرها عملاً عدوانياً ولا شرعياً ولا قانونياً وهو ما ينطبق على كثير من الاعمال ليس اولها ولا آخرها بناء جدار الفصل العنصري الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية عملاً غير قانوني ولا شرعياً مما استوجب صدور قرارها بإلزام اسرائيل بإزالته على الفور.

والى جانب هذه القرارات كانت اسرائيل وعلى الدوام تعمل على افشال كل المبادرات السياسية الهادفة لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وواقعياً. حتى تلك المبادرات الصادرة ليس فقط في ادارة المجتمع الدولي بل حتى تلك الصادرة عن الادارة الاميركية نفسها التي شكلت ولازالت حتى اليوم السند القوي والداعم للممارسات الاسرائيلية تارة من خلال ممارسة سياسة النقض "الفيتو" داخل الاسرة الدولية او من خلال الضغط لكل الدول الاخرى لعدم اتخاذ مواقف تدين اسرائيل وممارساتها وتنكرها للقرارات الدولية... وحتى تلك الصادرة اصلاً عن الادارة الاميركية وعلى سبيل المثال الرؤيا الرئاسية الاميركية لحل الدولتين وفق القرارات الدولية وهيئاتها وهذه النقطة بالذات ما أثارت استغراب العالم وشعوبه ومؤسساته وهيئاته وقواه المحبة للسلام نتيجة للموقف الاميركي والادارة الاميركية الى جانب اسرائيل في ممارستها الضغوط الهائلة ضد القيادة الفلسطينية لمنعها من الوصول الى المحفل الدولي للمطالبة بأحد أهم الحقوق الوطنية الفلسطينية لنيل الاعتراف الدولي بالدولة المستقلة كحق تكفله كل القوانين والشرائع ومن هنا وفي هذه اللحظة التاريخية تجد القضية الفلسطينية نفسها امام أهم الاستحقاقات المصيرية والتاريخية ولذلك يجب بالتالي التمسك بالخطوات التالية.

1.   بقاء القيادة الفلسطينية على موقفها الحازم بالتمسك بالذهاب الى الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لطلب الاعتراف بالدولة المستقلة دون الخوف من الضغوطات الاميركية التي هي في جوهرها ومضمونها ضغوطات اسرائيلية وادراك بأن كل خطوة تزعج اسرائيل ولا تعجب سياساتها هي الضرورة لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

2.   ضرورة استمرار الجولات المتلاحقة في جميع دول العالم وخصوصاً الدول العربية والاسلامية لحثها على التزام الموقف الى جانب القضية الفلسطينية وشعبها وتشكيل مظلة امان للشعب الفلسطيني امام الضغوط الاسرائيلية والاميركية.

وهو ما يستوجب من هذه الدول عدم الانصياع للضغوط الممارسة عليها من قبل الادارة الاميركية. وبالتالي تأمين احتياجات ومستلزمات هذا التحول التاريخي القادم بكافة الاشكال والاساليب بما فيها السياسية والمادية والمعنوية وعدم ترك القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية تحت رحمة هذه الضغوط وهذا الموقف المطلوب من كل دول العالم وشعوبه وخصوصاً الدول العربية هو موقف الحد الادنى لنصرة الحق والقوانين الدولية.

ومع اقتراب الموعد المأمول نتمنى ان يكون على مثال هذا الشهر الذي يقال فيه شهر ايلول "بالشتا طرفه مبلول" اي يحل الخير فيه للبشرية وللانسان لعله يحمل هذه المرة الخير للشعب الفلسطيني.