حسـن بـكيـر|

   نظَّمت الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية واللِّجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والمؤسّسات والجمعيات والأندية الفلسطينية، وأطفال الروضات ووجهاء وكبار السّن في مخيَّم برج البراجنة اعتصامًا احتجاجيًّا قبيل ظهر اليوم الأربعاء 6-12-2017، استنكارًا للقرار الذي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتّخاذه في خطابه أمام مجلس الأُمّة الأمريكي الليلة، والقاضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس، وإعلان القدس عاصمة أبدية لـ(إسرائيل).

وتوحَّد الجميع تحت عَلم فلسطين، بينما غابت أعلام الفصائل جميعها، وعلت الهتافات المستنكرة لهذا القرار، والمؤكِّدة أنَّ للقدس عاصمة أبدية لفلسطين.

وتخلَّل الاعتصام كلمةٌ مقتضبةٌ للمؤسّسات والعمل الاجتماعي، ألقتها فادية الخربيطي، أكَّدت فيها بِاسم فلسطين وبِاسم الطفل والشيخ والعجوز والمرأة وكلّ الفصائل بصوتٍ موحَّدٍ أنَّ ترامب لن ينال من عزيمة الشعب الفلسطيني مهما طال الزمن، ولن يخضع لتلك الأوامر والمؤامرات التي تُحاك ضدّه من قِبَل أمريكا وترامب، وشدَّدت على أنَّ فلسطين ستبقى راية مشرفة عاصمتها القدس الشريف.

وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية ممثِّل حركة الجهاد الإسلامي "أبو أشرف"، جاء فيها: "معركة القدس هي معركة الوجود باعتبار القدس قلب الأُمّة الإسلامية ورمز عقيدتها وقِبلتها الأولى ومسرى نبيها الكريم صلى الله عليه وسلم"، وذاكرة تاريخها منذ وجودها إلى اليوم وإلى الأبد.

وأضاف: "إنَّ اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني هو تجاوزٌ لكلِّ الخطوط الحمراء، وعليه ندعو إلى تأجيج الانتفاضة إن حدث هذا الاعتراف. كما أنَّ بعض الدول الإفريقية قد تتبع ترامب وتنقل سفاراتها إلى القدس على أساس القدس عاصمة للكيان  المحتل، وإذا تجرَّأ المخبول ترامب على اتّخاذ هذا القرار بنقل السفارة الصهيونية الأمريكية للقدس والاعتراف بإسرائيل، فيجب أن تتحوّل الضفة والقدس وأراضي الـ48 وقطاع غزة إلى كتلة لهب في وجه العدو الصهيوني، وليس مجرد استنكار عبر الشاشات والفضائيات، وسوف تدوي صفارات الإنذار في جميع الأراضي المحتلّة من صواريخ سرايا القدس، وكتائب القسّام، وشهداء الأقصى، وكلّ فصائل المقاومة الشرفاء من أجل القدس، العاصمة الأبدية لفلسطين ولن نرضى بتزوير التاريخ".

وختم "أبو أشرف" كلمته قائلاً: "ترامب يضعنا جميعنا أمام الحقيقة العارية، فإمَّا أن نُثبِتَ وجودنا كأُمّة ذات كرامة، وإمَّا أن نُعلن عدم أهليّتنا لشرف الدفاع عن القدس ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم".